بعد يوم من تشييع جثمان الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر، المناضل والإنسان ورجل الخير وشيخ مشائخ اليمن- كما وصفته التعزية الصادرة من مجلس التضامن- كانت ذبحة صدرية تجعل محفوظ سالم شماخ، الاقتصادي ورجل الخير و"شيخ التجار" يودع الحياة، وذلك في أول أيام العام الجديد، والذي ربما يكون "أسوأ خلف لأسوأ سلف" 2007- العام الماضي الذي تحولت أيامه الأخيرة إلى منجل يحصد الطيبين من الناس ويخلف بحيرات من الدم هنا وهناك. بين الشيخين – رحمهما الله- علامات تشابه كثيرة، الأول ناضل منذ شبابه في سبيل قمع الحكم ألإمامي وكانت له ادوار كبيرة في تحقيق الوحدة والدفاع عنها، والثاني عرف بأدواره النضالية والإنسانية التي يعرفها الجميع: كان من ابرز التجار الذين دعوا لشراكة بين القطاع الخاص والحكومة، وشارك في تعزيز علاقات اليمن الاقتصادية مع الدول المجاورة والترويج للاستثمار فيها، إضافة إلى إنشاءه مستشفى للأمراض العقلية والنفسية وعدد من المساجد ودور الأيتام ومدارس تحفيظ القران. تمتع الأول- أي الشيخ عبد الله – بشخصية كاريزمية أهلته ليقود معظم قبائل اليمن ويحل مشاكلهم، وامتلك الثاني عقلية اقتصادية وثقافية وسياسية، وجودها عند تجار اليمن من النادر ربما. أسس الأول حزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان الثاني من أبرز التجار المشاركين في التأسيس. شماخ الذي واجه بقوه "ضريبة المبيعات" حتى وصل النزاع إلى الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، وواجه الحكومة وسياساتها بكل شدة، هو ذاته الذي قاد حملة المليار ريال من التجار دعما لحملة الرئيس علي عبداللة صالح، رغم أنه في حزب الإصلاح المعارض. الأيام الماضية، تبارت الصحف اليمنية وخاصة الرسمية في "حملة التعازي" التي خلفها رحيل الشيخ الأحمر لأسرته. زادت أعداد الصفحات إلى أضعافها، وظهرت اغلب التعازي للشيخ صادق عبد الله الأحمر وإخوانه العشرة، مذيلة بأسماء تجار وأصحاب بيوت تجارية عملاقة أكثر من المؤسسات الحكومية، رغم أن الشيخ الأحمر لم يكن رجل أعمال.. وإنما رجل سياسة ورجل خير وإحسان. تباهي التجار الذي جعلهم يكررون تعازيهم في أكثر من صحيفة، ربما يزول في حق "شيخهم شماخ" ولا يتذكروه.. فمنهم نتوقع أي شئ .. وكل شيء! لست من أقرباء المرحوم شماخ، ولا استكثر ما يحدث من تعازي للمرحوم الأحمر، ولا صاحب مطبوعة ستظهر فائدتي من الكوارث التي تحدث، ولكني أتصور فقط كيف سيرد "تجارنا " الجميل لرجل دافع عنهم وعن القطاع الخاص في حياته بكل شجاعة وقوة.. رحم الله الشيخين.. ورحم الله الزميل فهيم العبسي، الصحافي النبيل الذي اختطفه الموت خلسة. "زقرات" قبل الإعلان عن دخول العام الجديد كان العشرات من المنجمين يظهرون في وسائل الإعلام ويتوقعون أحداث العام الأبرز.. الأول يقول إن 2008 سيكون عام "ممطر نهارا جاف حار ليلا" والثاني يقول إن "ساركوزي" سيتزوج عشيقته– رغم إن الجميع يعرف انه طلق زوجته الأولى وكان مع عشيقته في غرفة واحدة بمصر الأسبوع الماضي وليس جديدا إن كان سيتزوجها أم لا، لأنه فعل ذلك دون أن ينتظرهم، وثالث يفجر المفاجأة "العماد ميشال سليمان سيكون رئيسا للبنان.. الأطفال يعرفون ذلك، يعرفون إن رئيس الجيش في لبنان هو رئيس الجمهورية، وان اللبنانيون لم يجدوا غيره، فلماذا الفلسفة والضحك على الذقون..!؟ [email protected]