وجه أبناء مدينة ردفان بمحافظة لحج ضربة قاصمة لظهر الحراك الانفصالي، بإعلان عدد كبير من الشخصيات الاجتماعية والوجهاء والمثقفين عن تشكيل (الهيئة الوطنية لمستقبل اليمن الموحد). وأصدر المشاركون في ملتقى جماهيري بياناً، أكدوا فيه أن تشكيل هذه الهيئة يأتي استجابة للظروف التي يمر بها الوطن، ورداً على مغامرات أعداء الوحدة، وبعض الأصوات النشاز المنادية بإعادة التشطير والعودة إلى الماضي البغيض. وأن تشكيل هذه الهيئة لم يأت من فراغ، وإنما هو بما يمليه الواجب الوطني، وتجسيداً لتضحيات الآباء والأجداد منذ مراحل الدفاع عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ومختلف مراحل النضال الوطني التحرري، وفي إطار ما تقتضيه المسئولية الوطنية من موقف تجاه محاولات الزج بالجنوب مجدداً في أتون صراعات جديدة، وعنف دامي، تستكمل به بعض القوى الانتهازية مسلسل العنف الذي دأبت عليه في مختلف المراحل التي أعقبت الاستقلال. وحذر البيان من أن كل القوى الوطنية الشريفة المنضوية تحت مظلة (الهيئة الوطنية لمستقبل اليمن الموحد)، ستتصدى لكل من يتربص بالوحدة، ويسعى لتمزيق الوطن، مؤكدين أنهم سيكونون في مقدمة صفوف المدافعين عن الوحدة، والمتصدين لمن يروجون تلك المشاريع التي لا تخدم الوطن وأبنائه، وإنما يراد بها مصالح اللاهثين خلف الكراسي، والمصالح الشخصية الانتهازية، التي اعتادوا على دفع ثمنها من أرواح الأبرياء- كما فعلوا ذلك مراراً في الماضي. وأكدوا في بيانهم: إننا نعلن رفضنا لاستخدام شبابنا وأولادنا وقوداً لتلك المغامرات الصغيرة، الرامية الى تصفية حسابات سياسية فيما بين أقطابها البين، في محاولة منها لإعادة عجلة التأريخ إلى ماضي التصفيات التي شهدها العهد الشمولي. وقالوا أيضاً: يجب أن يعلم أولئك الذين يروجون لتلك المشاريع والمغامرات التي تمليها عليهم قوى خارجية استعمارية معادية للوطن والوحدة، أن أبناء ردفان، ومعهم الشعب اليمني كله ما زالوا يدركون جيداً حقيقة ما اقترفت أيديهم من جرائم أبان العهد الشمولي، ذهب ضحيتها الآلاف من خيرة شباب الجنوب، وقواه النضالية الثورية التي كان لها الفضل بعد الله في تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني، الذي يرتمي البعض اليوم في أحضانه بكل وقاحة، كاشفين الأقنعة عن حقيقة الأدوار الانتقامية التي مارسوها بالأمس ضد مختلف القوى النضالية الوطنية التي لقنت المحتل أقسى دروس الهزائم التاريخية. وأشاروا إلى أنهم لن يفرطوا بتضحيات أبناء الجنوب، ونضالهم، ودمائهم الزكية، وسيقفون بكل قوة ضد أي مخطط تأمري، ومغامرة صبيانية طائشة، لإعادة الجنوب إلى محارق الفتن السياسية، وحلبات التصفيات. وأشار البيان إلى أن المشاركين في الملتقى سيعملون خلال الأيام القليلة القادمة على انتخاب قيادة مركزية ل"الهيئة الوطنية لمستقبل اليمن الموحد"، على أمل أن يعقبها تشكيل قياداتها الفرعية على مستوى جميع المحافظات الجنوبية.