اعتصمت السيدة جوهرة حاميم - 70 سنة- اليوم الاثنين أمام مبنى استئناف محافظة تعز، معلنة أنها ستنفذ اعتصاما مفتوحاً، ولن تتوقف عنه حتى يتم الإقرار بالمواريث الشرعية المتمرد عليها منذ أربعين عاما والمتمثلة بقيام أخيها باغتصاب حقوقها الشرعية سواء المواريث التي قسمت "بفروز" أو المواريث المؤخرة التي يمتنع عن تسليمها وفقا للشريعة الإسلامية. وأوضحت جوهرة قضيتها - التي يتبنى موقع "نبأ نيوز" مناصرتها فيها- ما وصفته بأنها جرائم ارتكبها أخيها ضدها تمثلت باغتصاب أرضها، وتشكيل عصابة مسلحة ومنعها من التصرف بأملاكها, وتزوير في عقود الإيجارات بصفته المالك وهو ليس كذلك, وقيامه بالتوقيع عنها بعقود الإيجارات بالإنابة عنها وبدون توكيل، واغتصاب فريضتها الشرعية من الإيجارات. وأضافت: أن أخيها قام أيضا بتحرير فرز لا أصل له بالتواطؤ مع احد الأمناء الشرعيين, إضافة إلى أملاك في عدن كانت مؤممة وهي ليست ملكا له وإنما هي تركة مؤخرة صدرت بها أحكام قضائية نهائية بتقسيمه. وطالبت جوهرة حاميم بالإحضار القهري لجميع الورثة بالحضور إلى المحكمة المختصة بتنفيذ الأحكام القضائية أو تنفيذ الإجراءات الحازمة ضد المتمردين وفقا للشريعة الإسلامية والتحقيق مع الأمناء الشرعيين الذين قاموا بتحرير عقود بيوع بدون مستندات ملكية أو فروز تقسيم. جوهرة إبراهيم حاميم- من أهالي مديرية خدير محافظة تعز- هي أول سيدة يمنية تقف معتصمة أمام أجهزة القضاء اليمني لتطلق صرخة مدوية في وجه كل من يقف ضد شرع الله الذي اقر للمرأة حقوقا كما للرجل.. هي امرأة طاعنة في السن، في العقد السابع من عمرها، منذ أربعين عاما وهي تناضل في سبيل انتزاع حقها الشرعي في الميراث. وجدت جوهرة في الدستور والقانون الذي يكفل حق الاعتصام والتعبير كل مواطن يمني رجلا كان ام امراة فرصة لعرض مظلمتها التي هي مظلمة كل بنات جنسها في اليمن كله، والمتمثلة بحرمان النساء من حقهن في الميراث الشرعي الذي اقره الخالق وأنكره الخلق. جوهرة التي داخت في أروقة المحاكم منذ سنوات طويلة تعتبر انتصار القضاء والشرع لحقوق المرأة في اليمن هو المدخل الحقيقي لتمكين المرأة من المشاركة في العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبدموع مليئة بالألم والحسرة تناشد جوهرة- عبر "نبأ نيوز"، الذي ناصر "رشا" فانتصرت- كل من رئيس مجلس القضاء الأعلى عصام السماوي والنائب العام الدكتور عبد الله العلفي ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري، ووزير العدل الدكتور شائف الاغبري، وكذا المنظمات الأهلية والإنسانية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان التدخل العاجل لما من شأنه وقف كل تلك التعسفات غير الإنسانية التي تطالها- لا لشيء إلا لكونها امرأة لا يعترف بحقها في العرف الاجتماعي متمنية أن تنال حقها الذي كتبه الله قبل لقاء ربها. أكثر من 40 عاماً من المطالبة بحق شرعي، يستدعي التوقف كثيراً إزاء قضية حرمان المرأة في اليمن من حقها في الميراث الشرعي أسوة بشقيقها الرجل فكثير من المناطق في اليمن ما تزال حتى اليوم لا تؤمن بحق المرأة في الميراث والتملك، كون ذلك يدخل في إطار العيب والعار، وهي مفاهيم جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان ويبقى القانون والشرع هما سلاح المرأة اللذان بواسطتهما تصان حقوقها المسلوبة، وهو ما كان حاضرا في قضية "رشا" الشرعبية التي انتصر لها القضاء بعد 100 عام من وفاتها، حيث كانت هي الأخرى قد اغتصبت حقوقها قبل عقود طويلة وعندما وجدت من يسعى بإرادة لاسترداد حقها الشرعي كانت الكلمة الفصل للقضاء الذي سجل نصراً لها وله في ميدان العدل والمساواة الإنسانية. "نبأ نيوز" تحتفظ بملف كامل لقضية السيدة جوهرة حاميم، وتعمل على مناصرتها، في ثاني تجربة تخوضها "نبأ نيوز" بعد تجربة "رشا".