- عدن: عبد ربه البيضاني/ نوال مكيش - تصوير: صقر العقربي دعا أكاديميون ومثقفون وناشطون مدنيون إلى ضرورة مواجهة كل الأفكار الهدامة والمتطرفة والانفصالية، ورواسب العادات والقيم القديمة والتقليدية في المجتمع والسعي على تعزيز قدرات مؤسسات الدولة الحديثة في كل المجالات. جاء ذلك في التوصيات التي خرجت بها الحلقة النقاشية التي نظمتها اليوم الأربعاء 15 يوليو 2009م جامعة عدن بالتعاون مع صحيفة 14 اكتوبر، تحت عنوان (الرئيس علي عبدالله صالح وبناء الدولة اليمنية الحديثة)، والتي أوصت أيضاً ب: - أهمية التوسع في البحث والدراسة للدور المحوري والتاريخي لفخامة الأخ الرئيس لإعادة توحيد الأرض اليمنية والحفاظ عليها واستلهام العبر منها للأجيال القادمة. - التأكيد على أهمية إشاعة التوعية الجماهيرية الواسعة بقيم ومبادئ الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) والتضحيات التي بذلت في سبيلها. - ضرورة مواجهة كل الأفكار الهدامة والمتطرفة والانفصالية والتمسك بالوحدة الوطنية كمصير وخيار وحيد للشعب اليمني. - أن يوم ال 17 يوليو هو تاريخ فاصل في حياة شعبنا اليمني تهيأت فيه الظروف لعملية التنمية والبناء وتحقيق وحدة الوطن اليمني. - التأكيد على أهمية مواصلة تنفيذ برنامج فخامة الرئيس الانتخابي وتعزيز مبدأ الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وتثمين الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس لتطوير النظام السياسي الديمقراطي في البلاد. - أن التصدي لتحديات مسار التحديث لبناء الدولة على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي يعد جوهر مسار الاختيار لبنيان الدولة الحديثة ومؤسساتها والمجتمع المدني. - العمل على مواجهة رواسب العادات والقيم القديمة والتقليدية في المجتمع والسعي على تعزيز قدرات مؤسسات الدولة الحديثة في كل المجالات. - أن إشكاليات الواقع السياسي والاجتماعي بحاجة أكثر إلى التشخيص الدقيق والموضوعي الجريء للوصول إلى معالجات حقيقية تهدف إلى التخلص من ثقافة الكراهية والعنف والتعصب وتأسيس روح التسامح واعتماد الحوار كلغة وحيدة للتفاهم وترسيخ الديمقراطية كمبدأ وحيد لإدارة الحكم والتمسك بالسلام الاجتماعي كغاية للاستقرار. وكان الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور- رئيس جامعة عدن- تناول بالدراسة والتفنيد خصوصية وملامح الفترة التاريخية التي تولى فيها الرئيس علي عبدالله صالح، مقاليد الحكم في الجمهورية العربية اليمنية والأحداث التي دفعته إلى ذلك صبيحة السابع والعشرين من يوليو 1978م، يوم الاقتراع السري المباشر لمجلس الشعب التأسيسي وإعلانه رئيساً للجمهورية. وأشار في مداخلته- في حلقة النقاش التي نظمتها جامعة عدن بالتعاون مع صحيفة 14اكتوبر بعنوان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبناء الدولة اليمنية الحديثة والمنعقدة اليوم الأربعاء في ديوان رئاسة جامعة عدن أشار إلى اضطراب الأوضاع في تلك الفترة في اليمن عموما وتوالى عمليات اغتيال الرؤساء وتردي الأوضاع الأمنية خصوصا في المحافظات الشمالية والغربية وعجز القانون وسلطة الدولة بل وغيابها كلياً عن معظم المناطق مقابل سيادة سلطة القبيلة ،فضلاً عن وجود حركة تمرد مسلحة في المناطق الشمالية والصراع الحاد مع النظام في الجنوب التي استنزفت الطاقات والإمكانات الشحيحة للدولة. وأوضح بن حبتور: إن هذه الظروف مجتمعة، يضاف إليها حالة الفقر والأمية السائدة والتدخلات الأجنبية دفعت الكثيرين من الساسة المرموقين والشخصيات الاجتماعية والثقافية إلى العزوف عن تولى رئاسة الدولة ورفض تحمل مسئولياتها ،ومن هنا جاء القرار الشجاع لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي تصدى لهذه المهمة التاريخية وتحمل مسئولية الوطن والخروج به من النفق المظلم. كما أشارت المحاضرة إلى ابرز الملامح السياسية التي انتهجها الرئيس صالح منذ توليه للسلطة وأبرزها هي التسامح ودعوة كل الوطنيين للمساهمة في صنع الدولة اليمنية الحديثة وتحرير القرار السياسي من أسر التدخل الخارجي، وفرضه هذا الأمر بشكل تدريجي ، إضافة إلى بناء الإنسان والمؤسسات التي تحمي الدولة. كما تطرق الدكتور/ بن حبتور إلى ابرز الانجازات التي تحققت للوطن في ظل رئاسة فخامة الرئيس والتي لخصها في بناء الدولة اليمنية الحديثة ،دولة المؤسسات والقانون، وفصل السلطات كشرط لبنائها، مشيراً إلى ابرز المحطات التي عاشها فخامة الرئيس خلال الفترة الممتدة لحكمة والتي لخصها في تأسيس المؤتمر الشعبي العام والتعامل بعقلانية مع الخصوم وترسيخ الانتخابات والانتقال السلمي للسلطة وتثبيتها بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع وحسم قضية الوحدة في السابع من يوليو 94م وتعزيزه لمبداء التسامح. من جهته أكد الأستاذ/ احمد الحبيشي- رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 اكتوبر ورئيس تحرير صحيفتها- على ضرورة مساندة الوطنيين الغيورين على وحدة الوطن ومصالحه إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية في تطبيق برنامجه الانتخابي الذي يحدد مواطن الإشكالات والصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسبل التعامل معها والذي حددها بتوسيع رقعة ممارسة الديمقراطية وتوسع صلاحيات الحكم المحلي كمدخل أساسي لعلاج الاختلالات وتحقيق النماء الاقتصادي والاجتماعي. واشار في مداخلته لحلقة النقاش إلى تبني الرئيس ومنذ اليوم الأول لتوليه السلطة لمبداء الديمقراطية والذي كرره لخمس مرات في سياق خطابه الأول التاريخي ووضعه أولوية في برنامجه الانتخابي وكضمان لتطور ونماء المجتمع وديمومة وحدته. وتطرق في كلمته إلى حرب صيف 94م ونتائجها مؤكداً انه ليس فيها طرف منتصراومهزوم ،مشيرا إلى أن ما جرى بعد ذلك هو ما أوصل الأوضاع إلى ماهي عليه حيث ثم إحياء السلاطين والقوى الظلامية التي حاربت الثورة اليمنية وركبت فيما بعد موجة الدفاع عن الوحدة وهم في حقيقة الأمر الخصوم التاريخيين للوحدة اليمنية. وأوضح في مداخلته إن من تم إعادة الإعتبار لهم، تلك القوى الاجتماعية التي هزمتها ثورة 14 اكتوبر من السلاطين ورموز العشائر والمشيخات وتمكينهم من أراضي الدولة ومؤسساتها هم من يعملون الآن على الانتقام من الثورة اليمنية وضرب مبادئها والتآمر على الوحدة وتوجهاتها في التنمية والتطور وبناء الدولة اليمنية الحديثة. الى ذلك قدم الدكتور/ خالد عمر باجنيد، الورقة العلمية الرئيسية لحلقة النقاش والمعنونة (الرئيس علي عبدالله صالح وتحديات بناء الدولة اليمنية) والتي فندت المشكلات والتحديات الكبيرة التي تواجه فخامة الرئيس ومعه كل الوطنيين في بناء الدولة اليمنية الحديثة وتتفق في إستخلاصاتها مع ماجاء في برنامج الرئيس الانتخابي الذي يؤشر للديمقراطية وتأكيده على الحكم المحلي واسع الصلاحيات كأساس لبناء الوطن ومعالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. عقب ذلك قدم الدكتور/ سيلمان فرج بن عزون ، ورقته بعنوان الرئيس علي عبد الله صالح والمسالة الاجتماعية وقدم الدكتور/ محمد احمد لكو، الرئيس صالح والحكم المحلي واسع الصلاحيات والدكتور/ احمد مهدي فضيل قدم ورقته بعنوان الرئيس صالح والتنمية، والدكتورة/ إبتهاج الخيبة قدمت ورقتها بعنوان الرئيس والإصلاح الاقتصادي، والأستاذ/ محمد الحاج الرئيس صالح والمسالة الثقافية والدكتور/ محمد سالم برعية الرئيس صالح والصحة كما قدم الدكتور/ عبد الله الحو الرئيس صالح وحرية الصحافة، وأخيراً الدكتور/ حسين باسلامة الرئيس صالح وتحديات بناء الديمقراطية. إلى ذلك رفع المشاركون في ختام حلقتهم النقاشية العلمية برقية تهنئة إلى الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بيوم الديمقراطية السابع عشر من يوليو، ومن خلاله إلى الشعب اليمني مؤكدين وقوفهم الدائم إلى جانب نضالات الشعب اليمني في الدفاع عن الوحدة والثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر ومبادئها والعمل كلاً من موقعه في تنفيذ برنامج فخامة الرئيس الانتخابي كأساس للعمل الوطني ولحل مشكلات التنمية في المجتمع، معبرين عن شكرهم وامتنانهم العميقين لما يوليه من اهتمام من اجل الحفاظ على امن واستقرار ورفعة الوطن اليمني وتنميته في ظل وحدته المباركة.