دعا الدكتور صالح باصرة– وزير التعليم العالي والبحث العلمي- إلى التمسك بخيار الحوار في حل المشاكل من أجل الحفاظ على وحدة اليمنن في نفس الوقت الذي اعتبر الشيخ كهلان أبو شوارب- محافظ عمران- الاحتفال بالوحدة بأنه "من اجل ان تخرس ألسنة العملاء والمتطفلين على اليمن ووحدته"، فيما دعا معمر الارياني- وكيل وزارة الشباب والرياضة- الى "الالتفاف حول الوحدة وحمايتها ضد كال من تسول له نفسه المريضة المساس بها". جاء ذلك على هامش فعاليات ندوة (الوحدة اليمنية وآفاق المستقبل) التي نظمها صباح اليوم الاحد بمحافظة عمران الاتحاد العام لشباب اليمن بالتعاون مع جامعة عمران، وشارك بورقة عمل فيها الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة، والاستاذ ياسين عبده سعيد- عضو الهيئة العليا لمكافحة الفساد؛ وحشد غفير- غاصت به قاعة كلية التربية ولم تتسعه- من الشخصيات الاكاديمية، والحكومية، والسياسية من مختلف القوى، والاجتماعية، وطلاب وطالبات الجامعة. كلمة رئيس الوزراء القاها الدكتور صالح باصرة- وزير التعليم العالي والبحث العلمي- واستهلها بتقديم التهاني للشيخ كهلان أبو شوارب بمناسبة انتخابه محافظاً لعمران، داعياً إياه الى اعطاء جامعة عمران ما تحتاجه من اهتمام مؤكداً وقوف وزارته الى جانب محافظة عمران. واشار الى أن هذه الندوة بمثابة استذكار لحدث عظيم حدث في ذلك اليوم 22مايو 1990م وكان الاخ الرئيس علي عبد الله صالح استطاع ان يقتنص اللحظة التاريخية المناسبة لانجاز الوحدة وأنه لو لم يغتنم الفرصة في ذللك اليوم فلربما لن تتحقق الوحدة. ونوه الى ان هذه الوحدة شمعة مضيئة في سماء عربي حالك الظلام، وهذه ميزة اليمنيين دائما عندما يسود الظلام في العالم العربي يضيئوا الشموع، معرجاً على الانكسار العربي بانفصال سوريا ومصر عام 1962 جاءت الثورة اليمنية ، وفي 1967 تم إجلاء القوات البريطانية عن عدن الذي تزامن مع نكسة الخامس من حزيران، وايضا 22 مايو جاءت في سماء وضع عربي متردي. وأكد أن الوحدة اليمنية هي ليست عبارة عن توحيد وطن وشعب لكنها حاضر ومستقبل اليمن وابناء اليمن وبالتالي فالحفاظ عليها واجب شرعي على كل يمني ان يقوم به. ونوه الى انه قد تحدث بعض المشاكل كما هو الحال في كل بلد عربي ولكن تحل المشاكل بالحوار، منوهاً الى أننا العرب لا نسمع لغة الحوار وصوت العقل إلا في اللحظات الأخيرة عندما نكون على حافة الانهيار مؤكدا ان السلطة والمعارضة يستطيعان حل المشاكل لتظل الوحدة هي الامل او المستقبل الذي يجب الحفاظ عليه. واشار الى دور أبناء المحافظة في المشاركة في ثورة 26 سبتمبر، وفي صنع الوحدة وتثبيتها، متمنيا لهم التوفيق والنجاح. من جهته الشيخ كهلان أبو شوارب- محافظ محافظة عمران- اعرب عن سروره لحضور فعاليات ندوة "للوحدة اليمنية وآفاق المستقبل"، التي يتنظمها اتحاد الشباب احتفالا وابتهاجاً باعياد الوحدة اليمنية، وقال ان هذا اليوم يمثل مفترق الطرق الابرز في حياة شعبنا وامتنا مسطراً الحدث الاهم في تاريخنا المعاصر ، مما يتطلب وقفة اجلال واكبار امام هذا اليوم الخالد الذي يعتبر اكبر المنجزات التي نفخر بها على يد باني نهضة اليمن وصانع وحدتها فخامكة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله. ان احتفالات الشعب اليمني بهذه الذكرى الغالية علينا وعلى الامة العربية والاسلامية يعكس اهمية هذا الحدث التاريخي الفريد من نوعه، ويؤكد بأن جماهير الشعب اليمني تضع هذا اليوم في حدقات العيون، ومن اجل ان تخرس ألسنة العملاء والمتطفلين على اليمن ووحدته، وهي احتفالات ليست للاستعراض والبهرجة ولكنها احتفالات بالمنجزات التنموية العملاقة احتفالات بشق الطرق وبناء المدارس والمستوصفات والمعاهد المهنية والجامعات ، احتفالات تؤسس ليمن جديد ومستقبل افضل رسمت ملامحه في البرنامج الانتخابي للاخ الرئيس. ان محافظة عمران باعتبارها محافظة جديدة تحضى باهتمام القيادة السياسية والحكومة وهي بحاجة الى جهود أبنائها، وتعاونهم في تهيئة الظروف المساعدة في العمل التنموي. ووصف انتخابات المحافظين بأنها نقلة نوعية باتجاه الحد من المركزية ونقل الصلاحيات للسلطة المحلية وهي خطوة ومنجز عظيم يضاف الى الرصيد الكبير ومنجزات الاخ الرئيس، معرباً عن تقديره للثقة التي أولوه إياها أعضاء الهيئات الناخبة بالمجالس المحلية بالمحافظة والمديريات، مشيراً الى الدور الذي لعبه أبناء محافظة عمران في الثورة والدفاع عن الجمهورية، باعتبارها الدرع الواقي التي انطلقت منها اول شرارة لردع الانفصال، وسقط في سبيل اليمن منها قوافل من الشهداء من ابناء محافظة عمران. ودعا الجميع الى التعاون والتعاضد وتوحيد الجهود يداً بيد وجنبا الى جنب لبناء عمران ونعمر عمران أرضاً وإنساناً. وكان الاستاذ معمر الارياني – وكيل أول وزارة الشيباب والرياضة، رئيس اتحاد شباب اليمن المنظم للندوة- افتتح الندوة بكلمة قال فيها: منذ ثلاثة ايام احتفل شعبنا بيومه الوطني الوحدوي اليوم الذي رفع فيه علم الجمهورية اليمنية الموحدة عام 1990 الرئيس علي عبد الله صالح معلنا انتهاء زمن التشرذم والتشطير والتمزق، بعد ان عانى كل اليمانيين من ويلاته ودفعوا ثمنا باهضا. وكانت الوحدة قبل ذلك حلما صعبا بعيد المنال الى أن قيض الله لليمن قائدا ماهراً تولى قيادة الوطن وسار به الى براالامان وحقق حلم الجماهير باعادة توحيد اليمن. وقال: انها 18 عاما عمر الانجاز الوطني التاريخي العملاق الذي اعاد لليمنيين اعتبارهم وجعلهم يتربعون في قائمة اولويات الدول اهتماما واعجابا وحضورا رائددا ولم يقف اليمانيون مع وحدتهم الى هذا الحد فقط بل عمدوها بدمائهم وقدموا ارواحا طاهرة فداء له للحفاظ عليه من مؤامرة الانفصال. واشار الى النهضة التنموية التي شهدتها اليمن في شتى مجالات العطاء وعلى كافة المستويات والاصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والتعليمية والبناء والعمران، وما شهدته ايضا على مستوى العلاقات الدولية من تميز كبير وحضور مشرف في المحافل الدولية ولوجا للالفية الثالثة. وأكد أن اليمن اليوم يحقق شراكة فاعلة في السلام العالمي وحقوق الانسان وانتهاج النظام الديمقراطي منهجا وسبيلا للتداول السلمي للسلطة والتعدددية السياسية وسيلة لتحقيق تلك الغاية وفق شرعية دستورية وقانونية كفلت الحق لكل مواطن بان يعبر عن رأيه ويعمل لاجل فكره وفكرته التي يرى انه يستطيع من خلالها تحقيق المبدأ الديمقراطي وتعزيزه في اوساط فئات الشعب. منوهاً إلى أن الايام والسنين أفرزت جيلا واعيا ونخبا متطلعة ومخلصة وقيادات وطنية رائدة وراعية لهذا الشعب وصائنة لحقوقه. ودعا الاستاذ معمر الارياني كل ابناء الوطن للالتفاف حول وحداتهم وحمايتها ضد كل من تسول له نفسه المريضة المساس بها وبكل المكتسبات الوطنية ولان افاق المستقبل الاكثر اشراقا لن يكون الا بها. أما الدكتور صالح السلامي- رئيس جامعة عمران- فقد أعقب الارياني بكلمة ترحيبية، أشار في مقدمتها الى أن مناسبة الوحدة هي مناسبة خالدة ضحت لأجلها أجيال وأجيال على مدى القرون السابقة، ونوه الى ان الاستعمار البريطاني عندما احتل جنوباليمن أدرك بسرعة في القرن التاسع عشر انه احتل جزء من وطن وجزء من شعب وجزء من تاريخ وجغرافيا وقد ناضل اليمانيون طوال السنين الماضية الى أن وصلوا الى يوم الثاني والعشرين من مايو الخالد. وقال: هذه الذكرى تمر على البلاد كذكرى خاصة لان الوحدة اليمنية قد نضجت واصبحت في سن الثامن عشر، أما بالنسبة لعمران فلها ذكريات خاصة هذه السنة أولا أن محافظة عمران حصلت على جامعة هذا العام ، وحصلت على محافظ منتخب، وكذلك لا ننسى ان مستشار الرئيس للعلوم والتكنولوجيا اختير من جامعة عمران هذا العام لذلك هي ذكرى عزيزة تجسد منجزات الشعب كله ومنجزات لعمران نفسها. ووصف يوم الثاني والعشرين من مايو بأنه المحرك الاساسي لحركة التنمية وتطور اليمن. وتم خلال الندوة تقديم ثلاثة أوراق ، الأولى للدكتور صالح باصرة بعنوان (البعاد التاريخية للوحدة اليمنية وسبل استثمار دلالتها في تثبيت عرى الوحدة وحماية منجزاتها في المستقبل). الورقة الثانية قدمها الدكتور محمد أبو بكر المفلحي- وزير الثقافة– بعنوان (الابعاد الثقافية للوحدة اليمنية وسبل استثمار دلالتها في غرس وتنمية ثقافة الوحدة ونشرها في اوساط المجتمع). والورقة الثالثة قدمها الاستاذ ياسين عبده سعيد- عضو الهيئة العليا لمكافحة الفساد- بعنوان (الوحدة والديمقراطية ودور القائد خلال المرحلة 1990 – 2008م).