توج الإسباني رافايل نادال المصنف أول في بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب - أولى البطولات الأربع الكبرى - بلقب البطولة للمرة الأولى في مسيرته حارماً في الوقت ذاته السويسري روجيه فيدرر الثاني من معادلة الرقم القياسي لعدد الألقاب الكبيرة، إثر فوزه عليه 7-5 و3-6 و7-6 (7-3) و3-6 و6-2 في المباراة النهائية التي جمعتهما الأحد 1-2-2009 في ملبورن. وكان مشوار نادال توقف عند نصف النهائي العام الماضي حين خسر أمام الفرنسي جو ويلفريد تسونغا، لكنه قدم عروضاً رائعة منذ انطلاق الدورة الحالية فاكتسح منافسيه ب 3 مجموعات نظيفة حتى الدور نصف النهائي الذي قابل فيه مواطنه فرناندو فرداسكو الرابع عشر الجمعة، فاحتاج إلى 5 ساعات و14 دقيقة للفوز عليه في 5 مجموعات 6-7 (4-7) و6-4 و7-6 (7-2) و6-7 (1-7) و6-4. ومع أنه طلب المعالج الفيزيائي لمحاولة تليين عضلات قدميه خلال المباراة، فإن نادال وجد القوة الكافية لخوض مباراة ماراتونية ثانية ضد فيدرر من 5 مجموعات استمرت 4ساعات و23 دقيقة. وحصد الإسباني لقبه السادس في البطولات الأربع الكبرى، بعد أن كان توج بطلاً في رولان غاروس الفرنسية أعوام 2005 و2006 و2007 و2008، وويمبلدون الإنكليزية عام 2008 (خسر النهائي عامي 2006 و2007)، وبات أول إسباني يفوز بالبطولة الأسترالية. واكد نادال تفوقه على فيدرر، محققاً فوزه الحادي عشر عليه في 16 مواجهة جمعت بينهما حتى الآن. يذكر أن نادال كان انتزع صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين من فيدرر في اغسطس/آب الماضي بعد أن تربع السويسري عليها لأكثر من 4 سنوات متتالية. وفشل فيدرر بالتالي في معادلة الرقم القياسي لعدد الألقاب في بطولات الغران شيليم المسجل باسم الأميركي بيت سامبراس - 14 لقباً -، كما فشل في استعادة لقب بطولة أستراليا المفتوحة الذي توج به 3 مرات اعوام 2004 و2006 و2007، بعد أن انتزعه الصربي نوفاك ديوكوفيتش العام الماضي. كانت الفوارق بسيطة جداً بين اللاعبين طوال المباراة، فقدما واحدة من أروع المباريات النهائية على الإطلاق، حيث أفرغ كل منهما أفضل ما لديه خصوصاً في المبادلات الطويلة من الخط الخلفي للملعب حيث كان الفوز بالنقاط صعباً على اللاعبين اللذين كانا في قمة جهوزيتهما الفنية. ونجح فيدرر في كسر إرسال منافسه للمرة الأولى في المباراة وتحديداً في الشوط السادس ليتقدم 4-2، لكن الإسباني رد بسرعة في الشوط التالي قبل أن يدرك التعادل 4-4 ثم 5-5، لينقض بدوره على فيدرر في الشوط الحادي عشر حيث انتزع إرساله قبل أن يفوز بالشوط الثاني عشر ويحسم المجموعة 7-5 في 58 دقيقة. بعدها، حاول نادال التقدم بسرعة في المجموعة الثانية فنجح مجدداً في كسر إرسال فيدرر في الشوط الخامس، لكن ردة الفعل كانت سويسرية هذه المرة حيث أدرك الأخير التعادل 3-3، ثم استفاد من الأخطاء التي ارتكبها الإسباني ورفع من جهته وتيرة ضرباته في زاويا الملعب، فتقدم على إرساله 4-3 قبل أن ينتزع بدوره إرسال منافسه 5-3 لينهي المجموعة 6-3 في 48 دقيقة. وازادات المباراة إثارة بأداء رائع من الطرفين، حيث استمر السجال من الخط الخلفي للملعب في المجموعة الثالثة التي فشل فيها أي من اللاعبين في كسر إرسال الآخر رغم بعض المحاولات خصوصاً لفيدرر في الشوط التاسع حين تقدم 4-صفر على إرسال نادال، لكن الأخير أنقذ الموقف ببراعة، فكان التعادل سيد الموقف حتى 6-6 فلجأ اللاعبان إلى الشوط الفاصل الذي انتهى إسبانياً 7-3 بعد خطأ مزوج لفيدرر في الإرسال العاشر، لتنتهي المجموعة في ساعة و18 دقيقة. وعاد فيدرر مجدداً إلى المباراة بفوزه بالمجموعة الرابعة، فكسر إرسال نادال أولاً في الشوط الثاني وتقدم 2-صفر، لكن المصنف أول عالمياً رد بسرعة وأدرك التعادل 2-2، إلا أن السويسري بدا مصمماً على عدم ترك الأمور تفلت منه فانتزع إرسال منافسه مرة ثانية في الشوط السادس وحافظ على تقدمه حتى حسم المجموعة 6-3. واحتفظ الإسباني بقدر كاف من القوة للمجموعة الخامسة والحاسمة التي نجح فيها في انتزاع إرسال فيدرر مرتين ليحسمها 6-2 وينهي أكثر من 4 ساعات من الأداء الرائع الذي تفاعل معه الجمهور على كل كرة.
