في زمن الرهانات اليمنية، وشعار (السياحة نفط دائم)، تتحول مدينة البراكين، والمياه الكبريتية، وقبلة المتطببين، وسحر المفتونين بروعة الخالق، إلى مدينة عائمة على بحيرات المجاري الآسنة.. تكتم روائحها الأنفاس، وتتساءل الناس: يا ترى من أي الشوارع تمر سيارات المسئولين؟ وأين توارى المتباكون مما فعله الإرهاب بالسياحة، لينتحبوا على مدينة السياحة وهي تموت بغير إرهاب..! سيول المجاري تجتاح مدينة دمت السياحية، طولاً وعرضاً.. شمالاً وجنوباً.. ولا تترك طريقاً من غير أن تغتال نضارته.. وتجتاحه بأسراب "النامس" التي تجوب المنازل بحثاً عن فرائسها من الأطفال والنساء الذين أدمنوا النوم على روائح المجاري، والاستيقاظ معها أيضاً.. "نبأ نيوز" توثق بالصور لحظات احتضار مدينة دمت السياحية، التي لم يعد أحد يصدق أن أحداً من المسئولين قد مرّ بها، أو أن ثمة حكومة وأحزاب يتصارعون على إدارتها.. فالكل يتنصل وكأن الأمر لا يعنيه، والكل يبريء نفسه من المسئولية، فيما الناس كلت من البحث عمن يجرؤ القول بأنه مسئول في هذه المديرية..! اليوم الثلاثاء اتجه عدد من تجار وعقال ووجهاء المدينة إلى مدير الأشغال بالمديرية مستغيثين من هول سيول المجاري، فقال أن هذا الأمر ليس من اختصاصه.. فاتجهوا إلى مدير عام المديرية فوجدوه منشغلاً في اجتماع مطول فسئموا من انتظار نهايته وغادروه.. فاتجهوا إلى مدير أمن المديرية فقال أنه جهة ضبط ولا يستطيع عمل شيء دون توجيهات عليا.. وجدوا كل أبواب الجهات الرسمية موصدة، وليس هناك باب مفتوح غير باب موقع "نبأ نيوز" الذي دخله كلاً من: مسعد الشجري، ومنير طويل، وفؤاد العمري وآخرون، إيصال صوتهم إلى صناع القرار.. وللتساؤل: من المسئول عن غرق دمت في أوحال المجاري الآسنة؟ "نبأ نيوز" تضع الحقيقة كما هي- بالصور- بين أيدي صناع القرار، فهذا هو واقع الرهان السياحي في بلادنا، وليس الإرهاب وحده من ضرب السياحة ..