يقول المثل اليمني الطريف: (إذا سبرت قالوا الشيخ أسبرها.. وإن خربت قالوا أعمال الفقيه) ومن ينظر إلى وضع السياحة في بلادنا فلا شك أنه سيضع معظم اللوم على وزير السياحة نبيل الفقيه، ولا أقول هذا تهجماً عليه، فقد كنت يوماً من أشد المدافعين عنه في جلسة جمعتني مع بعض من يعرف (الفقيه) أثناء عمله في الخطوط الجوية اليمنية، وكنت أقول لهم أننا– وبالذات في وزارة السياحة- نحتاج إلى دماء شابة ذات خبرة عالية في التسويق، فالسياحة صناعة عمادها التسويق، فما الذي غير رأيي هذا؟! أنا لا ألوم الأستاذ نبيل الفقيه في ما آلت إليه السياحة في اليمن، فهو قد لا يكون مسؤولاً عن الاختطافات، وإن كان فاشلاً كجزء من منظومة الدولة في معالجة الاختطافات والتعامل معها. وهو ليس مسؤولاً عن التفجيرات الإنتحارية ضد السياح، وهو بالتأكيد ليس مسؤولاً عن الفساد الضارب أطنابه في جسد هذه الدولة المنكوبة بمسؤوليها، ولا أحمله مسؤولية ما يسمى بالحراك الجنوبي، فلماذا إذن أحمله مسؤولية (خراب) السياحة؟! إن ما أعرفه أن الركود يدفع التاجر أن يزيد من إعلاناته للترويج لبضاعته، ولا أظن أن السياحة في اليمن قد عانت من ركود أكبر مما تمر به في هذه الأيام، وأنا لا أدعو معالي الوزير إلى زيادة الإنفاق الإعلاني فأنا بهذا أفتح له باباً واسعاً من أبواب الفساد، فالملايين التي يصرفها الأخوة في السياحة والترويج السياحى على الإعلانات مرتبطة بأمور لا علاقة لها بأهمية الإعلان، وفائدته، وعائده على السياحة، ولكن لها علاقة بالمعلن ونسبة العمولة، فما الذي أدعو إليه إذن؟! سأضرب لك يا سيدي القارئ مثالين عن قضيتين حدثتا لصديقين، وأتمنى منك عزيزي القارئ أن تستحملني وتتبوأ – ولو مؤقتاً- منصب وزير السياحة، وسأورد لك قضية الصديقين العزيزين ولك الحكم. القصة الأولى: صديقي الأول مصور محترف قابل الأستاذ نبيل الفقيه يوماً وعرض عليه بعض أعماله الفوتوغرافية، وأعجب بها معالي الوزير، فطرح صديقي عليه مقترح أن يقوم مجلس الترويج السياحي باختيار بعض هذه الصور ويقوم صديقي بطباعتها لتوزيعها على السواح (يا حسرة)، فماذا سيكون ردك عزيزي القارئ لو كنت مكان وزير السياحة؟! القصة الثانية: لا أعرف صاحبها معرفة جيدة، وإنما سمعت قصته عند صديق وهو يرويها بألم شديد، فصاحب القصة كان طالباً يمنياً في ماليزيا، وفي أثناء دراسته هناك قام مع أصدقاء له بتنظيم فعاليات فنية وإنشادية يمنية لاقت إعجاباً كبيراً، فما كان من صديقنا هذا بعد أن عاد إلى اليمن واستقر فيها إلا أن فكر بتنظيم مهرجان يمني في ماليزيا، وقام بكل الترتيبات واتفق مع المنشدين والمصورين ورتب لكل الأمور، بل إنه – صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ- نسق مع وزارة السياحة الماليزية التي قامت بدعمه (للترويج لليمن في ماليزيا)!!! وعندما طرح الموضوع على الأستاذ (الفقيه) لينظر له بعين العطف والرعاية – رحمك الله يا بلفور- تنحنح الوزير وقال.. قبل أن تعرف ماذا قال أتمنى أن تجيب أنت عزيزي القارئ ماذا سيكون جوابك؟! إن الجواب الذي رد به معالي الوزير للصديقين السابقين هو بما معناه: (مشروع رائع، لكن إذا استخدمتم شعار مجلس الترويج السياحي فيجب عليكم دفع 15% من قيمة الفعالية لمجلس الترويج السياحي)!!!. أنا أعرف بالطبع أن مجلس الترويج يضم أفراداً من القطاع الخاص وأن هذا هو (القانون) ولو كان أعوجاً، لكنني أطلب من معالي الوزير أن يطرح علينا الحل الذي يراه مناسباً. أما أنا فقد نصحت صديقي أن يكتبوا على مطبوعاتهم وإعلاناتهم: (والله وبالله وتالله وأيم الله أن مجلس الترويج السياحي لا علاقة له بنا لا من قريب ولا من بعيد)!!! أما مجلس الترويج السياحي فأنا أقترح على أعضائه بحث تغيير اسمه إلى (مجلس الترويع السياحي) لأنه من المروع فعلاً أن يدفع الإنسان 15% مقابل استخدامه لشعار المجلس، بالمناسبة، من يذكر منكم أنه رأى شعار المجلس في مكان يليق به، أنا لم أره لعلكم فعلتم!!