أصدرت قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح- أكبر أحزاب المعارضة اليمنية- الأسبوع الماضي تعميماً حزبياً بمنع أحد الكوادر الصحفية والإعلامية للحزب- رداد السلامي- من دخول السكن الطلابي الجامعي التابع للحزب بصنعاء للنوم، مما أضطره إلى أن ينام ليلته في الشارع. وهاجم الصحفي رداد السلامي الحزب الذي ينتمي إليه– الإصلاح- لمتاجرته بالشعارات التي يرفعها على الدوام لتحقيق مصالح شخصية ضيقة، ووصفه بالابتزازي والمصلحي، وأنه بلا رحمة ولا إنسانية، معتبراً الشعارات التي ترفعها أحزاب المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان باليمن إدعاءات زائفة. وانتقد السلامي رؤية حزبه إلى الإنسان كقيمة يجب ان تلقى في قارعة الطريق كأي شيئ تافه لان قيمة الإنسان لدى البعض من قيادة حزبه تكمن في مدى إمكانية تسخيره واستخدامه والاستفاذه من مواهبه وقواه لتحقيق أهداف المتكولسين-حسب قوله- خلف الشعارات الرنانة والقيم الوطنية والدينية. وروى الصحفي رداد السلامي- الطالب بجامعة صنعاء – قصته المأساوية – قائلاً انه قضى قبل خمسة ايام طوال ليلة السبت الماضي وسط برد شتاء صنعاء القارص في الشارع، يذاكر دروسه على ضوء إنارة عمود الكهرباء، بعدما منعه حرس حزبه - الإصلاح- من دخول سكن الشوكاني الطلابي الجامعي التابع لحزب الإصلاح. وأضاف: وجدت ذاتي قبل خمسة أيام مرمياً في الشارع استذكر دروسي على مصباح عمود إنارة،منكباً، يخز البرد جسدي ويتلف أناملي. وتابع: وقبل ذلك كانت قد دارت معركة من المفاوضات مع أحد حراس سكن الشوكاني التابع للحزب الذي أنتمي إليه، حاورت وناورت.. أردت أن أضبط غضبي الناجم عن قرب امتحان الغد وإزاء تمنعهم المستميت ضد تسكيني كونهم موظفون تلقوا أوامر بذلك لكن لا فائدة .. بل لا إنسانية، ان صح التعبير ولا رحمة.. وأكد الصحفي السلامي في مقالة نشرتها أسبوعية "الوسط" الأهلية في عددها الأخير: انه لم ينتظر حتى ياتي عمر الحزب وعمر الإسلام للبون الشاسع بين العمرين عمر حزب الإصلاح وعمر الفاروق . وقال: لو خرجت قيادات المعارضة يوماً إلى الشارع خصوصاً منتصف الليل ومروا على أقدامهم سيحيا الإنسان في دواخلهم وان الرصيف البائس سيمنحهم ضميراً حياً ومشاعر إنسان .. لكنه يعود ويؤكد ان رغد العيش وفخامة الفلل المؤثثة بالنعيم أماتت إنسانيتهم، وقال: ليس فيهم سوى السنة تتحرك بالقيم والمثل الوطنية.. ليلة كان الواقع يكشف الزيف.. البرد يسترني ،كما أن الذي بالقرب مني يرتعد هو الآخربرداً ويعري هؤلاء الأدعياء في السلطة والمعارضة ومنظمات حقوق الإنسان- يعريهم لحتى كأني أسبح في أعماق لوثتهم. وهاجم الصحفي الإصلاحي أعضاء حزبه في قيادة الاتحاد العام لطلاب اليمن .. معتبراً أنهم لا يمثلون سوى مصالح لاغير، وقال: حين رأيت حالي وما أنا فيه تذكرت أن هناك نقابة طلابية اسمها الاتحاد العام لطلاب اليمن ، لكنني تذكرت ان ذلك الاتحاد هو عبارة عن اتحاد مصالح لا غير يتقاسمها قياديون صغار يعجزون عن إنجاز شيء للطلاب يستحق الاحتفاء به . وأكد الصحفي - رداد السلامي: ان قيادة حزب الإصلاح لا تعير أي اهتمام لقضايا ومشاكل الطلاب اليمنيين وكل ما يهمها من سيطرة الحزب على قيادة الاتحاد العام للطلاب هو فقط لحشد الطلاب لمناصرة مصالح الحزب. وانتقد رداد اهتمام حزبه بالحشد لمناصرة قضية عربية في الوقت الذي يكون فيه إصلاح ألذات هو الأولى، وقال: تلجأ الى حشدهم لمناصرة قضية عربية وكأن دعم الأخوة العرب واجباً دينياً وقومياً، لكن إصلاح الذات أولاً هو الأوجب، لأننا في اليمن لا نختلف عن شعب فلسطين في شيء سوى تعدد معنى الحصار. وأشار إلى أنه لا يمكن الانتصارلأية قضية وطنية أو عربية إلا بوجود إصلاح داخلي حقيقي تفيض قوته لتمنح الآخرين قوة.