شهدت بوابة مفوضية اللاجئين مكتب اليمن صباح اليوم الثلاثاء سخطاً عراقياً وتمزيق وثائق اللجوء احتجاجاً على المعاملة المهينة للعوائل العراقية اللاجئة في اليمن، واستمرار ابتزاها، واستشراء الفساد المالي على نحو بلغ العشرة آلاف دولار كحد أدنى لترويج معاملات إعادة التوطين. فقد أقدمت عدد من الأسر العراقية في حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء بتمزيق وثائق لجوء افرادها الصادرة من المفوضية، ورميها بوجوه الموظفين، وسط حالة من الهيجان، جراء المعاملة السيئة من قبل الموظفين، ورفضهم استلام الوثائق لأغراض التجديد، تحت ذرائع مختلفة. وفي تصريحات ل"نبأ نيوز"، أفاد عدد من العراقيين الذين مزقوا وثائقهم: أن المفوضية تعاملهم باحتقار وترسل لهم افراد شركة الحراسات الأمنية وليس موظفيها للرد على استفساراتهم، وأنهم وصلوا الساعة التاسعة صباحا إلى المكتب لكن حراسات الشركة الامنية الخاصة طردتهم وادعت انها جمعت الوثائق منذ الساعة الثامنة صباحاً، مؤكدين أن المفوضية كانت مغلقة الأبواب في تلك الساعة، وأنه من غير المسموح للعراقيين المراجعة غير يوم الثلاثاء. وأضافوا: أن المفوضية اشترطت عليهم احضار أطفالهم رغم أنهم يؤدون اختبارات نصف العام، وأنهم طلبوا من المفوضية أن تسمح لهم باحضارهم ظهراً بعد انتهاء زمن الاختبارات غير أنها رفضت، وسخرت منهم.. وأشاروا إلى أنهم يراجعون كل ثلاثاء لكن المفوضية تستلم عدد قليل من المعاملات ثم تغلق ابوابها ما بين الساعة التاسعة والعاشرة، مما أدى الى تراكم المعاملات، وتعرض بعضهم للطرد من عمله، وأحياناً للمساءلة الأمنية جراء عدم تجديد الوثيقة. وكشفت عدد من الأسر العراقية التي التقتها "نبأ نيوز" أمام بوابة المفوضية، عن قيام مكتب اليمن بوقف ترويج معاملات إعادة توطين العراقيين حصرياً منذ أشهر، معتبرين ذلك انتهاكاً لمواثيق الأممالمتحدة والمفوضية السامية العليا للاجئين بجنيف. وأكدوا: أن الأسر العراقية التي تم ترويج معاملاتها في الفترة السابقة دفعت مبالغ مالية طائلة تصل الى عشرة آلاف دولار كحد أدنى، مقابل وعود وصفوها ب"الكاذبة" لترحيلهم إلى أمريكا ودول أوروبا، مؤكدين أن تلك العوائل ما زالت تنتظر منذ أكثر من عام أن يتم استدعائها دون جدوى. ونوهوا إلى أن عدد كبير ممن دفعوا أموال باعوا أثاثهم، وصفوا أعمالهم على خلفية وعود المسئولين بالمفوضية لهم بترحيلهم قريباً لكنهم فوجئوا بمضي اكثر من عام دون أي شيء، بل بخسارة كل شيء من الأثاث والوظيفة وما جنوه من مال في غربتهم.. بعدما تبين لهم أنهم كانوا ضحية عملية نصب عالمية- على حد تعبيرهم. وجاء إقبال العراقيين على الحصول على وثائق لجوء الاممالمتحدة في اليمن في أعقاب اتباع السلطات اليمنية لإجراءات مشددة للغاية لمنحهم حق الإقامة فيها، ورفض تجديد إقامة أعداد كبيرة، الأمر الذي لم يجدوا باباً أمامهم غير باب المفوضية الذي وقفوا أمامه أذلاء، بلا حول ولاقوة...