هدّد تنظيم «قاعدة الجهاد في اليمن» باستهداف عناصر دوريات جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) والبحث الجنائي، في ثاني بيان، بعدما تمكنت أجهزة الأمن (الاستخباراتية) من كشف «خلية القعيطي» في محافظة حضرموت وقتله وأربعة من رفاقه في عملية نوعية الأسبوع الماضي، والقبض على 12 عنصراً ينتمون إلى التنظيم نفسه كانت بحوزتهم مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية في اليمن والسعودية. وجاء التهديد في بيان نشر على شكل رسالة في موقع إسلامي على الانترنت (شبكة الإخلاص) تحت عنوان «رسالة عاجلة إلى الإخوة في تنظيم قاعدة الجهاد في جنوب جزيرة العرب»، انه «يجب على المجاهدين في اليمن تشكيل مفارز أو كتائب تقوم بتنظيم عمليات دورية تستهدف هؤلاء الخبثاء لإضعاف العمليات ضد المجاهدين والعمل لضمان استمراريتها ولضرب مفصل مهم جداً تعتمد عليه الأنظمة ومن يقف وراءها في حرب الإسلام والمسلمين، خصوصاً أن تضاريس اليمن توفر قواعد شبه مستقرة للمجاهدين وتتيح العمل والتخطيط لمثل هذه العمليات». وخشي التنظيم من تكرار ما حدث لحمزة القعيطي ورفاقه. وجاء في الرسالة «بمجرد ما سمعنا هذا الخبر (مقتل القعيطي ورفاقه) عادت الذاكرة الى أيام الجهاد في جزيرة العرب، وكيف أن القادة في الجزيرة رحمهم الله استشهدوا وسقطوا في فترات متقاربة (العييري، الدندني، المقرن، بلحاج، العوفي، سلطان بن بجاد العتيبي)... نخشى أن يتكرر المشهد في اليمن ونخشى أن مشروع المجاهدين يُضرب ويُحطم قبل أن يؤتي ثماره. ولو افترضنا أن هذا الأمر حصل بالفعل ونعوذ بالله أن يحصل، فماذا تتوقعون أن يكون السبب». وشددت الرسالة على أن «السبب ليس في قوة الجيش اليمني ولا في كثرته ولا عتاده ولا عدته بل السبب أن عقله المدبر لا يزال يدبر ويعمل بصمت كما كان يعمل في جزيرة العرب والذي اغتال حمزة القعيطي وعبد العزيز المقرن ليس الجندي الذي أطلق النار فقط بل الذي نظم وخطط وأمر وبحث وفكر هو الذي فعل ذلك وما زال يفعل أنهم رجال المباحث والاستخبارات الخبثاء، هؤلاء للأسف كانوا يمرحون ويسرحون في جزيرة العرب قبل الجهاد وبعد الجهاد مع أنهم أهم مفصل في الأنظمة الأمنية التي تشن حربها على المجاهدين. قد تجد منهم من يمثل القائد صاحب الخبرة والتجربة الإجرامية وتجد منهم من يعمل في جهاز الاستخبارات من 15 أو 20 سنة أي أنهم يعتبرون كوادر مهمة للأنظمة المجرمة وقتل الواحد منهم وتصفيته تثير ذعراً في هذه الأنظمة، كما حصل في القصيم حين قتل أحد الشباب أحد هؤلاء الخبثاء فهاج الطواغيت كما يهيج الثور، وبدأوا باعتقالات ومداهمات ما قاموا بها حتى عندما اختطف المجاهدون الضابط الأميركي في الرياض، والسبب أن هؤلاء هم الذين يعتمد عليهم النظام كما يعتمد المجاهدون على قادتهم وأصحاب الخبرات فيهم». وتخوض الحكومة اليمنية أشرس مواجهة مع تنظيم «القاعدة» منذ الهجوم على المدمرة كول في 12 تشرين الأول (اكتوبر) 2000، حيث تطورت إستراتيجية العمليات التي يخوضها عناصر «القاعدة» في اليمن من خلال نوعيتها سواء بشن هجمات صاروخية عن بعد على مصالح يمنية وأجنبية، أو عمليات انتحارية. وتواجه الحكومة اليمنية ضغوطاً أميركية شديدة لجهة التعاون في مكافحة الإرهاب حيث ترفض واشنطن بعض وسائل الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب التي تتمثل في اجراء مفاوضات مع عناصر «القاعدة» وعقد اتفاق بعدم ممارسة العنف والعودة الى الحياة الطبيعية بين المواطنين وفي المجتمع في مقابل عدم ملاحقتهم والافراج عنهم من المعتقلات. وتطالب عناصر «القاعدة» في اليمن الحكومة اليمنية بالافراج عن المعتقلين على ذمة قضايا إرهابية والكف عن ملاحقة المطلوبين وعدم التعاون مع اميركا في مجال مكافحة الإرهاب، ويصفون عملياتهم الانتحارية وتهديداتهم بأنها انتقام لما يجري لرفاقهم في سجون أجهزة الاستخبارات اليمنية مما يصفونه بالتعذيب والتنكيل والمحاكمات غير العادلة، وبأن هذه الاجراءات ما هي إلا تلبية لرغبة واشنطن.