كشفت دراسة ميدانية متخصصة أن ضعف الوازع الديني والفراغ لدى الشباب اليمني وراء 75% من حالات إقدام الشباب على تعاطي المخدرات، و25% فقط بسبب التفكك الأسري، وأن 70% من الشباب لا يعرفون شيئاً عن أنواع المخدرات، وأن الحبوب هي النوع الشائع لدى 69% من متعاطي المخدرات. وأوضحت الدراسة– التي أعدتها الباحثة يسرى العبادي، من كلية الطب بجامعة صنعاء- أن الفئة العمرية (15 – 20) عاماً هي أكثر الفئات العمرية تعاطياً للمخدرات وبنسبة 50%، تليها الفئة العمرية (25 – 30) عاماً بنسبة 36% ، فيما تأتي الفئة العمرية (35 فأكثر) بالمرتبة الثالثة بنسبة 14%. وعزت ارتفاع نسبة الفئة العمرية (15 – 20) عاماً إلى التغييرات الفسيولوجية والنفسية التي يمر بها المراهق، والتي تدفعه الى شغل الفراغ النفسي والعاطفي بعدة أشياء منها المخدرات، فيما عزت أسباب الفئة (25 – 30) عاماً إلى عجز الشباب عن الزواج والبطالة والتي ترتبط كلاهما بالظروف المادية الصعبة. وبينت الدراسة أن 96% من متعاطي المخدرات هم من الذكور، بينما لا تتجاوز نسبة الاناث نسبة 4%. وحول طرق تعاطي المخدرات، أوضحت أن (69%) من متعاطي المخدرات يتناولون الحبوب، فيما تتوزع النسبة المتبقية بين "الإبرة" و"الاستنشاق"، معتبرة النسبة العالية من متعاطي الحبوب يعود إلى رخص ثمنها. وحول الآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات، أفادت الدراسة بأن (71%) من متعاطي المخدرات لديهم معرفة بسيطة نسبياً عن الأعراض التي يتم ملاحظتها على متعاطي المخدرات، مثل جحوظ العينين، وشحوب الوجه، وهزل جسماني.. بينما قال (29%) أنهم لا يعرفون الأعراض. وحول مدى علم الشباب الذين لا يتعاطون المخدرات باشخاص يتعاطون المخدرات، فقد خلصت الدراسة إلى أن نسبة (25%) من إجمالي العدد المستهدف بالدراسة يعرفون أشخاصاً في محيطهم الاجتماعي يتعاطون المخدرات، بينما (75%) من الشباب لا يعرفون اشخاصاً يتعاطون المخدرات. واشارت إلى أن (37%) فقط من الشباب اليمني يرفض التعامل مع من سبق لهم تعاطي المخدرات. وحول مدى الإستعداد لتعاطي المخدرات، كشفت الدراسة أن (9%) فقط ممن تم خضعوا للدراسة وافقوا على تعاطي المخدرات، في حين أن (75%) يرفضون رفضاً تاماً لتعاطي المخدرات، بينما ترددت نسبة (16%) مترددة ولا تعرف مدى قبولها بذلك لو أتيحت لها فرصة تعاطي مخدرات. وخلصت الباحثة العبادي في أسباب تزايد نسبة متعاطي المخدرات في اليمن، إلى: - ضعف الرقابة من قبل الجهات المختصة. - موقع اليمن الجغرافي االذي يجعلها ممراً لتجارة المخدرات إلى دول الجوار الثرية. - ضعف الوازع الديني وابتعاد الناس عن تعاليم الشريعة الاسلامية. - الانجرار وراء ثقافة الغرب. - إهمال الاسرة بسبب توجه الاب والأم إلى مجالس القات و"التفرطة" وترك أولادهم. - ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجهل. - سوء التنشئة لدى بعض الشباب والتربية غير السليمة. - الانفتاح السريع على الثقافات غير الاسلامية. - غياب الدور الإعلامي في توعية أبناء المجتمع بمخاطر المخدرات.
