في مؤشر خطير كشف ان نذر حرب مياه قادمه قد تشهدها مناطق متعدده من اليمن، اعتصم صباح اليوم في عزلة سلامة جاحر مديرية مقبنة محافظة تعز نحو الفي مواطن ومواطنة احتجاجا على اقدام احد المتنفذين في المنطقة على الاستيلاء على بئر تاريخية وبيع مياهها الى مصانع مدينة تعز. وعبر الاهالي الذين تجمعوا حول البئر عن مشاعر سخطهم وغضبهم ازاء ما اسموه سكوتا مريبا قوبلت به شكواهم المتكررة الى ادارة الامن في المديرية، مهددين بتصعيد هذا الاستنكار الى اقامة العديد من الاحتجاجات الغاضبة في الايام القادمة حتى يتم وقف المتاجرة بثروتهم المائية التي اصبحت مهددة بعد هذا الاستنزاف اليومي، رافضين بشدة ان تتحول منطقتهم الى ضباب اخر في اشارة الى منطقة الضباب التي تم استنزاف مياهها من قبل وايتات الماء منذ سنوات. محمد حسن الخليدي– مديرعام مشروع جاحر- قال ل"نبأ نيوز" : ان الارض الجوفيه للمنطقة اصبحت شبه جافة بسبب بيع المياه الى مدينة تعز بواسطة القاطرات العملاقة التي تتسع لعشرة الاف لتر، مضيفا: ان هذه البئر التي جرى الاستيلاء عليها من قبل تاجر في المنطقة يدعى عبد المغني مضى عليها في الخدمة اكثر من 800 سنة اي منذ عهد دولة الرسوليين في اليمن. وأشار الى ان هذه البئر يتم الاستعانة بها عندما يتوقف العمل بضخ الماء من المشروع، اي انها بئر احتياطيه وليس لاحد الحق في القول انها ملكا له بل هي بئر ملك لكل الاهالي منذ مئات السنين، لافتا الى ان مشروع مياه قرى جاحر اصبح مهددا بفعل عملية الاستنزاف اليومية تلك. امين محمد غالب – مواطن - اكد ل"نبأ نيوز": ان البئر التي تم الاستيلاء عليها من قبل احد النافذين في المنطقة هي بئر وقف من ايام الدولة الرسولية، وكانت وما تزال تغذي 400 منزلاً- اي مايقارب خمسين الف نسمة، مشيرا الى انه تم حفر بئر ارتوازيه بجانبها فقام هذا الرجل ببناء جدار بجوارها ثم ادعى بعد ذلك انها ملكا له في حين ليس هناك ما يثبت او يدل على زعمه اللهم الا المتاجرة بالمياه وبيعها الى مصانع تعز. وقال: نحن ليس لدينا مانع من ان يكون نصيبه من المياه مثل ابناء قريته اما ان يقوم ببيعها بالقاطرات الى تعز فهذا ما نرفضة بشكل قاطع ونحن بانتظار حل من المجلس المحلي وادارة الامن في المديرية. من جهتها اشارت المواطنة حسناء محمد قائد الى ان اجيالا متعاقبة شربت من هذه البئر ولم يقم احد بالادعاء انها ملكا له الا في يومنا هذا، مؤكدة في الوقت نفسه رفضها بيع مياه المنطقة الى مدينة تعز. اما المواطنة سعدات مهيوب احمد – 60 عاما- فقد ابدت استنكارها من عملية بيع المياه الى تعز من قبل احد النافذين في منطقتها، مشيرة الى ان هذا منكر ونحن نرفض ما يحدث ولن نسكت ابدا ان تباع مياهنا، متسائلة: الي اين نذهب عندما تنضب المياه من قريتنا..؟ اليوم اصبح كل شيء غالي.. البر، والسكر، باقي الماء يرفعوا سعره ويبيعوه علينا بيع.. الله اكبر عليهم. من جانبه افاد مدير مشروع مياه هجده- فؤاد محمد الفقيه ل"نبأ نيوز": ان القضية اثيرت بعد نزول الفريق الهندسي التابع للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بتعز حيث بين التقرير الفني الخاص بالمؤسسة ان منسوب المياه قل فقمنا باضافة سبع مواصير الى 60 ماصورة بهدف تعميق الابار فوجدنا ان المشكلة تكمن في ان منسوب المياه قليل، وان السبب في استنزاف تلك البئر وبيع المياه بهذا الشكل العشوائي الى مصانع تعز. من جانبه، احمد الحمدي– عضو مجلس محلي أوضح ل"نبأ نيوز" ان مشاريع المياه الاهليه في المنطقة اصبحث غير ذي جدوى بعد بيع المياه الجوفيه واستنزافها بهذا الشكل المروع، مؤكدا ان المنطقة مهدده بالجفاف واصبح الاهالي متخوفين من شبح عطش قادم في منطقتهم، لافتا الى انهم يحتفظون بحقهم بالاعتصام وعمل المسيرات ان امكن في قلب مدينة تعز او حتى في العاصمة صنعاء اذا استدعى الام، قائلا: الماء حق الاجيال وليس ملكا لاحد مهما كان حجمه او مركزه الاجتماعي. من جانبه قال احمد عبده قائد– احد وجهاء المنطقة ل"نبأ نيوز": ان الاهالي تفاجأوا ان مياه البئر التابعة لهم تباع الى تعز من قبل احد التجار في المنطقة، مناشدا ادارة الامن العمل على وقف بيع مياه عزلة سلامة جاحر. وكانت جموع غفيرة تظاهرت يوم السبت الماضي امام ادارة الامن احتجاجا على بيع احد تجار المنطقة مياه بئر جاحر الى مدينة تعز، مشيرين الى ان هناك تغاضيا من قبل ادارة الامن بالسماح بعملية البيع للمياه وسحبه الى مدينة تعز.. وهو ما اكده وهيب فرحان– طالب– الذي كشف ل"نبأ نيوز" ان مدير الامن اعتقله اثناء قيامه بتصوير المظاهرة قبل يوم امس، مشيرا الى ان عملية احتجازه استمرت عدة ساعات في ادارة امن المديرية افرج عنه بعد وساطة من عضو مشروع مياه المنطقة. هذا وقد علمت "نبأ نيوز" أنه تم قبل قليل تشكيل لجنة مكونة من الاهالي وعضو مجلس نواب المديرية لتدراس القضية والخروج بحل ينهي النزاع القائم. وافادت المعلومات الواردة من منطقة سلامة جاحر قبل قليل: ان الاهالي منعوا مدير امن المديريه من القاء خطابه امامهم، متهمين اياه بالتواطؤ مع االشخص المتسبب في نشوب النزاع الحاصل حول البئر. وهو ما كان مدير امن المديرية قد نفاه قبل ذلك عند زيارة "نبأ نيوز" للمنطقة قبل ظهر اليوم الثلاثاء، رافضا الافصاح عن اي تفاصيل.