خطوة مهمة من وزارة المغتربين والشؤون الاجتماعية والخدمة المدنية والتي تهدف إلي ربط المهاجر والمغترب بمؤسسة الدولة عن طريق المصالح المتبادلة.. هذه الخطوة تحتاج إلى مزيد من الجهد، وتحتاج إلى أولويات، فلا اعتقد أن الوزارات الثلاث بجميع هياكلها تتجاهل موضوع الثقة بين المهاجر والمغترب من ناحية والدولة بمؤسساتها من ناحية أخرى. لقد استطاع المرحوم الدكتور البشاري أن يجسد روح الهجرة والاغتراب في عديد من الاتجاهات منها الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية. واستطاع في فترة وجيزة أن ينال ثقة المهاجرين والمغتربين عن طريق المؤتمرات والندوات والنشرات، وجعل الوزرة كيان موحد. ولقد كانت الوزراة بتعاون الجميع على وشك الانتقال من مرحلة العطاء إلى مرحلة الاستثمار. واستطاع المرحوم لم جميع المثقفين وذوي الخبرة في المجال الاغترابي والاستفادة منهم لجعل الهجرة والاغتراب أهم مصدر من مصادر الدخل القومي لليمن. نحن ندرك أن الوزرة في بداية طريقها للوصول إلى قلوب المهاجرين والمغتربين، ولكن لابد أن تبنى على أسس صحيحة، فطريقة المسح الميداني، وإقامة الندوات، وإرجاع الثقة هو أول الحلول، وما غير ذلك هي فقط خطوات من اجل إسقاط براءة الذمة.. كيف يمكن إيجاد مؤسسة فعالة لا تنتهي بزوال المنصب!؟ وهذا هو دور الوزير الجديد.. فالمهاجرون يبحثون أولا عن بنية تحتية من المؤسساتية ومؤهلة.. الوزير جدير بتبني الفكرة ودعمها. كم نتمنى من وزارة المغتربين بالتعاون مع الجهات المختصة وقبل الخوض في عملية التبادل النفعي بين المهاجر والمغترب من جهة والحكومة من جهة أخرى الإعداد أولا لإشراك المغتربين والمهتمين في مؤتمر واضح على غرار المؤتمرات السابقة، وتحدد فبها الحقوق والواجبات التي تقع على المهاجر والمغترب. وهنا نؤكد أن البيانات الإحصائية والرقمية تؤكد أن الدخل القومي لليمن يمكن أن يكون للمغتربين والمهاجرين دور كبير في تحسينه، وقد يكون أفضل واكبر للميزانية العامة إذا ما كانت هناك نية حقيقة في الاستفادة من المغتربين والمهاجرين بشرط الاستثمار.. وهنا لابد من تحديد برامج واضحة تهتم بجميع مراحل المهاجر والمغترب منذ خروجه من ارض الوطن وإقامته في موطن اغترابه إلى حين عودته.. فلقد أثبتت التجارب أن أفضل الاستثمارات نجاحا وازدهارا هو الاستثمار في بناء الإنسان. وإذا لم يكن هناك تخطيط بعيد المدى يتجاوز ما يرسله المهاجر والمغترب إلى أسرته سنظل نحرث في ماء راكد..! وعلى أن يتم تكريم كل من أسهموا في تطوير الحركة الاغترابية من مال وجهد ووقت ليكونوا هم الأساس الذي يمكن الاستفادة من تجاربهم.. على أن يكون التقييم مبني على مرتكزات حقيقية من بين أواسط أبناء الجالية ،بعيدا عن المهاترات الحزبية، أو التقييم المبني على اعتبارات شخصية. * عضو في المجلس العربي الامريكي [email protected]