أكد أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين إن الصحفيين في اليمن سيظلون عرضة للخطر مادام المعتدون على الصحفيين والمراسلين مجهولين. واعتبر مروان دماج في حديث مع براقش نت استمرار الإعتداءات على الصحفيين يكرس لبيئة غير آمنة للعمل الصحفي في اليمن بشكل عام، مؤكدا بأن ذلك يحتم على السلطة تحمل مسؤوليتها الدستورية والقانونية في تأمين وحماية الصحفيين. ودان أمين الصحفيين الاعتداء الذي تعرض له الصحفي بقناة الجزيرة فضل مبارك من قبل مجهولين أثناء تغطيته مساء أمس الإثنين لتظاهرة بمدينة زنجبار محافظة أبين كانت دعت له مكونات ما يسمى ب" الحراك الجنوبي" احتجاجا على انقطاع المياه عن المدينة لأكثر من ثلاثة أيام. من جانبه قال رئيس مركز الحريات الصحفية وحقوق الإنسان الصحفي محمد صادق العديني إن مثل هذه الاعتداءات على الصحفيين ستستمر وستتواصل كل مظاهر الانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن في ظل ما أسماه "غياب الدولة والمؤسسية وانعدام القضاء المستقل والمواطنة العادلة والمتساوية وسيادة النظام والقانون". وكان الصحفي فضل مبارك مراسل قناة الجزيرة في محافظات "عدن، لحج ،أبين" تعرض أمس في الساعة العاشرة مساءا لإصابات بليغة في أنحاء مختلفة من جسمه نقل على إثرها إلى مستشفى الرازي بأبين إثر إعتداء تعرض له من قبل ملثمين كانوا منخرطين ضمن المظاهرة التي دعا لها الحراك. وذكر شهود عيان أن حالة من الفوضى والشغب وإطلاق النارعمت مدينة زنجبار وقام المحتجون بإغلاق منافذ المدينة وقطع الطريق بين عدن وحضرموت لمدة أربع ساعات. وكان الصحفي مبارك قال في اتصال هاتفي أجرته معه الجزيرة نت إن تلك العناصر هاجمته بعد أن شاهدته يلتقط بعض الصور للمظاهرة وظنت أنه من عناصر الأمن، مشيرا إلى أنهم حاولوا أخذ كاميرته وعندما رفض رشقوه بالحجارة واعتدوا عليه بالضرب. وأضاف أنه أصيب بشج بالغ في الرأس وضربات في الفك ورضوض أماكن مختلفة من جسمه وبقي ينزف أكثر من ساعة قبل أن ينقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأشار إلى أن المتظاهرين التابعين لهيئة الحراك اليمني المعارضة قطعوا الطريق بين عدن وحضرموت لمدة أربع ساعات، مما اضطر السلطات إلى الاستعانة بالشرطة التي استخدمت الرصاص الحي لتفريقهم. وقال إن اثنين من المتظاهرين أصيبوا في المواجهات بين الجانبين. من جهتها عبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن "خوفها الشديد" من تدهور الحالة الصحية للصحفي فضل مبارك مراسل قناة الجزيرة في عدن. وأكدت أن مبارك تعرض مساء أمس لاعتداء من قبل "مجموعة من عناصر كانت منخرطة ضمن التظاهرة التي عمت مدينة زنجبار بمحافظة أبين". ونسبت النقابة إلى شهود عيان أن "عناصر" قامت بمهاجمة فضل مبارك أثناء محاولته تغطية التظاهرة وأخذوا منه كاميرته. وقالت النقابة - في بلاغ صحفي تلقى موقع براقش نت نسخة منه - إن المعتدين بادروه بالضرب بأحجار إسمنتية، ونقلت عن شهود بأن " اثنين من المهاجمين كانا يحملان سكينين ويوشكان على مهاجمته غير أن بعض الجيران ممن يعرفونه سارعوا بإمساكهما والحيلولة دونهما، ومن ثم اشتبك الجيران مع المهاجمين عقب ذلك حدث إطلاق نار عشوائي كثيف من أماكن متفرقة مما عمل على تفريق المهاجمين وبصعوبة شديدة اتجه الزميل مبارك إلى منزله حيث يسكن على بعد أمتار من مكان الاعتداء". وأضاف البيان " فور ذلك تم إسعاف مبارك إلى مستشفى الرازي بجعار مصابا بشج بالغ بالرأس على جبهته وضربات في الفك تحول بينه وبين الكلام ورضوض مختلفة". ودانت نقابة الصحفيين هذا الاعتداء الذي وصفته بالبشع، واعتبرته محاولة اغتيال واضحة. ولم تستبعد النقابة أن يكون حادث الإعتداء خطط له مسبقا. وذكَرت النقابة في بيانها "بأجواء التحريض ضد قناة الجزيرة من قبل السلطة وكذا من قبل منابر إعلامية تابعة لمكونات الحراك" وقالت بأن ذلك يجعل الأمور أكثر تعقيدا وأكثر إشعارا "لنا بالخطر". ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين الوسط الصحفي والمنظمات والأحزاب لإدانة هذا الحادث، وأعلنت عن تضامنها مع قناة الجزيرة وصحفييها. وطالبت في بيانها كل الجهات المعنية سواء على صعيد السلطة أو قيادات الحراك بتحمل مسؤوليتها في الكشف عن ملابسات هذا الحادث وضمان حماية الصحفيين. وتعبر لجنة الحريات في ذات الوقت عن إدانتها الشديدة للاعتداء الآثم الذي تعرض له الزميل أنيس منصور مراسل ومحرر بصحيفة الأيام أمس في الراهدة من قبل مجموعة مجهولة.