الفساد لا يسقط بالتقادم، حتى ولو كان قد مد بآخر مخالبه الكريهة إلى مديرية "ذباب" الواقعة على ساحل البحر الأحمر.. ليتحول الناس إلى فريسة لهذا الإخطبوط الجاثم بحماية المتنفذين، ينهش مقدرات الشعب وثرواته بلا وازع ولا رادع من ضمير أو من قانون..! "نبأ نيوز" تكشف للرأي العام، وبالأدلة الدامغة جريمة تزوير من العيار الثقيل، وقف نافذون حزبيون بكل قوة أمامها للحيلولة دون ان يقول القانون كلمة الفصل فيها، فتدخل العرف الاجتماعي، والقبلي، والحزبي، لإجهاض القانون وتحويل المزورين إلى مسؤولين يقررون مصير الشعب ومستقبل الوطن.. فضيحة التزوير هذه تبدأ بحصول أمين عام المجلس المحلي لمديرية ذباب- على محمد على عنبره- على شهادة جامعية مؤقتة، توضح بياناتها كاملة أنها صادرة عن كلية الشريعة والقانون، جامعة صنعاء، برقم 90/5943 ، وتشهد فيها الكلية بان المذكور قد حصل على درجة الليسانس تخصص شريعة وقانون دور يونيو سنة 1995م بتقدير عام "جيد جداً"، وقد أعطيت له هذه الشهادة بناء على طلبه بتاريخ 16/11/1995م .. في حين تحمل الشهادة توقيعات كل من مدير شئون الطلاب آنذاك، ومسجل الكلية، وعميد الكلية، ونائب رئيس الجامعة شئون الطلاب. لكن جامعة صنعاء ممثلة بمكتب نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، وفي مذكرة موجهه الى مدير عام مديرية ذباب السابق عبد الله الصراري برقم 1335 وتاريخ 5/1/2008م تنفي صحة البيانات الواردة في الشهادة الجامعية المؤقتة التي قدمها المذكور في ملفه لترشيحه في منصب الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية ذباب في انتخابات عام 2006م، كشرط قانوني لاستحقاق هذا المنصب. وتأني مذكرة جامعة صنعاء الممهورة بتوقيع الأستاذ الدكتور عبد الكريم احمد الصبري نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية كرد على مذكرة أخرى برقم 102 تاريخ 24/12/ؤ2007م كان قد تلقتها من مدير عام مديرية ذباب عبد الصراري يطلب فيها إفادته عن البيانات الواردة في الشهادة الجامعية للمذكور الذي يشغل حاليا أمين عام المجلس المحلي للمديرية حتى اللحظة بعد شكاوى عديدة تلقاها الأخير من منافسه في هذا المنصب على ثابت قزمة يطعن فيها في صحة الشهادة الجامعية التي قدمها في ملفه لشغل هذا المنصب. في السياق ذاته تبين استمارة البيانات الأساسية الخاصة بعضو المجلس المحلي لمديرية ذباب على بيانات المؤهل الجامعي المطعون في صحته والتي جرى تقييدها في وزارة الإدارة لمحلية عام 2006م، تشير أخرى الى أن المذكور حاصل على شهادة ثانوية عامة قسم أدبي عندما كان يشغل عضوا في المجلس المحلي للمديرية عام 2001م، بينما تاريخ الحصول على الشهادة الجامعية يؤكد انها استخرجت عام 1995م!! وتؤكد الوثائق التي حصلت عليها "نبأ نيوز" من مصادرها الخاصة، أن طلب مدير عام ذباب السابق الإفادة عن صحة بيانات المذكور من كلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء جاء بعد إصرار ومتابعة من منافسه لهذا المنصب على ثابت على قزمة الذي تؤكد مذكرات عديدة قدمها لمدير ذباب صحة كلامه بواقعة التزوير تلك، ومطالبته المتكررة التوجيه بأجراء التحقيق في الموضوع، منوها إلى أن المذكور لا يستحق منصب الأمين العام لافتقاده الشروط القانونية التي منها الشهادة الجامعية في حين يملك هو شهادة جامعية صادرة من كلية التربية تعطيه الأحقية في شغل هذا المنصب، لافتا إلى شكاوى عديدة وجهها إلى وزارة الإدارة المحلية والمحافظة تعز بهذا الخصوص.. وينتهي الأمر بتوجه مدير عام مديرية ذباب إلى وكيل نيابة المخاء بالعمل وفق التوجيهات الصادرة من رئيس النيابة في التحقيق في هذه القضية المحفوظة لدى النيابة والتي لم يتم التصرف بها حتى اليوم وفقا للقانون حسبما جاء في المذكرة.. وبناء على ذلك أصدر وكيل نيابة المخاء مذكرة بتاريخ 29/1/2008م إلى مدير امن مديرية ذباب طالبه فيها بالتوجيه بتكليف الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية ذباب بالحضور لسماع أقواله في واقعة تزوير الشهادة الجامعية والمرسلة أولياتها من قبل مدير عام المديرية.. لتطوى القضية بتدخل سافر من نافذين حزبيين في المحافظة ويغلق الملف حتى إشعار أخر. مسلسل الفساد مستمر.. وقضايا التزوير صورة من صور الفساد طالما توفرت بيئته الخصبة للطامعين في بلوغ المناصب والاستحواذ على مقدرات وثروات البلد على حساب الغالبية العظمي من الناس وهم الفقراء والمطحونين. لكن ما هو أنكى من واقعة فساد هنا أو هناك ان يتم تخصيب هذا الفساد من قبل نافذين في الدولة والحكومة سواء كانوا حزبيين او تجارا او مسئولين، في الوقت الذي يمطروننا فيه ليل نهار عن مواجهة الفساد وأهمية استئصاله.. فالتدخل القبلي وسيطرة النافذين على مجريات التقاضي تعيق تطبيق القانون وتشجع على تكريس ثقافة العرف الاجتماعي والقبلي وبالتالي إجهاض مشروع دولة القانون الذي ظل حلما لكل أبناء اليمن.. ويبقى السؤال: إذا كانت جامعة صنعاء قد نفت صحة ما جاء من بيانات في الشهادة الجامعية التي حصل عيها المذكور ليقدم نفسه لشغل منصب الأمين العام للمجلس المحلي على حساب آخرين ربما كانوا أكثر كفاءة ومهنية ودرجة علمية منه، فمن المسئول عن إصدار تلك الشهادة؟ ومن أين صدرت وكيف؟ سؤال تبقى أجابته بالتأكيد لدى من أصدر تلك الشهادة الجامعية، إذ لا مجال للشك هنا ان تكون الإجابة لدى (جامعة ذباب).. هذا ان كان هناك جامعيون أصلا..!! "نبأ نيوز" تعتبر خبرها هذا بلاغاً للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد..