أكد وزير المياه والبيئة المهندس عبد الرحمن الإرياني على ضرورة الاهتمام بقضية الإدارة الرشيدة, ورفع الكفاءة في مجال استخدامات الري والحد من العشوائية في الحفر والزراعة والري عن طريق الغمر والإهدار للمياه. وذكر المهندس الإرياني- لدى زيارته الميدانية التي أجراها مؤخرا لمحافظات عدنولحجوأبين: "أن وزارته تعمل على توسع شبكة المياه والحفاظ على مصادرها من التلوث في تلك المحافظات، مبينا في ذات الصدد أنه تم التوقيع مؤخرا مع الصندوق العربي على اتفاقية بقيمة /40/ مليون دولار لتوسعة شبكات المياه في محافظة عدن وتجديد وتحسين الشبكة القديمة. وقال: "وبالنسبة لمحافظة أبين ناقشنا خلال الزيارة مع الوفد الألماني مشروع أبين المتكامل للمياه والصرف الصحي الذي سيبدأ تنفيذه عقب شهر رمضان القادم بتكلفة 30 مليون يورو تساهم الحكومة الألمانية في تمويل تنفيذ المشروع بحوالي 24 مليون يورو , و/6/ مليون يورو مساهمة الحكومة اليمنية, بحيث يتزامن الانتهاء من تنفيذ المشروع مع الاستعدادات النهائية لاستضافة خليجي 20 " . وأضاف " وفي محافظة لحج سيتم البدء بتنفيذ مشروع متكامل للمياه والصرف الصحي في مدينة الحوطة خلال الشهرين القادمين بتكلفة إجمالية 13 مليون دولار بتمويل من البنك الإسلامي ومساهمة منظمة التنمية البريطانية والحكومة اليمنية" . وأشار المهندس الإرياني إلى زيارته شملت مناقشة شاملة مع المختصين في المحافظات الثلاث لإيجاد حلول ناجعة تساهم في حماية الأحواض المائية المسماة محميات حقول الآبار من التلوث الزراعي الناجم عن الصرف الصحي, والتلوث الناتج عن مخلفات المناطق الصناعية في محافظات عدنولحجوأبين. وحذر من خطورة التلوث الزراعي والصناعي على مستقبل مصادر المياه وخصوصا في محافظتي لحجوأبين كون الأحواض المائية فيها رسوبية ضحلة وغير عميقة , إلى جانب أن طبقات التربة والموجودة فوق المياه منفذة بحيث يمكن تعرضها بشكل كبير الى مخاطر التلوث. وتطرق الوزير الإرياني إلى اكتشاف حقل المياه الجديد في المكلا بمحافظة حضرموت، منوها بأنه تم حفر عدد من الآبار بعمق تجاوز 800 مترا , أعمق من سطح البحر بنحو 700 – 800 متر تدفقت منها المياه ارتوازيا بدون ضح وبكميات كبيرة . وقال " إنه يجري حاليا التقييم لحجم وكمية مخزون المياه في حقل المكلا , وتدل المؤشرات الأولى على توفر كميات هائلة من المياه في منطقة المكلا على الساحل". وأضاف إن تقديرات الخبراء الصينيين الذين قاموا بالحفر تفيد بإمكانية الاكتفاء بتلك المياه مدة خمسين سنة قادمة في حالة استخدامها للشرب. وحث وزير المياه والبيئة المهندس الإرياني الجهات ذات العلاقة ومختلف شرائح المجتمع في كافة المحافظات اليمنية على ضرورة توعية المزارعين باستخدام الطرق الحديثة لفوائدها الاقتصادية في عملية التشغيل لمادة الديزل والأشغال الزراعية الخاصة بالحشائش والأعشاب, ومن ناحية أخرى توفير المياه والزيادة في الإنتاج الذي يزداد كلما وجد ريا مقننا..لافتا إلى أن الري بالغمر يجب أن يكون فقط الري السيلي كونه ضرورة لابد منها في هذا النوع يساعد على تغذية الأحواض الجوفية ويزيد من خصوبة الأرض.. مؤكدا على ضرورة إعادة تأهيل الوديان في اليمن وخاصة المنتجة الرئيسية للحبوب وبالذات دلتا وادي أبين ودلتا تبن . ودعا الوزير الارياني المستثمرين إلى الاستثمار في مجال إعادة تأهيل كامل لشبكات الري والسدود التحويلية والإرشاد في دلتا تبن .. مبينا أن أن إعادة تأهيلها سيحقق زيادة في الاتناج دون الحاجة إلى التوسع في أراض جديدة . كما أكد المهندس الإرياني على ضرورة تطابق سياسة وزارتي المياه والبيئة والزراعة في قضية ترشيد استخدام المياه , كون التوسع الأفقي في الزراعة دون ترشيد يحتاج إلى استخدام مياه إضافية, إلى جانب أن الزراعة استثمار طويل الأجل .. معربا عن أسفه لمحاولات وزارة الزراعة استصلاح أراضي صحراوية زراعية ذات ديمومة وإهمال الأراضي في تهامة البحر الأحمر وتهامة خليج عدن والتي تعتبر تقليديا سلة غذاء لليمن.