أقامت جمعية الإتقان الاجتماعية الخيرية صباح اليوم الأربعاء حفلاً تكريمياً مهيباً لأكثر من (150) يتيماً ويتيمة، بمناسبة اختتام ملتقى الأيتام الإبداعي الذي أقامته الجمعية على امتداد شهر كامل، وضم الأيتام الذين تتكفل رعايتهم الجمعية في محافظات: أمانة العاصمة، صنعاء، ذمار، البيضاء، إب، والجوف. وقد حضر الحفل كلاً من فضيلة القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف، والدكتورة هدى ألبان وزيرة حقوق الإنسان، والدكتور عبد الحميد الحدي مستشار رئيس الجمهورية، ومحمد الحكمي وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، والشيخ حميد زياد الأمين العام لمؤسسة اليتيم التنموية في المملكة العربية السعودية، وعدد كبير من أعضاء مجلس النواب والشخصيات الثقافية والاجتماعية والناشطين بمنظمات المجتمع المدني. وفي كلمة ألقاها على هامش الحفل التكريمي، أعرب فضيلة القاضي حمود الهتار- وزير الأوقاف- عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال لإدخال الفرحة إلى نفوس أبنائه اليتامى، وليقول لهم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيماً وعاش يتيماً وهو الذي غير تاريخ البشرية، ورئيس الجمهورية كان يتيماً أيضاً. وأضاف القاضي الهتار مخاطباً الأيتام: "وانتم تختتمون الملتقى عليكم ان تتذكروا تلك المعلومات التي حصلتم عليها في هذا الملتقى، وأن تجسدوا الأخلاق في حياتكم، وتستفيدوا من تلك الأجواء الروحانية التي عشتموها في أيام الملتقى.. ونقول لكم إن كنتم قد فقدتم آبائكم فان الحاضرين في المكان وغيرهم يعتبرون أنفسهم آباء لكم ومستعدون لتقديم الرعاية المستمرة حتى تتمكنوا من مواصلة تعليمكم وتعيشوا عيشة كريمة". ودعا وزير الأوقاف القائمين على جمعية الإتقان إلى أن يعملوا على تطوير الملتقى ليستوعب أعداداً أخرى، وأن يقيموا فروعاً للجمعية في المحافظات لتتمكن من إقامة الملتقى في المحافظات، منوهاً إلى أن الملتقى كان قبل خمس سنوات فكرة وأصبح اليوم حقيقة بفضل جهود القائمين عليه. ودعا أيضاً إلى مزيد من الجهود الخيرة في ظل أجواء الحرية التي في ظلها يمكن أن تنشأ الجمعيات ويتنافس الناس على أعمال الخير، وبالحرية يمكن أن نبدع ونعلم، وبالحرية يمكن لليمن أن تحقق التقدم والازدهار في الحياة. وقال: نحن نمد يد التعاون إلى كل جمعية ومؤسسة ولكن بشرطين الأول أن تكون عبر الوزارة، والثاني ان تقبل بالرقابة، مؤكداً عدم وجود أي جمعية لا تخضع لإشراف الوزارة. وكان الشيخ فيصل السلمي- رئيس جمعية الإتقان- استهل الحفل بكلمة ترحيبية مقتضبة، أكد فيها أن الملتقى يأتي ترجمة فعلية لأهداف وبرامج الجمعية، وقال: أن الجمعية تتشرف بهذا الملتقى، بل نعتبره تاج على رأسها، لأنه ملتقى جمع الطلاب من ست محافظات ليرسموا لوحة وحدوية مباركة وعظيمة لبلدنا المبارك- على حد تعبيره. وقال: أن الملتقى استمر شهراً كنا طواله نجلس مع أبنائنا نعلمهم ونتعلم منهم أعظم مما نعلمهم، معرباً عن سعادته بهم وأنه ليس وحده من سيفرح بهم بل ستفرح بهم أيضا الأمهات، والمسئولون في الدولة، ورجال الأعمال الذين لهم الحق ان يفرحوا بدعمهم وهم يرون ثمار زرعهم يانعة. وثمن الشيخ السلمي تكاتف الأيادي وسخائها التي لولاها لما استطاعت الجمعية أن تقيم الملتقى، معبراً عن عظيم شكره لكل من دعم الملتقى، ومبتهلاً إلى الله تعالى بأن يحفظ البلد، ويبارك بهؤلاء الطلاب الأيتام حتى يقودوا البلد مستقبلاً. كما شهد الحفل التكريمي إلقاء كلمة باسم الطلاب اليتامي قدمها الطالب سامي الحميدي، ثم أعاد تقديمها باللغة الانجليزية الطالب عبد الفتاح السلمي، فيما قدمت الطالبة فائزة علي كلمة باسم الطالبات، وشكروا جميعهم الحضور ، معتبرين الحشود التي ملأت القاعة هو دليل اهتمام المجتمع بالأيتام. كما أشاروا إلى أنهم يشعرون بالحزن والسعادة في آن واحد، فهم سعداء بوجود الحاضرين ودعمهم لهم، وحزانى لأن الملتقى انتهى وسيضطرون لمفارقة بعضهم البعض، معبرين عن شكرهم لكل من رعاهم ودعمهم وفي الصدارة رئيس الجمعية الشيخ فيصل السلمي، ومن ثم المعلمين الذين قدموا لهم رعاية كبيرة طوال أيام الملتقى، وعلموهم الشيء الكثير جداً. الحفل التكريمي الذي أقامته جمعية الإتقان تميز عن كل ما هو مألوف، سواء من حيث فقراته الفنية، أو المواهب الإبداعية المتألقة، فضلاً عن حرصه على مشاركة أطفال فلسطين بفقرة فنية، في إطار رسالة ضمنية أراد ت الجمعية إيصالها، وهي أن قضية كفالة ورعاية اليتيم هي قضية إنسانية قبل أي شيء آخر، وتتوحد فيها المشاعر والمواقف، ولا فرق بين يتيم في اليمن وآخر في فلسطين طالما والمعاناة الإنسانية واحدة، وطالما والأجر والثواب عند الله واحد لمن كفل اليتيم. فرق فنية عديدة أنشدت تحت عناوين شتى، وحناجر صغيرة دغدغت القلوب بما صدحت، وهيجت مشاعر المودة والرحمة، إلاّ أن ذلك الفتى الأصم الذي أصر على المشاركة بأنشودة على طريقته الخاصة، كان وحده كفيل بتعليمنا جميعاً المعنى الحقيقي للإرادة الإنسانية المؤمنة بذاتها، والمتفائلة بغدها، لذلك لم يتوان أحد من الحضور عن التصفيق له بحرارة، والوقوف إجلالاً لكل إرادة بشرية تقهر التحدي، وتصنع المستقبل.. كما هو حال هؤلاء الأيتام الذين تدفقوا إبداعاً، حتى بالأدب والفنون الشعرية التي قدموها في عرض تمثيلي رائع، بعث إلى الأذهان صور أبو العلاء المعري، والخنساء، والمقالح وغيرهم من صناع التاريخ الذين قلدوا شخصياتهم.. وقبل أن يختتم الحفل تبرع الحاضرون بمبالغ سخية لدعم الجمعية وأنشطتها، كما تبرعوا تكاليف رحلة جماعية للأيتام إلى مدينة عدن- ثغر اليمن الباسم- لينتهي الحفل بتكريم المبرزين، وكذلك تكريم وزير الأوقاف بدرع الجمعية امتناناً لرعايته الدائمة للأيتام.