اختتم مهرجان الشباب الرابع بعدن يوم الأربعاء فعالياته بخطاب وطني تعبوي دعا فيه الأستاذ عبد العزيز عبد الغني– رئيس مجلس الشورى- الشباب إلى التسلح بالروح الوطنية العالية، والتزود بزاد الإيمان بالله والوطن، مؤكداً إن هذا الإيمان يقوى روحُ الانتماء إلى الوطن في خلجاتهم، وتختلط بأنفاسهم، وتنبض مع كل دقات قلوبهم. وأوضح الأستاذ عبد الغني- في ختام المهرجان الذي تم تنظيمه تحت شعار (اليمن أولا): إن هذه القيمة العظيمة تزداد اتقاداً في الروح، كلما تَعَزَّزَ الوعيُ بتاريخ الوطن، وبعظمته وبإنجازاته الخالدة، وبنضال رموزه وببطولات رجاله ونسائه، وبالتمسك بكل ما هو مقدس في تاريخه، وبالوفاء لمن ناضلوا وضحوا من أجل كرامته، ومن أجل حريته واستقلاله، ووحدته، وباستلهام الدروس العظيمة من إسهامات قادته الكبار، وفي طليعتهم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. وأضاف: إن روح الانتماء للوطن تزداد رسوخاً بهذا المهرجان وبغيره من الفعاليات، التي تفسح المجال للحوار وتبادل الأفكار والخبرات وتعزيز التواصل والتفاهم بين الشباب، وبالتنقل الحر عبر فضاءات الوطن والتعرف على تنوع طبيعته الجغرافية ومكوناته التاريخية والحضارية الزاخرة. وقال: إن الروح الوطنية، بقدر ما تتغذى من الإيمان بالوطن وبتاريخه وإنجازاته، تتغذى أيضاً من هذه الممارسات المسئولة تجاه المحيط البيئي والتراث الثقافي، ومن التمسك بمبدأ الحوار، لافتا إلى أن دور الشباب في السير بالوطن نحو يمن جديد وغد أفضل، يحتاج إلى زادٍ وإلى وسائلَ فعالةٍ وقويةٍ وقادرةٍ على أداء هذا الدور ومواجهة أصعب التحديات التي قد تعترض مسيرتهم، مؤكداً: أن أعظم زاد يقوي هذا الدور، هو الإيمان بالله وبالوطن، مبيناً إن هذا الإيمان يقوى روحُ الانتماء إلى الوطن في خلجاتكم، وتختلط بأنفاسكم، وتنبض مع كل دقات قلوبكم. وتوجه عبد الغني للشباب قائلاً: إنكم تقفون اليوم على أرضية صلبة، قوامها الوحدة والنظام الجمهوري الديمقراطي التعددي، والأمن والاستقرار، وأن اليمن الذين تعيشونه اليوم، ليس كاليمن الذي كان بالأمس، وعليكم أن تنطلقوا من هذه الأرضية بعزيمة وثبات نحو المستقبل. وأضاف: لقد عبرتم بشعار المهرجان عن وعي استثنائي بالوطن، وإيمان بثوابته وأولوياته، وبالدور الذي ينتظره وطنكم منكم، لافتا إلى الأهمية التي يكتسبها مهرجان شباب اليمن التي ينظمه اتحاد شباب اليمن بانعقادها في مدينة عدن العريقة، مذكراً بجيل الآباء الذين خاض واحدةً من أقدس المعارك من أجل يمن واحد موحد، و من أجل طي صفحة التشطير والتمزق والشتات، ومن أجل رد الاعتبار للوطن ولتاريخه المجيد. وأشار إلى أن المعركة استمرت عقوداً من الزمن، وتعددت وسائلُها وميادينُها، غير أنه في لحظة تاريخية حاسمة، تمكن ذلك الجيل من تحقيق الهدف، الذي كان عظيماً واستراتيجياً، ومعجزة اليمنيين الذين استطاعوا في زمن التشتت والتجزئة أن يصنعوا آية الوحدة العظيمة، التي ستظل مصدر إلهام وفخر لأجيال وأجيال، مؤكداً: أنه ما كان لهذا الهدف الأسمى والحلم العظيم أن يتحقق، لولا وجود تلك الإرادة الصلبة والحنكة القيادية الفذة التي تميز بها قائدنا الوحدوي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، ولأن الوحدة قيمة عظيمة بمعايير الدين والوطن، انتصر اليمنيون، فاسقطوا نظام الإمامة، وطردوا المستعمر، ثم خاضوا مرحلة أخرى من النضال، أنهوا بهاِ عهدَ التشطير وأعادوا تحقيق الوحدة. وثمن الأستاذ عبد الغني ما تحقق للشباب في هذا العهد الوحدوي المبارك، في شتى المجالات العلمية والرياضية والثقافية، مؤكداً: أن الشباب يحتل طليعة اهتمام الدولة، باعتبارهم أساس التنمية والتقدم والازدهار في هذا الوطن، وأن الدولة أنفقت خلال العامين الأخيرين أكثر من 16 مليار ريال لإقامة 51 مشروعاً رياضيا وثقافيا لصالح الشباب. وأوضح: إن تلك الإنجازات هي التي توفر للشباب حق الحصول على العلم والمعرفة، وتمكنهم من الدخول إلى آفاق التكنولوجيا، و تجعل من دورهم الوطني فعالاً ومؤثراً، واصفا الشباب بأنهم يشكلون عماد النشاط السياسي والحزبي، في داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية وفي خارجها. وقال: إن الشباب يشكلون ذروة النشاط في كل ما يخص الشأن العام، عبر مختلف تكوينات المجتمع المدني من اتحاد وجمعيات وأندية ثقافية ورياضية، وتشكيلات شبابية.، معبرا عن تطلعه إلى أن يتجه الشباب إلى جعل دورهم نوعياً في الحياة، وأن يكون إسهامهم فعالاً ومؤثراً في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. ودعا رئيس مجلس الشورى الشباب إلى أن يستشعروا مسئولياتهم تجاه البيئة والموارد الطبيعية، ويحرصون على سلامة البيئة وتنوعها، تؤمنون بالقيمة العظيمة لبقاء الطبيعة في اليمن نابضة بالحياة، تسهمون بقوة في ترشيد استخدام الموارد الطبيعية لكي يجعلوها متاحة للأجيال التي ستأتي. وحث عبد الغني الشباب على تقدير الإرث الثقافي المادي والمعنوي للشعب والاعتناء به، وتحفظه للأجيال القادمة، والحرص الشديد على الحوار فيما بينهم البين، وبينهم وبين الآخرين، مؤكداً: أن الحوار مبدأ إنساني عظيم، به تترسخ الوحدة الوطنية، وتبنى جسور الثقة بين مكونات المجتمع. من جهته ، جدد الأستاذ معمر الارياني- وكيل أول وزارة الشباب والرياضة- العهد والولاء للوطن، ولقيادته الفذة بزعامة القائد الرمز علي عبد الله صالح، كونه القائد والأب الذي يعطي شريحة الشباب الكثير باعتبارهم أمل الأمة ومستقبلها الواعد بالخير والعطاء. وقال: لقد اخترنا شعار "اليمن أولاً" لهذا المهرجان لأن اليمن قبل كل شيء ، قبلي وقبلكم، ولا شيء مقدم على الوطن، فهو الأب والأم والأخ والأخت والأهل جميعاً، وما فائدة الأهل من غير وطن ينعم بدفئه وحنانه الجميع. ورفع برقية عهد لرئيس الجمهورية قال فيها: أن الشباب يعاهدونكم يا فخامة الرئيس على الدفاع عن كل ذرة رمل من رمال هذا الوطن، وأن يفنوا دون وحدته واستقراره ونحن جميعاً فداء لهذا الوطن ولتربته الغالية.. ثم استعرض ملخصاً لمجريات أعمال المهرجان. وقد شهد المهرجان في يومه الختامي حضوراً حافلاً تصدره رئيس مجلس الشورى، والدكتور عدنان الجفري محافظ عدن، والأخ عبد الكريم شائف، والأخ خالد الرويشان، والأخ ياسين عبده سعيد، وجمع غفير من المسئولين والشخصيات الحكومية والسياسية والاجتماعية. كما تضمن فعاليات مختلفة، فقد قدمت زهرات المدرسة التركية فقرة فنية ، وشاركت طالبات مدارس محيرز وابن سينا بتقديم أوبريت فني.. كما قدم طلاب جامعة ذمار درعاً تذكارياً للأستاذ معمر الارياني تثمينا لجهوده في رعاية الشباب، وعاودت الزهرات لتقديم فقرة عن فلسطين، تلتها فقرة للشباب غنوا فيها (لمن كل هذه القناديل)، التي رددتها القاعة بعدهم بتناغم رائع. ثم جرى تكريم الرعيل الأول من الشباب، بينهم الدكتور عدنان الجفري، وعبد الكريم شائف، ومدير أمن المحافظة، والدكتور محمد عبده غانم، والأستاذ ادريس حنبله، ومحمد عبده زيد، وحسين نجاشي، ومحمد عبد الله فارع، وعلي حسين أحمد، وعبد الله الخوباني، والكابتن الفقيد علي محسن مريسي- والذي تسلم مراسل "نبأ نيوز" الجائزة نيابة عنه. وفي الفترة المسائية تم تكريم أبطال المهرجان الرياضي والثقافي في شتى المجالات، حيث حصد وفد جامعة حضرموت المركز الأول رياضياً، كما جرى تكريم مراسل "نبأ نيوز" لدوره في التغطية الاعلامية المتواصلة للأحداث.