ليس من باب الدعاية، لكن احتفاء وتكريم الشيخ محمد بن يحي الرويشان للسيدات هو الذي شدني للكتابة، فثمة مشهد لابد من الوقوف عنده، والتأمل فيه ملياً.. كلنا يعرف أو يسمع عما يقدمه البنك التجاري اليمني من خدمات مميزّة، وجوائز ثمينة لعملائه وعميلاته، وكان آخرها قبل أيام شاهدنا على الشاشة متسابقاً يفوز ببيت الأحلام من البنك التجاري. وبمناسبة تصنيف البنك كأفضل بنك في اليمن للعام 2008م، وبدعوة من فرع السيدات بالبنك لتكريم عميلات البنك اللاتي واكبن نشاطه، أقام الشيخ الرويشان حفلآ تكريميا لعميلات البنك أمس الخميس في قاعة الخيمة بصنعاء، وقد كنت ضمن المدعوات- رغم أني عميلة برصيد صفر ريال ولله الحمد.. ولكن دعوة البنك شملت كافة عميلاته ولم تفرّق بين عميلة بأقل المبالغ أو أكثرها.. بدت فكرة احتفال كهذا أمراً مثيراً، غير أن الأكثر إثارة ودهشة هو ما كان عليه برنامج الحفل من أجواء قريبة لنفوس النساء، وموضع رضاهن وإعجابهن... إذ كان أقرب إلى أجواء عرس من عامة الأعراس التي تحضرها النساء.. ولا أخفيكم، أنني بعد دخولي القاعة بهيئتي الرسمية فوجئت بما تلبسه النساء، فعدت إلى حراس البوابة لأسألهم إن كنت قد أخطأت، فردوا بأن هذا فعلآ حفل البنك التجاري، فواصلت دخولي القاعة وسط زخم النساء بكامل أناقتهن- يمنيات وعربيات من مختلف الدول.. كدت أعود مرة أخرى، لولا أن إحدى موظفات البنك قابلتني مرحبة، فسألت ما هذا؟ فردت: هذا حفلنا. فسألت عن سر لبس النساء لكامل زينتهن.. فأجابت معتذرة عن عدم إبلاغ البعض عن البرنامج الفعلي للحفل..! شقيت طريقي بين الجموع، وبشق الأنفس تمكنت ومن يرافقني من الحصول على مكان للجلوس بالكاد يكفي أجسادنا.. والتفت للجالسات بقربي سائلة: هذا حفل تكريم أو حفل زواج؟ فأبدين دهشة من لا يعرف الإجابة.. ويبدو أن دهشتهن فاقت دهشتي.. إذ كان الترحاب كبير، ووجوه موظفات البنك بشوشة، خاصة منظمة الحفل، بشرى الغالبي، رئيسة فرع السيدات بالمركز الرئيسي للبنك، حيث كانت تتحرك كما النحلة، ورغم أنها في أعلى مركز للسيدات في هذا الصرح المالي الكبير إلاّ أنها كانت صاحبة بيت، وقامت على خدمة المدعوات بنفسها.. أخذني الفضول لمواصلة برنامج الحفل، وفوجئت والحاضرات ببدء السحب على جوائز.. كان شيئاً مدهشاً ليس لي وحدي بل الجميع.. فبعد الحضور لهذه القاعة الكبرى، والفرقة الموسيقية الممتعة، وما تم تقديمه من مشروبات وبوفيه، وجوائز عينيه لكل الحاضرات، هل مازال هناك جوائز؟ كان هناك 300 جائزة وزعت على أنماط، منها ما هو بحسب الأرقام المقيّدة على كروت الدعوة، ومنها بحسب كروت دخول تم توزيعها على كافة الحاضرات، وتراوحت الهدايا بين أجهزة الموبايل وزجاجات العطور الفاخرة وهدايا من الذهب وغيره.. فما رأيكم بذلك أعزائي القّراء وخاصة عزيزاتي القارئات!؟ فكم من مرفق حكومي أو خاص التفت لفتة كريمة للنساء العاملات فيه!؟ كم من مدير فكّر بتكريم موظفاته!؟ كم من شخص مسئول أو صاحب عمل احتفى بالنساء!؟ كم من جهة عزت نجاحها للعاملات فيها دون العمال الرجال!؟ يقولون أن لدينا امتيازات عن الرجال وقوانين خصصت لنا ويستخدمون تلك الامتيازات لإقصائنا من وظائفنا أو تقنين مشاركتنا السياسية.. ونحن لا تفصلنا سوى أيام عن اليوم العالمي للمرأة، هل يا ترى ستعمل الجهات الرسمية على الاحتفاء بالمرأة رسميا ولو بأبسط الإمكانيات، وبعيداً عن الخطب العصماء، والعبارات الجوفاء التي ترددها كل عام المنظمات النسوية!؟ فالضغوط الاقتصادية والاجتماعية والأسرية باتت جمّة، تكهل عاتق النساء.. فهل لنا في الشيخ الكريم محمد بن يحي الرويشان قدوة لمن يحترم ويكرّم النساء..!؟