كشف سلطان الاصبحي- مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة تعز- ل"نبأ نيوز" أن نصف كمية الحليب الصيني الملوث موجود بمحافظة تعز، وان حجم الكمية المسحوبة من الأسواق حوالي (680) كرتون من أصل (2000) كرتون تم توزيعها على الصيدليات خلال العام 2008م، وبما يشير إلى أن معظم الكمية كان قد تم بيعها قبل بلاغ الحكومة الصينية. وأضاف الاصبحي- في تصريح خاص ل"نبأ نيوز": لو لم تقم الصين نفسها بالإبلاغ عن منتجها الملوث لاستمر استهلاك المنتج من قبل الأطفال اليمنيين، مشيراً إلى أن هذا المنتج لا يتم فحصه من قبل المواصفات والمقاييس وضبط الجودة في اليمن كونه مصرح به رسميا من بلد المنشأ. ودعا هذه الأجهزة إلى فحص كل منتج مستورد قبل دخوله البلد لما في ذلك من سلامة للمستهلكين، مؤكداً في الوقت نفسه أن الكمية المسحوبة من الصيدليات قم تم تحريزها. وتأتي تحركات "نبأ نيوز" لتعقب الحليب الصيني الملوث تجاوباً مع الحملة التي أطلقتها منظمة "سياج"، والنداء الذي وجهته لوسائل الإعلام من أجل حماية الطفولة اليمنية. هذا وكانت السلطات الصينية أكدت يوم 17/ سبتمبر/2008م أن مسحوق حليب الأطفال الملوث- الذي تسبب حتى ذلك التأريخ في هلاك ثلاثة رضع وإصابة أزيد من 6244 آخرين بتسممات وأمراض- قد عرف طريقه للتصدير نحو خمس دول هي اليمن والغابون وبورندي وبرمانيا وبنغلاديش. وذكر "لي شانغتيان"- مدير إدارة مراقبة الجودة والفحص والحجر في مؤتمر صحفي- إن التحليلات التي أجرتها السلطات على حليب الأطفال في الصين المنتج من قبل 109 شركة بين وجود مادة "الميلامين" الكيماوية في 69 عينة من الحليب المحلل والمنتج من قبل 22 شركة، مضيفا أن شركتي "غواندونغ ياشيلي" و"تسينغداو سانكير" في "غواندونغ" قامتا بتصدير منتوجات الحليب الملوث إلى خمس دول في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. ومادة "الميلامين" هي مادة كيماوية سامة تستخدم في البلاستيك ومواد التنظيف، وهي غنية بالنيتروجين، العنصر الذي يستخدم لقياس البروتين، وبإضافتها للحليب المخفف بالماء والذي يفتقد لأية قيمة غذائية يتغير شكله ونكهته ويعطي الإنطباع وكأنه كامل البروتين. وكانت الولاياتالمتحدة قد عثرت سنة 2007 على أغذية حيوانات ملوثة بعد أن نفقت قطط وكلاب تبين أن معلبات أغذيتها المستوردة من الصين توجد بها مادة الميلامين. وأوقفت شركة "سانلو" التي تسيطر على إنتاج حليب الأطفال في الصين ثاني أكبر سوق في العالم الإنتاج بعد فتح السلطات تحقيقا، وأمرت باسترجاع كل الحليب المتواجد في الأسواق، فيما انتقد شريكها الأسترالي فونتيرا والذي يملك 43 في المائة من رأسمال الشركة الصينية ما قال إنه سكوت ومحاولة للتستر على هذه الفضيحة لأكثر من شهر. وقال يانغ شونغيونغ نائب محافظ إقليم خوبي مقر شركة "سانلو" اليوم إن المسئولين المحليين لم يقوموا بالإبلاغ فورا عن حالات التسمم وتلوث الحليب طيلة غشت لأن البلاد كانت تحتضن دورة الألعاب الأولمبية. وليست هذه المرة الأولى التي تتصدر فيها شركة "سانلو" عناوين الصحف لتورطها في فضائح تتعلق بجودة منتجاتها، فقد توفي 13 طفلا بسبب سوء التغذية عام 2004 في مقاطعة آنهوى شرقي الصين بعد تناولهم حليبا غير مطابق لمواصفات.