تحت شعار (الدفاع عن مهنة المحاماة وحماية الحقوق والحريات) وبمشاركة قرابة (350) من أعضاء الجمعية العمومية بنقابة المحامين اليمنيين فرع عدن بدأت صباح يوم أمس السبت فعاليات المؤتمر الثالث للنقابة. وفي كلمة ألقاها أثناء افتتاح المؤتمر الثالث للمحامين بعدن، أكد القاضي جسار العدوف- رئيس المحكمة الاستئنافية بعدن- على أهمية مهنة المحاماة باعتبارها إحدى أعمدة القضاء وإحقاق الحق وتحقيق العدالة. وأشاد القاضي العدوف بالأخلاق العالية والاستقامة المثلى أثناء مرافعاتهم في عدد من المحاكم في المحافظة عموماً وعلى وجه الخصوص محكمة الاستئناف بعدن. من جانبه كشف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث المحامي صلاح الدين حامد، عن تقديم العون القضائي المجاني من قبل عدد من المحامين المنتسبين لنقابة عدن لعدد (57) من المتهمين في قضايا جرائم جسيمة، وذلك خلال الفترة 2007/ 2008م. وأكد المحامي صلاح الدين أن أعضاء الجمعية العمومية المشاركين في المؤتمر الثالث سيقفون أمام العديد من القضايا التي تهم مهنة المحاماة وأهمها مقترحات التعديلات لبعض قانون المحاماة خصوصاً ما يتعلق بحصانة المحامين، مشيراًً في الوقت نفسه إلى تمسك العديد من المحامين بأخلاق مهنة المحاماة وأداء رسالتها بعيداً عن أي إملاءات أو مصالح ضيقة. وقال المحامي صلاح الدين: سيتم مطالبة الجهاز الحكومي برفد الجهات القضائية بالمحامين اليمنيين من ذوي الخبرة من الراغبين في الانخراط في سلك القضاء والوقوف أيضاً أمام مسالة الضمان الاجتماعي للمحامين كون المحامي موظف عام وفقاً لقانون الإجراءات الجزائية النافذ وقانون السلطة القضائية. وفي ختام كلمته حث رئيس اللجنة التحضيرية كافة المحامين اليمنيين عموماً والمحامين في عدن خصوصاً إلى التمسك بوحدة النقابة والعمل على خدمة مهنة المحاماة كرسالة إنسانية. وفي ذات السياق قال سكرتير النقابة العامة للمحامين اليمنيين ممثل نقيب المحامين اليمنيين للمؤتمر المحامي/ صقر عبد العزيز السماوي: ينعقد المؤتمر الثالث لفرع نقابة المحامين م/عدن لانتخاب رئيس وأعضاء مجلس له، ولا شك ان لهذا المؤتمر أهميته المستمدة من أهمية هذا الفرع، ليس فحسب لكونه من أهم فروع النقابة، وإنما لأن منتسبي هذا الفرع سواء منهم من قضى نحبه أو من لا زال بين ظهرانينا هم السابقون إلى ممارسة مهنة المحاماة في الوطن اليمني كله بكل المعاني الحديثة دولياً وإقليمياً فضلاً عما لهذا الفرع من إسهام فاعل ومؤثر في مجريات الأمور المهنية والنقابية والسياسية على مستوى الداخل اليمني أو على المستوى العربي، فالرعيل الأول من منتسبي هذا الفرع هم من ابرز أساتذة مهنة المحاماة في البلاد، ومن ابرز مؤسسي العمل النقابي والمهني، وهم بعد كل ذلك من السباقين في توحيد العمل المهني والنقابي بين ما كان يعرف بشطري اليمن، وقبل كل ذلك فقد كان لمنتسبي هذا الفرع العريق اليد الطولى بالارتقاء بمهنة المحاماة والوصول بها إلى ما وصلت إليه اليوم أداءً وممارسةً واستقلالاً وتنظيماً، فقد شارك منتسبي هذا الفرع في إعداد قانون المحاماة النافذ مع مشاركتهم البناءة بالعمل على استقلال المهنة رغم صلف الذهنية الحاكمة في شطري اليمن. وأكد المحامي السماوي انه بلا شك ان جميع منظمات المجتمع المدني وفي القلب منها نقابة المحامين هي صمام الأمان للحريات العامة، وهي السلاح الأقوى الذي يمتلكه المجتمع أي مجتمع في مواجهة التسلط والعسف وفي مواجهة السلطات المطلقة في الوطن العربي، وما لم تكن هذه المنظمات قوية بالقدر الكافي لمواجهة التسلط والاعتساف، فإن المجتمع لا يمكنه ان يعيش عيشة حرة كريمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، ولكن أين تكمن قوة منظمات المجتمع المدني؟ وما هو سر القوة فيها؟ ومع أني أدرك تمام الإدراك قدرتكم على الإجابة على ذلك، إلا أني من قبيل الذكرى، وأضاف المحامي السماوي أؤكد ان قوة منظمات المجتمع المدني تبدأ من خلال الممارسة الديمقراطية القائمة على التنافس الشريف وعلى الانتخابات الحرة المباشرة التي ترتكز على اختيار الأفضل والأقوى والأجدر لتمثيل المقترعين في أية انتخابات جارية، فالقيادة الواعية لأي عمل نقابي هي الأجدر على المواجهة والتصدي، وبطريقة تحفظ للحريات والحقوق كرامتها وعدم انتهاكها، وهي الأقدر على الحد من العسف والتسلط الذي يمارس ضد الشعب بكل فئاته ومنظماته وشرائحه، وهي قبل ذلك الأقدر على تنفيذ أهداف المهنة كل منظمة في مجالها وفقاً لقانون إنشائها ونظامها الأساسي، فنقابة المحامين من خلال قيادتها في الفروع وفي النقابة العامة هي الأكثر قدرة على الاضطلاع بالتعاون مع أجهزة القضاء على تطبيق القوانين، والعمل على إرساء وتثبيت سيادة القانون وعدالة التقاضي والدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان، فضلاً عن ان نقابة المحامين هي الأقدر بما تملكه من كوادر كفئة وقانونية على نشر الوعي القانوني والإسهام في تطوير التشريعات، وهي بعد ذلك الأقدر على تثبيت وتطوير تقاليد ممارسة المهنة، وبعد ذلك فان نقابة المحامين ككيان من كيانات المجتمع المدني الحر هي القادرة على الدفاع عن مصالح النقابة والاهتمام بأعضائها ومنتسبيها إعداداً وتدريباً وتقييماً وغير ذلك مما أوجبه عليها القانون ونظامه الأساسي. وخاطب المحامي السماوي المشاركين في المؤتمر بقوله: أنتم الآن مقدمون في مؤتمركم هذا على انتخاب قيادة جديدة لهذا الفرع العريق، وفي أذهانكم كل تلك الأهداف المهنية النبيلة، وهو ما نأمل معه أن لا يضيق كل منا بالرأي والرأي الآخر، وليكن شعارنا جميعاً ان نخاطب بعضها البعض بتلك المقولة الحكيمة (( إني اختلف معك في وجهات النظر ولكني على استعداد ان أدفع حياتي ثمناً لأن تقول رأيك)) فالخلاف والاختلاف هما الركيزتان الأساسيتان لأي عمل ديمقراطي حر وشفاف، فأنتم النخبة، ومؤتمركم هذا يجب ان يكون مثالاً يحتذى به من جميع منظمات المجتمع المدني، فالمحاماة كما تعلمون طاهرة كالفضيلة وضرورية كالعدالة، وأنتم بلا شك تمثلون ذلك الطهر الذي يضاهي طهر الفضيلة، وأنتم بلا شك رجال العدالة وفرسانها، وإني أعلم علم اليقين بأنكم تعلمون أن الحرية لا توهب لطلابها على طبق من ذهب، فالحرية باهظة المهر، غير ان من يتوق إلى خطبة الحسناء لم يغله المهر. من جانبها تطرقت مسئولة الفروع في النقابة العامة للمحامين اليمنيين– المحامية- نجلاء عبد الرحمن الخزان- إلى أهمية مهنة المحاماة في تشكيل الدعامة الأساسية التحقيق العدل خصوصاً وان القضاء لا يكتمل إلا بوجود محامي. وقالت المحامية نجلاء في كلمة ألقتها في المؤتمر الثالث لنقابة المحامين بعدن: ان التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر ستؤكد على حرص المحامين والمحاميات المشاركين في فعاليات المؤتمر على مهنة المحاماة وترسيخ تقاليدها وآدابها وترسيخ القانون وتحقيق العدالة والمساهمة الفعالة في أجهزة القضاء من أجل تبسيط إجراءات التقاضي وكذا التنسيق مع أجهزة الضبط القضائي وحماية المحامين من أي إجراءات تعسفية مخالفة للقانون. وجددت المحامية نجلاء دعوتها للمحامين والمحاميات في مؤتمرهم الثالث بعدن إلى الحرص على اختيار الأشخاص الذين سيقدمون خدمة فعالة لمهنة المحاماة والرقي بها وتحقيق أهدافها المنشودة منها وتعزيز سيادة القانون وحماية حقوق المحامي ومصالحة خصوصاً وان حماية استقلال المحاماة واجب كل المحامين، مشيرة إلى ان نقابة المحامين أكثر الجهات المنوط بها حماية استقلالية المحاماة. يشار هنا إلى أن المحامين سيناقشون صباح غد الأحد التقارير المالية والعامة تمهيداً للمصادقة على ما جاء فيهما بحيث يكون اليوم الأخير من المؤتمر وهو الاثنين يوماً للإقتراع لاختيار أعضاء مجلس النقابة.