حذر الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور- رئيس جامعة عدن- من أطروحات من وصفهم ب"الدمويين" الرامية إلى إدخال اليمن في "معترك صراع دموي"، و"حرب طاحنة"، كاشفاً النقاب عن فصول من تأريخهم الأسود، ابتداءً من مؤامرتهم على الرئيس قحطان الشعبي، ثم الإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي، وتصفية محمد علي هيثم، وصولاً إلى مجزرة 13 يناير 1986م. وقال الدكتور بن حبتور- أمس الخميس خلال ملتقى البريقة التشاوري بعدن- إن المشروع التآمري التي تسعى تلك العناصر المقيمة في الخارج وبعض الأصوات الصغيرة في الداخل إنما يريدون به أن يدخلوا هذا الوطن في معترك وصراع دموي كبير، وهو وليس مشروعا له علاقة بأخلاقيات الواقع والمجتمع، وليس له مشروعية ولا قانونية ولا سياسية ولا أخلاقية واجتماعية، بل يريد أن يقودنا إلى حرب طاحنة يدار رحاها بين المواطنين. وأضاف: أن هذه الاصوات النشاز التي انحرفت بالمطالب المشروعة الى مطالب سياسية غير مشروعة سمعناها من قبل، "فقد ظهرت علينا منذ 67م، واستمرت إلى 69م وبعدها في 71م وتلاحقت في 78م، وبعدها في عام 80م، والجميع يعرف هذه التواريخ، وبعدها جاءت كارثة أحداث 13 يناير 1986م المأساوية، وما يطرح اليوم هو امتداد لتلك لمشروعات بما فيها مشروع الجنوب العربي الذي تبناه الاستعمار للتنكر للهوية اليمنية وسلخ الشطر الجنوبي عن الوطن اليمني وتصدى له أبناء شعبنا ببسالة في حينه". وقال بن حبتور: إن ما يطرحه أصحاب مشروع التشرذم هو كلام سبق وأن سمعناه منهم، وكنا نسمعه قبيل تنفيذهم لمشاريع صراعات دموية سابقة، فقد سمعنا مثل هذا الطرح ضد قحطان الشعبي، حيث كانوا يصفونه بالعقبة الكأداة لتطوير المجتمع المدني الجنوبي أو الديمقراطي آنذاك.. ورغم أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي في ظل قيادة الرئيس قحطان الشعبي إلا أنهم أزالوه بيسر وسهولة، وبعدها لم تسر الأمور على ما يرام.. وتابع: الوقائع والأحداث تتالت وقالوا بعدها أن محمد علي هيثم هو العقبة زيحوه ولا رحتوا إلى القاهرة وخارجتوه با يكون أحسن، وازاحو محمد علي هيثم.. وبعد فترة قالوا ماهي العقبة بعد محمد علي هيثم العقبة هو سالم ربيع علي ومجموعته، وظلت الفتن والصراعات تتوالى دون هوادة ونحن كنا جزء من هذه الأحداث ونكتوي بنارها وجرائمها المأساوية. وتطرق الى موضوع "التسامح والتصالح"، وكيف تلاعبوا بالمفردات، قائلاً: التسامح كلمة جميلة ورائعة بل هي مطلب إنساني منذ فجر التاريخ أن يكون هناك تصالح وتسامح وديننا الإسلامي يحثنا على "الصلح خير"، لكن الصلح كيف؟ ومن هم أطراف الصلح؟ وكيف يتم الصلح؟ فذلك لا يمكن أن يتحقق من خلال جلسات القات في جمعية ما أو في مكان هنا أو هناك. وأوضح بأن آخر تجربة في عالمنا كانت تجربة جنوب أفريقيا حيث يتم إحضار الجاني على الطاولة ويعترف بقوله نعم أنا قتلت فلان بن فلان، ويأتون بأسرة المجني عليه ويسألوها هل ستسامحين هذا الشخص ويأتي القاضي أو الشخص الثالث المحايد الذي يحكم وهي هيئة القضاء من شخصيات لم تندس بعد لا بأموال ودماء وأعراض الناس، وهؤلاء شبه منزهين وهم الذين يقفون ويفصلون في قضايا الناس. وأكد الدكتور بن حبتور أن ثقافة الحقد والكراهية وبذر الفرقة والشتات لإحياء الفتن والصراعات لا تقود إلا التهلكة، وأن ما تطرحه العناصر الانفصالية تندرج ضمن هذه المشاريع المنبوذة. وتساءل رئيس جامعة عدن: لماذا لم تستفد تلك العناصر من دروس الماضي؟ وإلى متى يظلون يستخفون بعقول أبناء الشعب؟ ويسعون إلى التغرير بهم للزج بهم في جحيم فتن وصراعات مشاريعهم التآمرية؟ وإلى متى سيظل أولئك ينظرون إلى مصالحهم الخاصة ويتاجرون بقضايا الوطن على حساب الوطن وأبنائه؟ وإلى متى سيظلون ينظرون إلى أبناء الشعب وكأنهم العربة واضحوكه بيد مجموعة لديها مشكلات خاصة وتسعى دوما إلى قيادة الناس للتهلكة المحرمة..!؟؟؟. وحذر بن حبتور من التوهم بأنه يمكن أن يكون هناك حل إقليمي، مؤكداً أن أية تداعيات تحدث في اليمن هي شأن داخلي وتحدث داخل البيت الواحد، وفي حال أصرت العناصر الحاقدة على تنفيذ مشروعها التآمري ستكون محصلته إذكاء نار الفتنة والصراع بين أبناء الوطن.. وأكد أن الوحدة اليمنية ستبقى محصنة ومحمية بإرادة الجماهير وليس بقوة الدولة.