- أصل الحكاية في مسألة الرسوم الدانمركية - الكاتب يجهل الإسلام جهلاً تاماً ولم يلق كتابه ترحيباً من النقاد - مظاهرة تندد بالتطاول علي الرسول صلي الله عليه وسلم كشف قيادي مسلم بالدانمرك أن كتابا متداولا بين الدانمركيين يسيء للإسلام من خلال الافتراء على نبيه الكريم كان هو السبب الرئيس وراء نشر صحيفة »جيلاندز بوستن« في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا للرسول صلى الله عليه وسلم؛ ما أثار غضب أكثر من 1.3 مليار مسلم،وقال رائد حليحل رئيس »الرابطة الأوربية لنصرة خير البرية« في تصريحات ل»إسلام أون لاين.نت«: إن »ثمة كتابا ينتشر في الأسواق الدانمركية حاليا للمؤلف كوري بلوتيكن بعنوان (القرآن وحياة محمد) يحمل بين صفحاته إساءة للإسلام«،وروى القصة التي أدت بالكتاب لأن يصبح السبب الرئيسي في نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة قائلا: »طلب مؤلف الكتاب من رسامين رسم صور مسيئة للرسول، بيد أن الرسامين رفضوا خوفا من رد فعل المسلمين،وأردف: »بعد ذلك توجه المؤلف إلى الصحيفة (جيلاندز بوستن) وعرض الموضوع على رئيس تحريرها الذي تبنى القضية في إطار ما يعتقد أنه حرية الرأي والتعبير«.وأضاف: »بعدها دعا رئيس التحرير نحو 40 رساما إلى رسم هذه الرسوم الكاريكاتورية؛ لكن لم يستجب لهذه الدعوى سوى 12 رساما وضع كل منهم تصوره قبل أن يستعين المؤلف بالرسوم في كتابه، ويقوم بطباعته ونشره في 24-1-2006«. محتوى ذو مغزى وحول محتوى كتاب »القرآن وحياة محمد« قال رئيس »الرابطة الأوربية لنصرة خير البرية»: إن »المؤلف انتقى مواقف من سيرة الرسول، ووظفها بطريقة تخدم غايته الذميمة في الطعن في الرسول، وبالتالي الطعن في الإسلام« وأضاف: »المؤلف تناول قضايا خطيرة ذات مغزى«. وأوضح أن »الكتاب يقول إن الرسول قتل اليهود؛ حيث اعتبر المؤلف أن الحقبة الزمنية التي عاشها النبي شهدت محارق لليهود تفوق محارق النازي ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست)«وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة »الوطن« السعودية أمس الأربعاء بأن »المؤلف ادعى أنه استمد معلوماته التي أوردها بالكتاب من كتب ثقافية إسلامية قديمة في مسعى لسرد حياة محمد عليه الصلاة والسلام«ولفتت إلى أن الكتاب لم يلق ترحيبا كبيرا أو صدى لدى النقاد، ومن بينهم الناقد ستيفن لارسن والأديب توماس هوفمان، اللذان اعتبرا أن الكاتب يجهل الدين الإسلامي تماما،واستعرضت الصحيفة محتوى رسوم من التي تضمنها كتاب »القرآن وحياة محمد«. وقالت: إن إحداها تصور النبي الكريم وهو يتأمل آلام اليهود خلال تعذيبهم في المدينةالمنورة، وأخرى له مع السيدة عائشة رضي الله عنها،ورسم ثالث للرسول في غار حراء، يظهر فيه مع جبريل عليه السلام، الذي صوره الرسام بجناحين، ورسما رابعا يظهر النبي على البراق في رحلة الإسراء والمعراج. وأوضحت »الوطن« أن الرسام صور البراق عبارة عن حصان بجناحين ورأس امرأة. تدريس الكتاب من جهة أخرى، لفت رئيس الرابطة الأوربية لنصرة خير البرية إلى أن صحيفة »جيلاندز بوستن« نشرت في عددها الصادر بتاريخ 23-1-2006 مقالا لمؤلف الكتاب بعنوان »العنصرية القديمة والحديثة«، تحدث فيه عن الكتاب، والتوترات الأخيرة التي اندلعت بسبب الرسوم. وصاحب المقال رسما لرجل ملتح يرتدي عمامة مكتوب عليها »قرآن مجيد«، وعيناه معصوبتان بعصابة مكتوب عليها كلمة »العنصرية«وفي المقال، استهل بلوتيكن حديثه قائلا: »هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو: هل يمنع القرآن؟ قد يبدو السؤال غريبا لكنه مناسب جدا«ودعا بلوتيكن إلى قراءة كتابه »القرآن وحياة محمد«، وقال: » أتمنى أن يدرس الكتاب للأجيال لنعلمهم ما هو الإسلام الحقيقي، ومن أجل أن لا ينخدع الشباب بالإسلام«. إساءة ممنهجة وشدد حليحل على أن الإساءة للرسول في الدانمرك بدأت بطريقة اعتباطية، لكنها الآن تسير بشكل ممنهج ومخطط له جيدا، حتى إنها بدأت تجد صدى في الأوساط الغربية الخارجية. وبرهن على التجاوب الغربي مع موقف الدانمرك بتأكيده أن ثمة شركة ألمانية للملابس القطنية طبعت أحد الرسوم المسيئة على بعض منتجاتها. وأوضح أن هذا الرسم يصور رجلا يرتدي عمامة بها قنبلة بفتيل مشتعل ومكتوب عليها »لا إله إلا الله«وأكد أن الشركة عرضت منتجاتها بموقعها الإلكتروني، وأنها أفصحت عن نيتها تخصيص أرباح مبيعات تلك المنتجات لما أسمته »نصرة حرية الرأي بالدانمرك«،وأشار رئيس الرابطة الأوربية لنصرة خير البرية إلى شركة أمريكية أخرى لم يذكر اسمها أعلنت استعدادها شراء المنتجات الدانمركية التي يقاطعها العرب والمسلمون؛ لتعويض الدانمركيين عن خسارتهم بسبب المقاطعة،كما أعادت أكثر من 6 صحف في ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا الأربعاء الماضي نشر الرسوم المسيئة تحت دعوى »التعددية« و»حرية التعبير« والتضامن الصحيفة الدانمركية،ورغم ما سبق قلل حليحل من شأن الدعوات العنصرية ضد المسلمين داخل الدانمرك، ومن بينها دعاوى إلى شباب من اليمين لتنظيم احتجاجات مناهضة للمسلمين في ساحة »تاون هول سكوير« بوسط العاصمة السبت المقبل، حيث يتوقع أن يحرق المشاركون مصاحف. وقال: إن »الدانمرك لا يمكن أن تقحم نفسها في أزمة خطيرة أخرى مثل تلك«كما لفت إلى أن قيادات الأقلية المسلمة تسعى الآن لاستصدار قرار من الأممالمتحدة يمنع التطاول على الرموز والمقدسات الدينية، ويجرم من يقوم بهذه الأفعال؛ وذلك لتفادي تكرار مثل تلك الأزمة،ودعا رئيس الرابطة الأوربية لنصرة خير البرية في هذا الصدد »أهل الحل والعقد في العالم الإسلامي إلى مساندة الأقلية المسلمة بالدانمرك على استصدار هذا القرار.