تعرض الزميل فضل مبارك – الصحفي بقناة الجزيرة – مساء أمس الأثنين، لإعتداء آثم من قبل أشخاص ملثمين ، أثناء ما كان يقوم بتغطية مظاهرة نفذت أمس في محافظة أبين. وقالت مصادر محلية إن مدينة زنجبار شهدت مساء أمس مظاهرة مسلحة لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على انقطاع المياه عن المدينة . وأضافت المصادر أن أعمال فوضى وشغب وإطلاق رصاص في الهواء رافقت المسيرة .
وأكد شهود عيان أن "مبارك" تعرض للضرب بأحجار اسمنتية، كما سلبت منه كاميرته، بعد أن تعرض له شخصان ملثمان كانا منخرطين ضمن تلك المظاهرة. لينقل إثر ذلك إلى مستشفى الرازي بجعار لتلقي العلاج. وأعربت نقابة الصحفيين اليمنيين عن قلقها البالغ من تلك الحادثة، حيث قالت في بلاغ صحفي – صدر مساء أمس بهذا الخصوص – أنها تتابع حالة الزميل فضل مبارك، بخوف شديد حيث يتلقى العلاج، إثر ما جرى له من إعتداء أثم من قبل عناصر كانت منخرطة في التظاهرة التي كان يحاول تغطيتها.
ونسب البلاغ النقابي، لشهود عيان تأكيدهم بأن ملثمين قاما باعتراض "مبارك" والأعتداء عليه بالضرب بأحجار إسمنتية. كما اشار البعض أن شخصان آخران كانا يحملان سكينين ويوشكان على مهاجمته غير أن بعض الجيران ممن يعرفونه سارعوا بإمساكهما والحيلولة من القيام بطعنه، ومن ثم اشتبك الجيران مع المهاجمين، لكن وعقب ذلك حدث إطلاق نار عشوائي كثيف تمكن معه المعتدون من الفرار.
وبعد إسعافه إلى المستشفى لتلقي العلاج، تبين أنه أصيب بشج بالغ بالرأس على جبهته وضربات في الفك ما زالت تحول بينه وبين الكلام، إلى جانب بعض الرضوض المختلفة، في أماكن متفرقة من وجهه وجسده.
وأدانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين - في بلاغها - ذلك الاعتداء البشع، وعدته محاولة اغتيال واضحة، معبرة عن ريبتها تجاه الحادث. وقالت اللجنة انها لاتملك الا أن تتوقف أمام كون المهاجمين"ملثمين" حيث يبدوا الاستهداف وقد خطط له مسبقا!
وقال البلاغ "وإزاء هذا الوضع تستعيد لجنة الحريات أجواء التحريض ضد قناة الجزيرة من قبل السلطة وكذا من قبل منابر إعلامية تابعة لمكونات الحراك، وهو ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا وأكثر إشعارا لنا بالخطر".
وفيما أكدت النقابة إستمرارها بمتابعة حالة الزميل فضل مبارك، فقد دعت الوسط الصحفي والمنظمات والأحزاب لإدانة هذا الحادث، وإعلانها التضامن مع قناة الجزيرة وصحفييها، وطالبت كل الجهات المعنية - سواء على صعيد السلطة او قيادات الحراك - بتحمل مسؤوليتها في الكشف عن ملابسات هذا الحادث وضمان حماية الصحفيين.
كما عبرت لجنة الحريات في ذات الوقت عن إدانتها الشديدة للاعتداء الآثم الذي تعرض له الزميل أنيس منصور مراسل ومحرر بصحيفة الأيام أمس في الراهدة من قبل مجموعة مجهولة.
ويأتي هذا الاعتداء الأخير على الزميل "مبارك" ضمن سلسلة من الاعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها طاقم الجزيرة في اليمن وخصوصاً خلال الفترة القليلة الماضية بسبب تغطيتهم للحراك في المحافظات الجنوبية.
وكانت أرقام مجهولة – من السعودية - قد هددت الزميلين مراد هاشم مدير مكتب قناة الجزيرة ومراسلها في صنعاء أحمد الشلفي بالتصفية الجسدية إذا قاما بتغطية الأحداث في تلك المحافظات أو اجريا مقابلات مع قيادات الحراك.
كما منع الزميل الشلفي – قبل ايام - من تغطية مؤتمر المحليات بمحافظة عدن، وقاد محافظ محافظة تعز حملة ضد القناة حين أتهمها بالعمالة والخيانة، والعمل على تنفيذ أجندة تعمل ضد مصلحة الوطن.