في ثاني إعتداء بربري على مراسلي وسائل الاعلام الخارجية، نفذت عناصر الحراك القاعدي في أبين مساء أمس الإثنين إعتداءً همجياً على الزميل فضل مبارك- مراسل الجزيرة بعدن- وألحقت به إصابات بالغة أسعف على أثرها للمستشفى، ونهبت كاميرته، وشرعت بقتله بالسكاكين لولا كتب الله له النجاة بأعجوبة. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في أبين: أن الإعتداء تم بعد الساعة التاسعة مساءً، في أعقاب خروج تظاهرة لعناصر الحراك القاعدي بمدينة زنجبار من محافظة أبين، احتجاجاً على تفريق السلطات المحلية لتظاهرة "مودية"، التي خرجت صباح نفس اليوم، وأن الزميل الزميل فضل مبارك كان بين حشود المتظاهرين، التي فاجأته بأن إنهالت عليه رجماً بالحجارة، حتى فلقت رأسه وأدمته، ثم وثبت عليه بطريقة بربرية همجية ونهبت ما كان بحوزته، ولولا تدخل بعض المارة لقضوا عليه. وأشارت المصادر إلى أن "الحراك" يعارض قيام أي وسائل إعلامية بتغطية مظاهراته، خوفاً من رصد أعماله التخريبية، وعمليات النهب للمحلات التي تنفذها عناصره- خاصة في أبين- التي شهدت فيها مديرية "المحفد" مساء الخميس الماضي أبشع عمليات نهب للمحلات، تم خلالها إقتياد أصحاب المحلات التي تعود أصولهم لمحافظات شمالية من بيوتهم تحت تهديد السلاح، وإجبارهم على فتح محلاتهم، ثم دعوة المتظاهرين لنهبها وإحراق المخلفات أمام صاحبها. من جهتها، أكدت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين المعلومات ذاتها- ببيان صحافي وزعته في ساعة متأخرة من الليل- وأعربت عن خوفها الشديد على حالة الزميل مبارك، ونسبت إلى شهود عيان بأن العناصر المتظاهرة "قامت بمهاجمة فضل مبارك أثناء محاولته تغطية التظاهرة وأخذوا منه كاميرته". وأكدت على لسان شهود العيان: "أنهم كانوا ملثمين وقد بادروه بالضرب بأحجار إسمنتية, ويشير البعض أن إثنين من المهاجمين كانا يحملان سكينين ويوشكان على مهاجمته غير أن بعض الجيران ممن يعرفونه سارعوا بإمساكهما والحيلولة دونهما، ومن ثم اشتبك الجيران مع المهاجمين، عقب ذلك حدث إطلاق نار عشوائي كثيف من أماكن متفرقة مما عمل على تفريق المهاجمين، وبصعوبة شديدة اتجه الزميل مبارك إلى منزله حيث يسكن على بعد أمتار من مكان الاعتداء" وأضافت: "فور ذلك تم إسعافه إلى مستشفى الرازي بجعار، مصابا بشج بالغ بالرأس على جبهته، وضربات في الفك تحول بينه وبين الكلام ورضوض مختلفة". وأدانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين- في بيانها العاجل- ما وصفته ب"الاعتداء البشع" ، معتبرة إياه "محاولة اغتيال واضحة". ونوهت اللجنة في بيانها إلى "أجواء التحريض ضد قناة الجزيرة من قبل السلطة، وكذا من قبل منابر إعلامية تابعة لمكونات الحراك، وهو ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا وأكثر اشعاراً لنا بالخطر"، داعية الوسط الصحفي والمنظمات والأحزاب لإدانة هذا الحادث، ومعلنة عن تضامنها مع قناة الجزيرة وصحفييها، وطالبت "كل الجهات المعنية سواء على صعيد السلطة او قيادات الحراك بتحمل مسؤوليتها في الكشف عن ملابسات هذا الحادث وضمان حماية الصحفيين". جدير بالذكر أن هذا الاعتداء هو الثاني من نوعه الذي تنفذه عناصر الحراك القاعدي ضد مراسلي وسائل الإعلام الخارجية، بعد تعرض مراسل وكالة رويترز لاعتداء همجي مماثل، ونهب كاميرته. أسرة تحرير "نبأ نيوز" تعلن تضامنها الكامل مع الزميل فضل مبارك، وتدعو له بالشفاء العاجل، في نفس الوقت الذي تدين هذه الأعمال البربرية التي لم يرتق بها أصحابها حتى لأخلاق الهمج. وتؤكد أن أعمال الحراك تعيد للأذهان سيناريوهات الهلوكوست الأبشع في تاريخ البشرية، الذي إرتكبته نفس العناصر يوم 13 يناير 1986م وأبادت خلاله أكثر من عشرة آلاف مواطن يمني جنوبي في غضون أسبوع واحد فقط، الأمر الذي يستدعي من الجميع الوقوف بوجه نازية الألفية الثالثة، وتدعو الجميع إلى فضح جرائمهم، وتعريتهم للرأي العام العالمي، خاصة بعد أن أثبتوا للجميع أن سكاكينهم لا تفرق بين وسيلة إعلامية وأخرى، مهما كانت مهنية هذه الوسيلة، أو حتى انحيازها لهم..