أحال حمود الصوفي محافظ محافظة تعز قضية بئر السلامة التاريخية الكائنة في وادي جاحر منطقة هجدة مديرية مقبنة إلى محكمة المديرية للاستفصال وإصدار حكمها فيها كون النزاع مدنياً يخص الملكية. وكان قد تفجر نزاع جديد في وادي جاحر بين عبدالمغني محمد سليمان - مدير كهرباء هجدة وكل من عبده سيف محمد وأحمد الحمدي وأمين محمد غالب وآخرين على خلفية البئر المشار إليها والتي يؤكد الأهالي قيام أصحاب الآبار الواقعة في المنطقة ببيع المياه إلى مدينة تعز الأمر الذي أدى إلى إلحاق الضرر بمنسوب المياه في المنطقة. وحسب المواطن عبدالمغني محمد سليمان مدير كهرباء منطقة هجدة صاحب بئر السلامة - وادي جاحر فإن مجموعة مسلحة هاجمت ليلاً البئر وسحبت المضخة منها وكسرت أقفالها واستبدلتها بأقفال أخرى، لافتا إلى أن تلك الاضرار تقدر بعشرة ملايين ريال. وأضاف سليمان : إن هذه البئر هي من أملاكه ويديرها منذ عقدين من الزمان باعتراف الأهالي أنفسهم،مشيراً إلى من أسماهم بالمغرضين الذين قاموا بتحريض الأهالي للتظاهر سابقاً ضده، بالرغم من قيامه بحفر بئر ارتوازية أخرى لهم ومساعدتهم في العمل فيها وهي الآن خاصة بمشروع هجدة الأهلي التي تقوم بتزويد المواطنين وقال: لقد ران الحقد على قلوب البعض فقاموا بتقديم شكوى إلى المحافظ بحجة أن جفافاً قادماً سيحل بالمنطقة على غرار جفاف الضباب فتحولت هذه الكلمة فيما بعد إلى المطالبة بالملكية للبئر، مؤكداً بالوثائق أن هذه البئر هي وقفية أسرية وأن أسرة من أهالي هجدة تنازلت له بالنظارة،وكشف سليمان أن المجلس المحلي لمديرية مقبنة نفسه أخلى طرفه من أن يكون له ملك في هذه البئر ومثله مكتب الأوقاف، مبدياً استغرابه من إثارة القضية على هذا المستوى وتصعيدها إلى الاعتداء على البئر ليلاً عند الساعة الثانية والنصف صباح يوم 3/8/8002م،مبدياً أسفه من عدم قيام الأمن بواجبه حيال الاعتداء بحجة عدم خروجهم ليلاً. ونفي سليمان ما تردد عن قيامه ببيع المياه لمصانع تعز، مؤكداً أن هذه البئر سبيل فقط وفيها حوض مواش،معتبراً أن القضية اليوم لم تعد قضية بيع المياه بل مصادرة ملكية البئر والاستيلاء عليها بالقوة، وطالب كل من يدعي ملكية للبئر أن يتقدم للقضاء والقضاء سيقول كلمة الفصل فيها أما اللجوء إلى هذه الأساليب غير القانونية فمرفوضة. في السياق نفسه تشير وثائق عديدة حصلت الصحيفة على نسخ منها إلى انتقال وقف البئر إلى عبدالمغني محمد سليمان ومن تلك الوثائق وثيقة حملت توقيعات عدد من المواطنين بتاريخ 11/4/29م وتفيد الوثيقة موافقة المواطنين على استحقاقه لوقف خاص بحفر بئر ارتوازية للمنطقة وفي أي مكان في هجدة أو في مكان تابع له لما في ذلك مصلحة الجميع فيما تشير وثيقة أخرى موقع عليها ورثة القاضي محمد حسن عبدالخبير بنقل الوقف بالنظارة لعبد المغني سليمان لكونه حسن السيرة والسلوك، منوهة إلى قدرته على تحمل المسئولية والتصرف والعمل بما نص عليه الواقف، فيما تؤكد وثيقة صادرة بختم المجلس المحلي لمديرية مقبنة أن بئر السلامة عزلة جاحر هي وقف أسري من الموقف عبدالصمد محمد حسن عبدالخبير، مشيرة إلى أن الوقفية انتقلت عندما حدث حريق منزل سعيد عبدالقادر مع غيرها من الوقف،وعلى الجانب الآخر تفيد مذكرة مرفوعة إلى مدير عام مديرية مقبنة، رئيس المجلس المحلي أمين علي عبدالله البحر تقدم بها كل من مشروع مياه الخرابة ويحور والقرى المستفيدة ومشروع مياه الذغبوب الأهلي ومشروع مياه هجدة الأهلي بأن منسوب المياه في الآبار التابعة للمشاريع الأهلية الواقعة على امتداد وادي جاحر وحتى خزيجة بني صلاح قد بدأ بالهبوط وأن الآبار المذكورة مهددة بالجفاف نتيجة لاستنزاف المياه وبيعها لأصحابها «الوايتات» في مدينة تعز من قبل أصحاب الآبار وهم عبدالمغني محمد سليمان وسلطان علي عبده أحمد وعادل الكويحي. فيما يشير تقرير مدير عام مديرية مقبنة، رئيس المجلس المحلي المرفوع إلى محافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي بما يفيد عدم ملكية عبدالمغني سليمان للبئر موضع النزاع وإنما هي للشرب للأهالي منذ أكثر من مائة سنة، وأشار التقرير إلى ماسماه باستغلال فعل الخير الذي يقوم به المذكور لغرض تملك البئر وأن فعل الخير لايملكه لاشرعاً ولاقانوناً كونه يقوم بفعل الخير بمحض إرادته وليس مكلفاً من أي جهة، وطالب التقرير بالموافقة على ضبط فاعل الخير وتسليم البئر لإدارة مشروع مياه المنطقة كونها ملكية عامة،وطالبت المذكرة التي تشير في طياتها إلى ملكية الآبار لمن وردت أسماؤهم بضبط أصحاب الآبار الذين يقومون بييع المياه وبالتالي تأثير ذلك في منسوب مياه المشاريع وكانت إدارة أمن مقبنة قد طالبت في وقت سابق عبدالمغني سليمان برفع المضخة التابعة لبئر السلامة خلال يومين وذلك حسب ماقالت إنه توجيه مدير عام المديرية،مهدده باتخاذ الإجراءات اللازمة إذا لم يتم رفع المضخة بنفسه، هذا وكانت إدارة أمن مقبنة قد احتجزت عدداً من المعتدين على البئر للتحقيق في واقعة الاعتداء فيما لايزال البحث جارياً عن البقية يشار إلى أن عدداً من أهالي هجدة وجاحر كانوا قد تظاهروا قبل أشهر حول البئر المشار إليها سابقاً احتجاجاً على ماقالوا إنها عملية استنزاف للمياه تتم عبر بيعها إلى مدينة تعز.