أقامت أحزاب اللبقاء المشترك بدمت صباح اليوم الخميس مهرجاناً تحت عنوان (حياتنا نضال) حضره نحو خمسة آلاف مشارك بينهم آلاف الأطفال دون سن العاشرة، والتربويون ومدراء المدارس ممن أغلقوا مدارسهم وحملوا الأسلحة لحماية المهرجان، وإختتمته بمسيرة طافت الشارع الرئيسي للمدينة شارك فيها عدد من اللاجئين الصوماليين حاملين أعلام المشترك- ممن رصدتهم "نبأ نيوز" بالصور- هاتفين بأعلى الصوت: (خيبر، خيبر يا يهود، علي سالم سوف يعود)، و(لا سنحاني بعد اليوم). وتأتي هذه الفعالية لتجسد مرحلة جديدة من العمل السياسي "الانفصالي"، إذ بعد أن أقصى الإشتراكيون عناصر الاصلاح من أي دور في مهرجان "الحصين" قبل حوالي الأسبوع، تراجع التجمع اليمني للاصلاح إلى مديرية دمت ليغلقها بوجه الاشتراكي، وليستخدم الكومديا الهزلية- عبر الفنان المبدع فهد القرني- في جذب الجماهير بعد إخفاقات متكررة للمشترك في الحشد لمسيراته الأسبوعية. وقد رصدت "نبأ نيوز" بالصور نحو (12) مدير مدرسة وعشرات المعلمين من حزب الاصلاح، وعدد كبير من الباصات التي تولت نقل طلاب المدارس إلى ساحة المهرجان- في أوسع إستغلال حزبي للأطفال تشهده اليمن عبر تاريخها الديمقراطي (وتحتفظ "نبأ نيوز" بصور ولقطات فيديو تظهر آلاف الأطفال بين المشاركين في المهرجان). جمهور "النكتة" الذي احتشد للضحك على الفنان القرني المشهور، ومن مختلف الأطياف- بما فيها المؤتمر الشعبي- غادر ساحة المهرجان حال انتهاء الفنان القرني من عرضه، غير آبه لأي خطاب أو كلمة سيلقيها قادة الأحزاب المشاركة، ولم يبق أمام المنصة سوى أقل من ربع العدد الذي ابتدأ المهرجان به عرضه، ليلقي أمامهم الأستاذ سعد الربية – رئيس حزب الاصلاح بمحافظة الضالع – كلمته التي استهجن فيها النظام الحاكم وأساليبه في تجويع الشعب، مكرراً عبارة "سنواصل نضالنا السلمي"- في نفس الوقت الذي بدت المنصة التي يقف عليها مدججة بالمسلحين المدنيين ، بعظهم مدراء مدارس ومدرسين.. كما أسهب في الحديث عن الجرعة التي كان الاصلاح أول من أشاعها وهو الوحيد الذي يكرس معظم خطابه لترويجها رغم نفي الحكومة لها. وظهر من خلال تقديم مذيع المهرجان للأخ حسين القادري، أن القادري أصبحت لديه صفة تنظيمية جديدة، الأمر الذي يشير إلى أن هناك تغييرات "سرية" قد طرأت مؤخراً على الأطر التنظيمية لحزب الاصلاح فرع دمت الذي شكل الأغلبية العظمى من المشاركين، وطافت سياراته تحمل راية الاصلاح فقط في شوارع دمت وتحشد لمهرجانها، فيما رفعت أعلام الحزب الاشتراكين وغابت أعلام بقية "شركاء المشترك" في إطار تقليد بروتوكولي بين الاصلاح والاشتراكي بأن يرفع كلاً منهما أعلام الفريق الثاني في أي فعالية ينظمها. الفنان فهد القرني قدم عرضاً مسرحياً يشيع به "كيس البر" و"اليمن الجديد" للسخرية من برنامج ووعود الحزب الحاكم، كما أدخل هذه المرة رجال الأمن في عروضه، من خلال شخص يرتدي بذلة عسكرية مرقطة، ليظهرهم تارة بموضع السخرية كمتملقين وحماة للمسئولين الفاسدين، وتارة أخرى ليدغدغ عواطفهم ويحاول استمالتهم بالحديث عن ظروفهم المعيشية. كما تساءل القرني "هل صعدة محافظة يمنية أم دولة شقيقة؟"، وهو ما فسره مشاركون بأنه في إطار حملة الاصلاح التي دشنها عشية إعلان اتفاق صعدة، والتي يعارض فيها وقف الحرب وحقن دماء اليمنيين! شباب مؤتمريون من بين المشاركين، وبعد دعوة الفنان القرني للحاضرين لمصافحة بعضهم البعض وقول "عظم الله أجركم بالحكومة واليمن الجديد"، واستجابتهم له- سخروا من ذلك التفاعل بتساؤلهم: لماذا لا يرشح اللقاء المشترك فهد القرني بدل بن شملان للانتخابات الرئاسية طالما ويمتلك جمهور من مختلف الاطياف يفوق ما يستطيع حشده كل أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك مجتمعة؟ وأشاروا إلى أن الجماهير تفاعلت مع القرني كما لو أنهم تحت تأثير تنويم مغناطيسي، ولو دعاهم الى الجهاد في تلك اللحظة للبوا دعوته على النحو الذي يعجز عنه اليدومي أو الانسي. المقاطع الكوميدية التي استغرقت لحوالي (40) دقيقة، لم تخل دقيقة منها من الشتم واللعن والتسفيه للمؤتمر الشعبي العام، والحكومة.. وفيما كان الفنان القرني يتقرب الى الله زلفى بالشتائم كانت عناصر حزب الاصلاح ترفع أصواتها بعده بالقول "آميييييين"!