احتشد صباح اليوم الأربعاء مئات المتظاهرين في ساحة السبعين بأمانة العاصمة صنعاء، احتجاجاً على اختطاف عبد الملك الخامري- شقيق رجل الأعمال المعروف توفيق الخامري- من قبل مجموعة مسلحة تنتمي الى قبيلة بني ضبيان. ورفع المشاركون لافتات تدين جريمة الاختطاف، وتطالب السلطات الحكومية بالقيام بمسئولياتها في ضبط الخاطفين، وإحالتهم للقضاء لنيل عقابهم العادل، منددين في الوقت نفسه بظاهرة الاختطاف بشكل عام، لما تلحقه من إساءة بسمعة اليمن وشعبها، وإضرار بالاقتصاد الوطني- طبقاً لما تناولته الخطابات التي ألقاها المشاركون، ودعوا خلالها الخاطفين للاختيار بين حرفة الخطف وبين اليمن. من جانبه، استنكر رجل الأعمال توفيق الخامري- شقيق المخطوف- أعمال الاختطاف سواء كان الخاطفون من بني ضبيان أو أي منطقة أخرى، ووصف في تصريح للصحافيين الخاطفين بأنهم "فئة ضالة خارجة عن القانون والأخلاق". ودعا الخامري الدولة إلى القبض عليهم وتسليمهم للعدالة، معتبراً هذه الأعمال "رعب للمجتمع"، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التهاون معها، نظراً لحجم الضرر الذي تلحقه بكل اليمن. وحول مدى قبوله بموضوع الدية التي عادة ما يطلبها الخاطفون، أكد الخامري أنه ليس مع دفع الدية، محملاً الجهات الرسمية مسئولية الحفاظ على سلامة المخطوف، وتحريره من أيدي الخاطفين، مؤكداً في الوقت نفسه أن الدولة قادرة على القيام بذلك، وتمتلك القوة في كل مكان، مستدركاً: "ولكن لا أدري لماذا هذا التسامح"- على حد تعبيره. التظاهرة التي شارك فيها أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الوحدوي الأستاذ سلطان العتواني، وعدد كبير من رجال الأعمال، والمثقفين، والوجاهات الاجتماعية، وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني، قرأ خلالها الشيخ/ حسين بن حسين احمد القعمه- رئيس فرع الملتقى الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين والشهداء اليمنيين "مجد" في بني ضبيان، بياناً باسم المنظمة، جدد في مستهله إدانة الملتقى الشديدة لظاهرة الاختطاف في اليمن، وطالب الحكومة بضرورة تطبيق القانون الخاص بمكافحة الاختطاف والتقطع وإعداد إستراتيجية شاملة للحد من هذه الظاهرة، لا أن تفتح شهية الاختطافات من خلال مكافأة الخاطفين لتخليص المخطوفين منهم والنزول عند مطالبهم، الأمر الذي فتح الشهية لدى من يمارسون عملية الاختطافات لغرض الابتزاز والاسترزاق لتصبح مهنة محترفوها من الخارجين عن الدستور والقانون والنظام العام ممن انقطعت مصالحهم الرخيصة. وقال أن الاختطاف أضحي بتلك الممارسات ظاهرة مثل السرطان الذي بدأ يغزو المجتمع اليمني ويهدد نسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية ويعرقل استقرار وازدهار وامن اليمن، مشيراً إلى أن الاختطافات برزت مؤخرا بصوره مخيفه للغاية كظاهرة دخيلة علي اليمن وعاداته وتقاليده. وأكد- في بيان الملتقى: أن هذه الأعمال تعد خرق وتجاوز لكل الأنظمة والقوانين والأعراف اليمنية الأصيلة وتتنافي مع كل القيم والمبادئ والثوابت الوطنية لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية(سبتمبر وأكتوبر) التي ناضل من أجلها أبائنا ودفعوا أرواحهم ودمائهم الزكية رخيصة ليهبوا لنا الحرية وتحقيق الأمن والأمان والاطمئنان وصون الحقوق وممتلكات الشعب من اجل ترسيخ الاستقرار للوطن أرضا"وإنسان باعتبار الإنسان هدف البناء والتنمية. وقال: أننا في الملتقى الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين والشهداء اليمنيين "مجد" نعتبر هذه الأعمال التي اقل ما توصف بالإجرامية لا يقوم بها إلا الخارجون عن القانون وعن كل القيم والعادات الاجتماعية اليمنية الأصيلة التي ينبذها ويحرمها الدين الإسلامي الحنيف. وطالب الحكومة بالقيام بواجباتها وتحمل مسؤولياته بالعمل علي استئصال هذه الظاهرة، داعياً كل مؤسسات المجتمع اليمني وقبائله لمحاربة هذه الظاهرة التي تسيء لسمعة اليمن وتاريخه وتضر بمصلحة المجتمع بأكمله، مبيناً: أن هذا السلوك الإجرامي لا يتفق أبداً مع أخلاق وسلوكيات أبناء اليمن قاطبة ويعتبر عملاً منبوذاً لدى الجميع لا يوجد ما يبرره. وأضاف: أننا نؤكد أن ما يحدث من عمليات اختطافات تعد من الأعمال التي تسعى إلى شق الصف الوطني وشرخ عصاه كونها تثير العصبية والمناطقية وتهدف إلى إقلاق الأمن والسلم الاجتماعي بين أبناء اليمن الواحد.كما أن تلك السلوكيات التي تمارس تعد من الأعمال والأفعال الإجرامية التي يجب إنزال أشد العقوبة الرادعة لمرتكبيها. وتابع قائلاً: إننا في الملتقى الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين الشهداء اليمنيين"مجد" نؤكد عزمنا على تبني نشر الوعي العام بمخاطر الاختطافات والتقطع والثارات القبلية وذلك من خلال قيامنا بالنزول الميداني والزيارات لجميع قرى وعزل ومديريات محافظات الجمهورية اليمنية، والالتقاء بوجهاء ومشايخ أبناء تلك القرى والعزل والمناطق والمديريات والتوقيع علي وثيقة عامه تحرم وتجرم الاختطاف وترفضه أياً كانت مبرراته، باعتبارها ظاهرة تسئ إلى سمعة الشعب والوطن داخليا وخارجيا وتهدد أمنه واستقراره وتعيق نهضته التنموية. وقال أيضاً: عرفانا منا لمن نمثلهم ونحمل تاريخهم وذكراهم أبائنا الثوار والمناضلون الأحرار ووفاء لدماء الشهداء الإبرار أتينا هناء إلي ساحة السبعين لنؤكد العهد والوفاء بمواصله مسيرتهم النضالية الوطنية العطرة، مستنكرين جريمة الاختطاف الذي تعرض لها الأخ/ عبد الملك الخامري من وسط العاصمة صنعاء واقتياده إلي بني ضبيان. وناشد الخاطفين سرعه الإفراج عن الخامري بسلام، وتسليم أنفسهم والكف عن مثل هذه الممارسات الضارة والمسيئة للوطن. كما دعى مشائخ ووجهاء وعقال بني ضبيان وخولان عامه علي الالتزام بالوثيقة التي تم التوقيع عليها من قبلهم بالتخلي عن من يختطف عدم الوقوف معه وترك المجال للدولة والتعاون معها،ومن وقف مع أي خاطف فيعدمن الخاطفين. هذا وكان نحو (30) مسلحاً من قبيلة بني ضبيان قد اختطفوا عبد الملك علي الخامري- 36 عاماً- ظهر يوم الأحد 19/7/2009م، بعد اعتداء على سائقه اثناء تواجده في منطقة "العشاش" خلف فندق رمادة حدة وسط العاصمة صنعاء. وبحسب أسرة المخطوف، فإن الخاطفين كانوا يرتدون ملابس عسكرية، ويستقلون خمس سيارات ما بين خصوصي وجيش، وقد تمكن حراسات الشركة اليمنية للاستثمارات التي يرأسها توفيق الخامري، من احتجاز إحدى السيارات الخمسة وتسليمها للأجهزة الأمنية.