أكدت مصادر "نبأ نيوز" تصاعد الخلافات السياسية بين من وصفتها ب"القيادات التاريخية" للجنوب المنضوية تحت مظلة المشروع الانفصالي، وتوقف الاتصالات بين علي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس، واعتكاف الأخير في المملكة العربية السعودية. وأوضحت المصادر: إن أولى بوادر الخلافات جاءت في أعقاب ظهور "البيض" مباشرة، على خلفية تجاهل "البيض" لتنسيق عودته للأضواء السياسية مع "رفيق دربه" حيد أبو بكر العطاس الموصوف ب"مهندس انفصال 1994م"، وقيام "البيض" بإحاطة نفسه بعدد من قيادات الصف الثاني. وتقول المصادر "الجنوبية": أن "العطاس" وعدداً من القيادات الجنوبية "التأريخية" فوجئت بظهور "البيض" على الشاشات وإعلانه قرار "فك الارتباط" دون أن يسبق ذلك بأي تشاور معهم، باعتبارهم كانوا في تلك الاثناء يمثلون واجهة "النضال الجنوبي" في الخارج، كما ساورتهم الشكوك بأن "البيض" فقد ثقته بهم، مرجعين ذلك إلى تقريبه "بن فريد" وغيره، وتنسيق كل أموره معهم حصرياً، وتجاهل كل القيادات البارزة في الخارج التي تحملت عبء فتح وتفعيل ملفات القضية الجنوبية منذ اليوم الأول للحراك. وتؤكد المصادر- نقلاً عن مقربين- أن "العطاس"، الذي فضل الاعتكاف بمنزله في "جده"، رفض خلال شهر يونيو الماضي تلبية دعوة من "البيض" لعقد لقاء في "بروكسل" للتشاور حول موضوع "الجنوب"، وأنه- أي العطاس- سخر من تلك الدعوة "المتأخرة"، وعلق بأن "البيض" لا علم له بشيء مما يدور في الجنوب، وأن هناك من "ضحك عليه وصور له أن الثمار أصبحت جاهزة للقطف، وما عليه إلاّ أن يخرج لقطفها"، مؤكداً: أن "البيض" اصطدم بالواقع الآن ويحاول انقاذ نفسه من الورطة. وتشير المصادر إلى أن "البيض"، وبعد رفض "العطاس" الالتقاء به، طلب من "تاج" و"بن فريد" التواصل مع الحراك في الداخل، ومنعهم من رفع صور حيدر أبو بكر العطاس إلى جانب صوره في أي مظاهرة أو مسيرة، متهماً "العطاس" بالتآمر مع أحزاب اللقاء المشترك على القضية والجنوبية.. وعلى خلفية ذلك التوجيه غابت صور "العطاس" من جميع المسيرات التي شهدتها بعض المحافظات اليمنية الجنوبية منذ الأسبوع الثاني من شهر يونيو الماضي. كما قامت جميع المواقع الاخبارية للحراك الانفصالي بمقاطعة أخبار حيدر العطاس وعدد آخر من القيادات الجنوبية التي تعارض توجهات "البيض"، والذي تبنى دعم الجانب الاعلامي بقوة، ورفع امكانياته المادية، وتمويل أكثر من عشر مواقع جديدة تم افتتاحها خلال شهر يونيو الماضي. وكشفت مصادر قيادية في الحراك ل"نبأ نيوز" أن الخلاف مع "البيض" تأجج مؤخراً على خلفية تسريب معلومات من مقربين من "البيض" تشير إلى أن "البيض" ناقش (في جلسة خاصة) مع قيادات جنوبية مشروعاً يخص محافظة حضرموت لوحدها، وأنه تحدث عن تجربة "جمهورية أرض الصومال"، والموقف العربي والدولي الذي رفض الاعتراف بها عند اعلانها الاستقلال باسم (صوماليلاند)، وكيف أنها تفرض نفسها حالياً على المجتمع الدولي، مقارناً ذلك بحضرموت، ومساحتها، وثرواتها، وما تتمتع به من مواصفات تؤهلها لأن تصبح "دولة مستقلة". وتضيف المصادر: أن ما تسرب من معلومات حول مشروع "البيض" أثار حفيظة الكثير من القيادات الجنوبية "التأريخية" التي اعتبرته "تآمراً على النضال الجنوبي"، واتهمت "البيض" بأنه يستغل الحراك في مشاريع "يائسة"، ستؤلب حكومات المنطقة على الحراك، خاصة وأنه إدعى في تلك الجلسة أنه سبق أن ناقش موضوع حضرموت مع شخصيات خليجية لديه علاقات وثيقة بها "من أيام جبهة تحرير ظفار". قيادات جنوبية في الحراك تؤكد أن الطريقة التي ظهر بها "البيض"، كانت مبنية على معلومات مضللة، ووعود غير مخلصة، أوقعته في مأزق كبير، بل وجرت الحراك في الداخل الى حالة إرباك وإنقسام بين مؤيد، ومتردد، ومعارض لمصادرة نضاله وتضحياته من قبل الذين ركبوا الموجة مؤخراً، وأعلنوا عن أنفسهم من داخل فنادق الخمسة نجوم ليحصدوا ثمار ما غرسه الآخرون في الداخل، من الذين يواجهون الرصاص، والاعتقالات، والتشريد.