رسامة تشكيلية مبدعة، وصحافية متميزة، حصلت على جائزة أفضل مصمم شخصيات كرتونية في اليمن، من خلال رسومها لفيلم (عودة احمد).. قليلون هم الذين التقوها، لكن ما أكثر الذين عرفوها عبر إنتاجها الإبداعي الغزير، فهي رفاء الأشول.. هذه المرأة المتوارية خلف الإبداع- والتي كان ل"نبأ نيوز" شرف إجراء الحوار التالي معها: - كيف بدأت علاقتك بالرسم؟ ** جاءت البداية منذ طفولتي حيث كنت وزميلاتي في المدرسة نتبادل الأحاديث والقصص.. فكنت أترجم تلك القصص إلى رسومات تعبر عن تخيلاتي لها.. فتداولت الزميلات ما أقوم به ومن ثم بين مدرساتي مما أدى إلى إعجابهن، ولقيت منهن التشجيع وكنت المخولة بوضع وتصميم المجلات الحائطية المتمثلة على الرسوم التي تعالج بعض القضايا الطلابية والتي تهم وتلفت انتباه زميلاتي، ومن ثم بدأت أساهم في كتابة القصص في بعض المجلات الخاصة بالطفل والتي تعتبر شبه معدومة في اليمن لعدم وجود الاهتمام الكافي بالطفل ومن هذه المجلات التي ساهمت في صقل موهبتي كمجلة الجوهرة ومجلة سلام وأخيرا نشرة أطفال الغد وهذه الأخيرة كنت أعدها وأنا في المرحلة الإعدادية ولاقت نجاحا في مدرستي "زيد الموشكي" بتعز، كما شاركت في عدة معارض موسمية خلال مرحلتي الثانوية والإعدادية. - حصلت مؤخراً على جائزة أفضل تصميم شخصيات كرتونية على مستوى الجمهورية حدثينا على ذلك؟ ** فعلا بعد قراءتي للإعلان الخاص بالمسابقة والتي نظمتها مؤسسة شوذب للطفولة جاءت فكرة المشاركة في المسابقة، فلم أكن أتوقع الفوز كون أعداد المشاركين وصل إلى 100 متسابق ومتسابقة، حيث كان من بينهم محترفين من مختلف أنحاء الجمهورية، ولم يكن هدفي الفوز بقدر ما كان اهتمامي هو أن أقدم شيء يخدم الطفل واهتمامه.. ولاني أحسست بمتطلبات الطفل اليمني وعايشته منذ طفولتي اعتقد إنني أستطيع الوصول ولو بالشكل اليسير إلى احتياجاته.. حيث تم اختيار الشخصيات التي صممتها لتكون شخصيات لأول مسلسل كرتوني في اليمن حيث خضعت الرسومات المشاركة في المسابقة لعدة معايير ومقاييس تم اختيارها من قبل مختصين وكذا مجموعة من مدارس الجمهورية لاختيار أفضل الرسومات التي سيتفاعل معها الطفل اليمني ويتعلم الدروس والعبر التي تتخللها المسلسل بأسلوب درامي يعالج قضايا الطفل والتي سيكون عنوانها (عودة احمد) حيث تناولت فيها قضيه حساسة جدا ألا وهي تهريب الأطفال والتي يعتبر إنتاج مثل هذه المسلسلات ضرورة استمرارها كتجربة محليه توعوية تجسد اهتمام منظمات المجتمع المدني بالأطفال وغرس قيم جيده في أذهانهم من خلال أفلام الكرتون والتي ابتكرت هذه الفكرة مؤسسة شوذب، كتب سيناريو المسلسل القاص عبد الرحمن عبد الخالق.. وعبر صحيفتكم أتقدم بالشكر لمؤسسة شوذب والتي تتمثل في الأستاذة رئيسة المؤسسة لمياء الارياني وكذا المدير التنفيذي الأستاذة مريم الشوافي وذلك للاهتمام اللاتي يبذلنه لإيجاد أفضل الطرق لحل مشاكل وهموم الطفل اليمني عبر أي وسيلة- سواء كانت صعبة التحقيق أو يمكن تحقيقها لتحقق الأهداف التي من اجلها انشئت المؤسسة، والجهود الحثيثة لإخراج المسلسل بالشكل المطلوب وخروجه إلى النور. وأود أن أوضح شيء جميل حدث بمحض الصدفة هو حصولي في مرحلة الإعدادية على المرتبة الثانية بالميدالية الفضية على مستوى العالم في مسابقه رعتها منظمة اليونيسيف وهي نفس المنظمة التي رعت المسابقة الأخيرة لاختيار الشخصيات الكرتونية، واعتبر هذه المصادفات من الأمور التي تشجعني على الاستمرار في هذا المضمار!!!
- وماذا عن أهم أعمالك ومشاركاتك في المعارض سواء المحلي أو الخارجية؟ ** الأعمال التي قمت بها أو شاركت فيها عديدة أولا بالنسبة للمعارض الداخلية شاركت في أربع معارض مشتركة خلال فترة الدراسة الجامعية، ثلاثة معارض تشكليه بكلية الإعلام وواحدة شاركت فيها على مستوى الجامعات حيث حصلت على المرتبة الأولى عام 2005م. كما أقمت معرضي الخاص في اليوم العالمي للمرأة وذلك في فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة في المركز الثقافي بالإضافة إلى مشاركات خارجية أهمها المعرض المقام في بيروت المؤتمر الحامل شعار (دعوه إلى السلام ) عام 2004م والذي شاركت فيه 18 دوله عربيه، وكذا معرض تشكيلي في مؤتمر مناهضة العنف ضد الأطفال عام 2005م ، وأثناء عملي في اللجنة الوطنية للمرأة والتي من خلالها برزت أكثر لتشجيع رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الأستاذة رشيدة الهمداني وكذا نائبتها الأستاذة حوريه مشهور ورئيسة تحرير صحيفة "اليمانية" فقد أفسحت لي اللجنة وسخرت أمامي طرق النجاح والشهرة فمن خلال أعمالي الكاريكاتورية وتصميمي لشعارات المؤتمر الخاص بالمرأة والطفل استطعت أن ابرز أعمالي واشعر بأني أقدم شيء تخدم قضايا المرأة والتي بلغت 16 بوستر ما بين عامي 2002-2006م ، ومن ضمن أعمالي أيضا تصميم أغلفة الكتب لجميع إصدارات اللجنة خاصة المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأة والكتب التوعوية سواء الصحية أو التعليمية وكتب أدبية لشاعرات يمنيات وشعراء وأخيرا الكتب القصصية المتعلقة بالأطفال.. والتي بلغت جميعها 22 كتاب منذ عام 2001م إلى الآن. - بمن بأثرتي خاصة منذ بداية نشأتك ؟ ** تأثرت بأستاذتي وشقيقتي الكبري "كوكب" والتي اعتبرها المنهل الرئيسي لتعلمي فن الرسم سواء التشكيلي أو الكاريكاتير والتي اعتبرها أول امرأة تخصصت في رسم الكاريكاتير في اليمن فقد حيث شاركت منذ عام 1990م في عدة صحف رسميه كصحيفة "الثورة" ومن ثم صحيفة "الوحدة" وكذا مجلة صم بم إلا أن اهتمامها بمملكتها ورعايتها لأطفالها من الأسباب الرئيسية لاختفائها عن الساحة دون أن تحقق الشهرة والتألق المطلوب والسبب الثاني هو عدم وجود التشجيع والدعم كونها امرأة، ففي الفترات السابقة من الصعب دخولها مجال الكاريكاتير.. فقد أحبطت في اغلب مشاركاتها وتمت تنحيتها من قبل القائمين على هذه الأعمال كونهم صعب تقبل امرأة في هذا المجال وبقدر الإمكان استبعادها في أي مشاركات كاريكاتيرية.. فانا اعتبرها من اللواتي ناضلن من اجل قضيه المرأة والطفل واستطاعت بالفعل خلق نوع لتقبل المرأة في عالم الكاريكاتير والصحافة. - بالرغم من انك خريجه لكلية الإعلام قسم إخراج تلفزيوني، وتعملين حاليا مديرة لصحيفة اليمانية ولم تلتحقي بكلية الفنون الجميلة؛ لماذا؟ ** سأخبرك بشيء .. اعتقد إن الصحافة تكمل الفن التشكيلي فبالرغم من رغبتي الشديدة الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ولعدم وجودها في أمانة العاصمة قررت بأن استبدلها بكلية الإعلام كونها الأقرب إلى الفنون الجميلة منم حيث الحرية المعقولة والإبداع الواسع، فمن خلال مشاركتي في النشرات الجامعية خاصة الإسلامية المتعلق بالمرأة استطعت أن أمارس لمساتي الفنية والصحفية في الرسومات والمقالات. - وفي الأخير؟ ** أتمنى من جميع المهتمين بقضايا المرأة والطفل أن يكثفوا جهودهم بتقديم أو إفساح المجال لإبداعاتهم اللا محدودة والتي من خلالها يستطيعون التعبير عن معاناتهم ومشاعرهم واحتياجاتهم الخاصة ولتجاوز العقبات التي تحيل دون تقدم المرأة والطفل بما يرضي الله والمجتمع.. فلازالت المرأة تعاني من قصور في الاهتمام بها والأخذ بيدها إلى عالم تعيش هي وأطفالها في أمان وإدراك كل ما يحدث حولها لتتمكن من معرفة حقوقها المشروعة شريعتا وقانونا وذلك لتفادي الظلم التي تتلقاها بعض النسوة في هذا العالم لأن المرأة هي المؤسس الرئيسي لسير وتطور ورقي الحياة فهي الأم والأخت والزوجة والابنة...