في ظاهرة غريبة جداً، وتحدث للمرة الأولى، فوجيء أبناء مديرية دمت صباح اليوم الأحد بنضوب حمام (الظليمي)- وهو أحد الحمامات الساخنة التي كانت مياهها تتدفق إلى إرتفاع يبلغ عدة أمتار أعلى الفوهة، وبدرجة حرارة عالية، لتختفي اليوم فجاة وبدون سابق إنذار، أو أي مؤشرات بهذا الاتجاه. وهذا الحمام- الذي تم إغلاق فوهته بخرسانة كونكريتية سميكة، تتوسطها فتحة صغيرة تسمح لتدفق المياه- لم يستثمر بعد من قبل صاحبه، عضو مجلس الشورى ناجي الظليمي، بل تركه لاستخدام المواطنين الذين ينقلون منه المياه الى البيوت، ويستخدمون مياهه لغسل الافرشة والملابس- سواء من قبل سكان المدينة أو المناطق المجاورة- إلاّ أنه ظل مزدحماً بالنساء اللواتي يحضرن على امتداد ساعات النهار لتعبئة دباب الماء، أو لغسل الأفرشة والملابس والسجاد الثقيل نظراً لحرارته وغزارة تدفق مياهه. وفي صباح اليوم الأحد احتشدت النساء وابناء المدينة في لحظة ذهول حول المكان الذي لم تعد فيه أي قطرة ماء، ووقفوا على الأطلال غير مصدقين أن هذه الفوهة التي ظلت تضخ المياه بقوة الى الأعلى طوال سنين هي اليوم مجرد حفرة خاوية في خرسانة كونكريتية كأي حفرة أخرى يراها المرء في طريقه.. وقد أثار هذا الحدث المفاجيء مخاوف كبيرة لدى العديد من أبناء دمت من الطبقة الواعية، إذ ان البعض يخشى أن يكون ذلك عائد لتحرك طبقات جيولوجية تحتية، أو إنزلاقات صخرية قد تقود إلى كوارث طبيعية مستقبلية- لا سمح الله. من جهته أعرب يحيى العماد- مدير إدارة السياحة بدمت- في تصريح خاص ل"نبا نيوز" عن قلقه فيما إذا كان ذلك نضوباً نهائياً لا رجعة فيه، وفيما إذا سيؤول مصير بقية حمامات دمت الكبريتية الساخنة الى النضوب. وقال العماد أن دمت لولا هذه الحمامات الكبريتية الساخنة لما أصبحت مدينة سياحية، لذلك فإن نضوبها يعني القضاء على النشاط الاقتصادي الرئيسي لأبناء المديرية، موجهاً الدعوة عبر "نبأ نيوزط إلى كافة الجهات المسئولة والمعنية بالأمر الى سرعة زيارة المنطقة وإجراء البحوث والدراسات حول هذه الظاهرة المفاجئة جداً والغريبة. هذا وكان الرئيس علي عبد الله صالح وجه الحكومة في وقت سابق بتخصيص مبلغ (50) مليون ريال للتحكم بمياه الحمامات الطبيعية في دمت، إلاّ أن الجهات الحكومية لم تحرك ساكناً، ولم توجه حتى بدراسة المخططات والآليات التي سيتم بها تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية- كما لو أن الأمر لا يعنيها إطلاقاً، أو أنه موجه لحكومة أخرى غير حكومة الدكتور علي محمد مجور..!