"أنت تستبق الأمور"..... هكذا ردت تلك المذيع المتألقة والمفاوضة بعنف في اللقاء الذي مارس فيه ذلك الشاب المتحمس شتى صنوف الضعف حين قذف بنا بعيداَ في الصفحة الأخيرة فلم يعد يعنيه شيء سوى أنه ينتمي إلى قبيلة حاشد، متناسياَ أنه فتح عينيه وترعرع قلبه في زمن ما بين عام 1962 إلى يومنا هذا.....!!! ولمس أبوة دولته من خلفية أبوه ذلك الهامة الشامخة الثائرة ، وعرف حجم الإنسانية ومعنى الوطن في كيان الجمهورية اليمنية ، وتضخم بالشموخ والعزة تحت سماء وفوق أرض وعبر هواء الوطن اليمني . فلماذا ....... مارس كل أنواع الموت في تلك المقابلة...!؟ لماذا…….. كان يشعر بكل ذلك الانكسار وهو يذكرنا بأنه له جذور بقبيلته حاشد...!!؟ لماذا……. أشعرنا بأنه مشتت ، وبأنه يموت رعباَ بعد وفاة والده الذي كان شيخ من دون أن يذكر أنه شيخ حاشد في يوم من الأيام فقد كان شيخ لكل مشايخ اليمن وقبائلها إذا متجاوزنا إننا شعب ذو حضارة لم يمارس القبيلة إلا في عصوره المتقدمة...!!؟ لماذا…… استغل مساحه بيضاء من ذاكرتنا، ولطخها بالون الأسود وسرد حكايات وبطولات للأدوار لم يكن داخلها ولا صانعها....!!؟ لماذا ……… نحت شخصيته بنا كجرح يجبرنا الوقت على احتماله رافعين أيدينا للمولى بدعاء أن يكفينا الله شره ...!!؟ لماذا ……. يظن إن الكرسي فرصة انتقام قد منحته إياه القبيلة لتصفية حساباته ...!!؟ لماذا……. أشعرنا بأن ثراءه أوقظ فيه كل عقده القديمة بداء من عقدة "جنون العظمة"………. و"انتهاء بعقدة النقص"....!!؟ لماذا…… لديه رعب وحساسية قاتله من سؤال ماذا قدم للوطن، وكيف سخر ماله لخير وحب الوطن ، متجرد من كل ما يمت إلى الانسانيه وهو يصرخ في وجه مذيعتنا بأن تعبيد الطريق، وبناء المستشفيات، وإقامة مصنع للشعب، من مهام الدولة........ أما القبيلة فلا بد أن يظل رجالها جاهلين، تابعين، مأمورين يحملون البندقية ،و يمضغون شجرة الزقوم اللعينة "القات " لماذا…… تفنن في رد المعروف لمن يصرفون له ولأخوته وذريته الرواتب، وأجور الطيران ، ومصاريف تنقلاتهم في عواصم دول العالم مع الإقامة الفندقية، ومصاريف الجيب ....بكل تلك المشاعر الميتة...!!؟ لماذا…… أتى إلى كرسي "بلا حدود" بجبروت فرعون وطغيانه، متهيئا ليصرخ في وجه مستضيفيه وكل من حوله " أنا ربكم الأعلى "...!!؟ جرى كل ذلك والنفس حزينة ناظرة لشاشة التلفاز "تتأمل وتتألم" تتأمل….. مهارته المحدودة تجاه "الأذكياء، والأغبياء"" البسطاء ،والأثرياء"،" الساسة، والأدباء" ،المواطنون كافه !! وتتألم…… مع المصابين من أثار النار الذي أشعلها في صدورهم أيضاَ كافه...!! تتأمل ……. تلك الفرق العمياء التي قصفت بساعة ما أقامته الأجيال السابقة فسحقتها بقساوه!!! وتتألم ……مع كل الثكالى، واليتامى الذي أدعى أنه يقوم على خدمتهم...!!! تتأمل…… كيف أنقلب الأمل يأس، والوحدة مشكله ، والانفصاليين وحدويون، والوحدويين انفصاليين.... وكأن زلزال عنيف أحدثه ذلك الشاب المتحمس فتمخض بالخراب ، والدمار، والشقاء...!!! وتتألم….. مع الذين دخلوا في دائرة الصمت ليصبحوا واقفين عن بعد يرمقون الوطن الجميل بغصات مؤلمه ،وعبرات مرة...!!! وبين "التأمل والتألم"..... تكتشف بأن هناك حكمة إلهية من وراء هذا الزلزال الذي لفظ من جسم الأرض كل أولئك البشر بما يحملونه من حقد وشر لتثور وتضج ثم تخمد ومن خلال مراحلها الثلاث السابقة يولد لنا أفراد يخرجون من دائرة الصمت فيدافع عنهم الإنسان" بدمعه، ودمه ،ورزقه" . ويبقى لي سؤالين: • من أعد هذه الحلقة الخاصة ببرنامج بلا حدود ودفع تكاليف الحلقة؟ • لماذا أستبعد مقدم الحلقة " أحمد منصور "؟
فاصلة: أيها الشاب المتحمس، ورجل الأعمال، وعضو مجلس النواب ......الخ كن الأقرب إلى نفسك وصارحها بينك وبينها، "بأيهم أنت…!!!؟" ولا تنتظر الاجابة من سؤالك من أي كائن كان فربما تقف مشيختك، وقبيلتك بينك وبين صدق إجابة غيرك ……….. اقرأ للكاتبة زعفران المهناء: زعفران المهنا.. تطلق رصاصات قلمها على (البيض) وزفاف إبنتيه