بقدر ما للقات من عادات وتقاليد اجتماعية ألفها شعبنا اليمني العظيم منذ القدم حتى أصبحت تصنف من العادات المكتسبة للشعب اليمني ويصعب الاستغناء عنها في الوسط الاجتماعي اليمني وفي ضل التوسع الكبير والغير منطقي في زراعة القات والتي استحوذت على الأراضي الزراعية الخصبة واحتلتها وقضت على المحاصيل الزراعية الأخرى حيث كان المتضرر الأكبر من زراعة شجرة القات هي شجرة البن رمز اليمن السعيدة.. وعوضاً على ذلك تقلصت زراعة الحبوب بأنواعها وخاصة في الأراضي الخصبة والتي اشتهرت بزراعة الحبوب حيث حلت محلها الشجرة اللعينة فاستنزفت المياه الجوفية وحولت الأراضي الخصبة إلى أراضي جدباء بنضوب أحواض المياه الجوفية ولم يقتصر الأمر إلى هذا بل تعداه إلى الإضرار بالقوة البشرية الشبابية وضعف الاقتصاد الوطني وتدمير مرتكزا ته الأساسية ويتسبب القات يومياً بخسائر مادية وبشرية فادحة. حقيقة لقد أُصِبْتُ بالذهول وأُصِيْبَ كل من قراء تقرير الأجهزة الأمنية عن حالات الحوادث المرورية والغير مرورية التي وقعت في يوم واحد فقط وهي يوم الجمعة 12/12/2008م حيث كان ضحايا هذا اليوم لوحدة حصيلته (70) شخصاً قضوا نحبهم وسقطوا بين قتيل وجريح وهذا يعطينا مؤشراً في غاية الخطورة على اسلم الاجتماعي فإذا اتخذنا يوم الجمعة 12/12/2008م كمقياس نقيس عليه عدد ضحايا الحوادث المرورية خلال عام 2008م فسوف تكون النتيجة مأساوية حيث = (70×31=25620) شخصاً عوضاً عن الخسائر المادية والعينية لهذه الحوادث المؤلمة، والغريب أن تقرير وزارة الداخلية يذكر أن سبب هذه الحوادث كانت نتيجة لثلاثة أسباب رئيسية وهي: أولا: السرعة الزائدة عن الحد المسموح به قانونياً حيث السائقين لا يضعون أية اعتبار للقانون واللوائح المنظمة له فيستهترون بحياتهم وحياة المواطنين بقيادتهم السيارات والمركبات بتهور واضح وفاضح. ثانياً: الازدحام الشديد الذي وقع في الطرق الطويلة،والقصيرة ومداخل وداخل المدن الرئيسية والثانوية في ظل غياب الوعي المروري. ثالثاً:وهو الأهم ومحل حديثنا آلا وهو (القات، وما أدراك ما القات) فتناول القات أثناء القيادة كان سبباً رئيسياً ،وهاماً في وقوع الحوادث الكبيرة والمؤلمة وهنا دعونا أعزائي القراء أن نركز قليلاً مع تناول القات من قبل السائقين أثناء قيادتهم للسيارات والمركبات فهذه الظاهرة الخطيرة والمخزية تعطي صورة سيئة وقاتمة عن الإنسان اليمني أمام زوار وضيوف اليمن من أجانب وأشقاء عرب فينقلون عن شعبنا وبلادنا الوجه السيئ بمجرد رؤيتهم للسائقين وهم منفوخي الخدود والعرق يتصبب من وجوههم وروائحهم النتنة تزكم الأنوف. والمعروف اجتماعيا ،وطبياً أن القات يعطي متعاطية نشوة وحماس غير عادي ويعقبها خمول وتبلد وتضجر وضيق خلق، وهذه الصفات التي يخلفها القات لدى متعاطية لا تصلح اطلاقاً للأشخاص المسافرين عن طريق البر وهم يقودون سياراتهم ومركباتهم أو أولائك السائقين العاملين في النقل العام وعوضاً على ذلك فالمعروف أن القات يحتاج إلى عدة عوامل مساعدة كي يعطي متعاطية مبتغاة وهذه العوامل مفقودة لدى سائقي السيارات الأجرة والخاصة والحافلات والنقل الثقيل وهذا يعطي نتائج عكسية لمتعاطيه من السائقين بفئاتهم العمرية والمهنية وتكون النتيجة حوادث وموتى ومصابين وأرامل وأيتام وخسارة مادية ومعنوية ولهذا وذك نأمل من قيادة وزارة الداخلية استناداً للنتائج والتقارير التي تصلها من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة التابعة لها أن تقوم باتخاذ الإجراءات التالية: • منع تناول القات منعاً باتاً أثناء القيادة لأية وسيلة من وسائل النقل مع تشديد الرقابة والحزم في تطبيق العقوبة اتجاه ذلك. • وضع عقوبة مشددة على أي سائق يتم ضبطه مخزناً بالقات أثناء قيادته للسيارة على أن تكون هذه العقوبة رادعة وقوية غرامة مالية لا تقل عن مبلغ عشرة ألاف ريال والسجن لمدة شهر واخذ تعهد بعدم العودة إلى تناول القات أثناء القيادة. • إذا ضبط سائق السيارة أو المركبة للمرة الثانية مخزناً بالقات، وهو يقود مركبته تضاعف علية الغرامة المالية إلى (25000) خمسة وعشرون ألف ريال والسجن لمدة شهرين مع إنذاره بسحب الرخصة منه. • إذا تكررت قيادته المركبة وهو مخزناً بالقات للمرة الثالثة تكون العقوبة أكثر ردعاً بحيث يكون مبلغ الغرامة لا يقل عن أربعون ألف (40000) ريال مع سحب رخصة القيادة ومنعه من القيادة لمدة سنتين والسجن ثلاثة أشهر، ووضع اسمه بالقائمة السوداء. • يعاقب رجل الأمن الذي يتهاون عن تنفيذ واجبه وتغاضيه وتقصيره بتنفيذ القانون بطرده من السلك العسكرية وتغريمه مبلغ أربعين ألف ريال وسجنه لمدة ثلاثة أشهر مع التشهير به في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وحرمانه من الوظيفة العامة مدى الحياة. • يتم إنذار شركات النقل العام والمختلط إذا ضبط سائقيهم وهم يتعاطون القات إثناء قيادتهم للمركبات التابعة لهذه الشركات للمرة الأولى وفي حالات تكرار المخالفة يتم تغريم الشركة التابع لها السائق المخالف مبلغ مئة ألف ريال{100000}مع وقف نشاطها لمدة شهرين كاملين مع إلزام هذه الشركات بوضع الملصقات التحذيرية أمام مقود المركبة والتي تحذر السائق بعدم تناول القات أثناء قيادته للمركبة. • القيام بحملة توعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وفي الشوارع والجولات تدعوا المواطنين بعدم قيادة سياراتهم أثناء تعاطيهم القات مع إبراز المخالفات التي قد يتعرضون لها إذا لم يلتزموا بالقانون وبتوجيهات وزارة الداخلية ممثلة بإدارة المرور. • إرسال ضباط من وزارة الداخلية إلى المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والى الجامعات الحكومية والأهلية لإلقاء محاضرات توضح مخاطر قيادة السيارات أثناء تناول القات وما يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية.