دعا فخامة الأخ الرئيس على عبد الله صالح إلى عقد قمة عربية طارئة للوقوف أمام ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان بربري ومجازر وحشية وحرب إبادة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.. وبما من شأنه الخروج بموقف عربي موحد إزاء تلك المجازر وما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض عليهم. ودعا الى مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في القمة العربية. كما بحث الرئيس صالح مع كلاً من أمير دولة قطر والرئيس السوري- في اتصالات هاتفية- تطورات الأوضاع في غزة، وما يمكن اتخاذه من مواقف إزاء المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وكانت مصادر طبية في غزة أكدت وصول عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى (155) شخصا شهيداً و(200) جريحاً على الأقل، وذكر مسعفون أن بين القتلى قائد الشرطة المعين من حماس، وقائد وحدة الأمن والحماية التابعة لحماس ومحافظ وسط غزة. من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس مسؤوليتها عن إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه عسقلان جنوب إسرائيل, ودعت عناصرها إلى الرد بكل قوة على هذا "العدو الغاصب"، وبحسب أجهزة الطوارئ الإسرائيلية فقد أدت تلك الصواريخ إلى مقتل امرأة إسرائيلية وإصابة 4 آخرين بجراح في منزل بمدينة نتيفوت. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن الضربة العسكرية على قطاع غزة هي ضربة افتتاحية وبداية لمعركة طويلة تم الإعداد لها مسبقا، وقال متحدث باسم جيش الاحتلال في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إن حركة (حماس) لم تخل المقرات رغم علمها بإمكانية الهجوم على القطاع والمقرات الأمنية التابعة لها. وأضاف المتحدث إن الجيش لن يبقى يبحث عن خلايا كتائب القسام وإنما سيضرب أهدافا رئيسية لحماس ليضعف رغبتها في القتال مؤكدا انه تم قصف 30 إلى 40 هدفا حتى الآن في القطاع. وقال انه تم وضع قوات الجيش وقوات الإنقاذ ونجمة داوود الحمراء في حالة استنفار قصوى في منطقة الجنوب المحيط بقطاع غزة، موضحا إن رئيس أركان الجيش غابي اشكنازي يتابع العملية العسكرية على قطاع غزة شخصيا. وأضاف إن عشرات الأنواع من الطائرات العسكرية اشتركت في القصف على غزة مع إمكانية توسيع العملية. أما المتحدث باسم حركة (حماس) فوزي برهوم، فأكد أن كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية ستنقل المعركة إلى كل شارع في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1948، على حد قوله وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دان الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة. من جهته، أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الأردن طلب عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية لبحث "الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة". وقال الأمين العام للجامعة العربية انه طلب من ليبيا- العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن- التقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في غزة. وفي نفس السياق، أدانت جامعة الدول العربية الغارات الإسرائيلية، ووصفت ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع ب "المذبحة". وطالبت الجامعة مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات فورية كفيلة بوقف هذا "التهور" و" الاندفاع" الإسرائيليين وحماية الشعب الفلسطيني من هذه "الجرائم" الإسرائيلية. وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن "إسرائيل مسئولة بشكل كامل عن هذه الجريمة ، ويسجل في تاريخها الحافل بالإجرام مذبحة جديدة بدون أدنى سبب ، وهى خرقت كل التفاهمات والالتزامات والمواثيق على مدى تاريخها". وأضاف أن"ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المحاصر من مذبحة جديدة هو استمرار لمسلسل أجرامي تمارس فيه إسرائيل قتل الشعب الفلسطيني بدم بارد في ظل صمت دولي مرفوض وغياب مرجعيات دولية يفترض أن تقوم بمسئولياتها" وهو يشير بذلك إلى الأممالمتحدة والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي. وكان الجيش الإسرائيلي حصل على ضوء أخضر من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل يوم الأحد الماضي لشن عملية عسكرية تردد أنها ستكون على نحو متدرج ومتصاعد.