كشف رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) عن انخراط الاصلاحيين والاشتراكيين الجنوبيين في صفوف الحراك القاعدي الانفصالي، وانضمام العديد منهم في صفوف "تاج"، مؤكداً قرب الاعلان عن حزب إصلاح جنوبي، أسوة ب"حزب الأحرار الاشتراكي الجنوبي"، متهماً في الوقت نفسه أحزاب اللقاء المشترك بأنها تنظر الى الجنوب "نظرة دونية"، ، وتعتبره "بقرة حلوب". وقال عبد الله أحمد بن أحمد- الذي يتخذ حزبه من لندن مقراً لنشاطه: إن "الأعضاء في الاصلاح والاشتراكي قد انخطروا في قوى الحراك، وحتى في التجمع الديمقراطي الجنوبي- تاج، ونحن معنا أعضاء في الاصلاح والاشتراكي، وفي كل الأحزاب قد انضموا إلينا، ولكن سيأتي الوقت الذي نعلن عنهم، وسيتفاجأوا- أي الأحزاب- فحتى الاصلاح بصدد تشكيل حزبهم الجنوبي عما قريب". وأضاف رئيس تاج- في حوار تلفزيوني من لندن، ستبثه "نبأ نيوز" بالفيديو في وقت لاحق: أن أحزاب المعارضة اليمنية في اللقاء المشترك تمثل "الوجه الآخر للسلطة"، وأنهم والدولة "يمثلون الجمهورية العربية اليمنية، ولا يمثلون الجنوب.. وأن الأعضاء الجنوبيين في هذه الأحزاب انخرطوا الآن في قوى الحراك، والأخوان في الاشتراكي الآن أعلنوا عن تأسيس حزب الأحرار الجنوبي"، الذي سيتم اشهاره قريباً. وأكد: "هناك الآن انفصال، وخروج تدريجي لكل العناصر الجنوبية من الأحزاب اليمنية". وأشار رئيس حزب تاج إلى "أن المعارضة ينظرون إلى قضية الجنوب من منظار دوني، وكأنه جزء لا يتجزأ منهم"، مشيراً إلى أنهم "اليوم خارج السلطة وبكره يصيروا في السلطة، ومن مصلحتهم أن يكون الجنوب بقرة حلوب"، معلللاً بذلك ما وراء تصريحات قادة المشترك المعارضة للانفصال.. وتاتي تصريحات رئيس "تاج" مؤكدة لتطورات الساحة الداخلية التي شهدت مؤخراً تصريحات تتبنى خطاب الحراك الانفصالي لعدد من قادة المشترك، بينهم الأخ عبد الناصر باحديد- نائب رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح في عدن- الذي ردد نفس ما يردده قادة الحراك الانفصالي، بل وأنه حرض في تصريحاته على استعادة الأراضي اليمنية في "جيزان" الممنوحة للملكة العربية السعودية، بوصفها ثروات وطنية فرط بها النظام..
علاوة على أن منظمة الحزب الاشتراكي بمديرية سباح يافع السفلى بمحافظة أبين، أعلنت أمس الاثنين في مؤتمرها الحزبي الانشقاق عن الحزب الاشتراكي والانضمام الى الحراك- طبقاً لتصريحات أدلى بها عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي عبد الله حسن الناخبي، وهو الأمر الذي يؤكد ما قاله رئيس تاج بوجود "ردة حزبية" بانسلاخ "الجنوبيين" من أحزاب المشترك.
جدير بالذكر أن السلطة والقوى الوطنية اليمنية الأخرى تتهم حزب التجمع الديمقراطي الجنوبي- الذي تأسس في 2004م- بالتآمر، والعمالة للدوائر الأمنية البريطانية، غير أن قيادات في أحزاب المشترك ظلت على صلة ببعض قياداته، وقد قامت قبل أشهر بدعمه بقناة تلفزيونية مقابل الايعاز لقياداته في الداخل بالمشاركة في ملتقى التشاور الوطني. وبحسب تقارير "نبأ نيوز" الميدانية، فإن حضور "تاج" في الساحة الداخلية ظل لفترة طويلة محصوراً بصورة غير معلنة في نطاق المجلس الأعلى للنضال السلمي الجنوبي الذي يقوده حسن باعوم، وظل يتعدد ويتلون في مواقفه مع كل تشكيل "جنوبي" انفصالي جديد تفرزه الساحة في محاولة لايجاد موطيء قدم له في الداخل.. لكن التقارير الأخيرة تؤكد أن "تاج" كان حاضراً- بصورة غير معلنة- في العديد من المظاهرات، وأحداث الشغب والتخريب التي شهدتها مناطق بمحافظتي لحج والضالع على وجه التحديد، وأنه بدأ يلعب دوراً في الترويج ل"علي سالم البيض" و"حيدر أبو بكر العطاس" في الداخل، والذي ظهرت صورهما في المظاهرات الأخيرة لأول مرة..! غير أن الموقف الذي ما زال غامضاً هو موقف أحزاب اللقاء المشترك، التي عادت لتقديم دعم لوجستي كبير للحراك من خلال سلسلة بيانات وتصريحات شبه يومية تدين اعتقال أياً من العناصر المتورطة في أعمال الشغب، بما في ذلك أولئك الذي ألقوا قنابلاً على دوريات أمنية وقتلوا وأصابوا عدداً من أفراده، وتدعو السلطات لمنح "الجنوبيين" حقعهم في تنظيم مثل هذه التظاهرات دون مواجهة مسلحة للمشاركين فيها.. وهو الموقف الذي استفز الحزب الحاكم، وتراشق على اثره مع أحزاب المشترك بحرب بيانات شرسة، خرجت في بعضها عن منطق الآداب العامة..