بلغ المنتخب الإنكليزي نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة عشرة في تاريخه والرابعة على التوالي بعدما سجل فوزه الثامن على التوالي بتغلبه على ضيفه الكرواتي 5-1 في اللقاء الذي جمعهما الأربعاء 9-9-2009، على ملعب "ويمبلي" في لندن في منافسات المجموعة السادسة ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب إفريقيا صيف 2010. كما ضمنت إسبانيا - بطلة أوروبا - مشاركتها في العرس العالمي بعد فوزها على استونيا 3-صفر في ميريدا، وتصدرها المجموعة الخامسة بغض النظر عن نتائج الجولات المقبلة. وفي أبرز المباريات الأخرى التي شهدتها التصفيات نفسها، فازت إيطاليا - بطلة العالم - على ضيفتها بلغاريا 2-0، واكتسحت ألمانيا ضيفتها اذربيجان برباعية نظيفة، في الوقت الذي عادت فيه فرنسا من أرض صربيا بتعادل ثمين 1-1، وفازت السويد على مالطا بهدف، وتعادلت ألبانيا مع الدنمارك 1-1، في حين تغلبت البرتغال على المجر 1-صفر.
إنكلترا تثأر من الكروات وقاد لاعبا تشيلسي وليفربول فرانك لامبارد وستيفن جيرارد بلادهما للفوز على كرواتيا، إذ أحرزا أهداف إنكلترا فرانك لامبارد (7) من ركلة جزاء و(59)، وستيفن جيرارد (18) و(67)، فيما سجل ادواردو سيلفا هدف الشرف لكرواتيا (72). وباتت إنكلترا ثاني منتخب من القارة العجوز يضمن تأهله إلى النهائيات بعد هولندا بطلة المجموعة التاسعة، وعاشر منتخب يحجز بطاقته إلى العرس العالمي بعد جنوب إفريقيا المضيفة وغانا (إفريقيا)، وهولندا وإسبانيا (أوروبا)، والبرازيل (أميركا الجنوبية)، وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وأستراليا واليابان (آسيا). وتابع منتخب "الأسود الثلاثة" مشواره الرائع في التصفيات بقيادة مدربه الإيطالي فابيو كابيللو وانتزع بطاقته إلى المونديال وتوج بلقب واحد عام 1966 على أرضه على حساب ألمانيا. وجددت إنكلترا فوزها على كرواتيا بعدما كانت سحقتها على أرضها 4-1 في زغرب في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فانتقمت لنفسها من الضيوف الذين حرموها من التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا 2008 في سويسرا والنمسا عندما تغلبت عليها على ملعب "ويمبلي" بالذات 3-2 في نوفمبر/تشرين الثاني 2007. وعززت إنكلترا موقعها في صدارة المجموعة برصيد 24 نقطة من 8 مباريات، مقابل 17 من 9 مباريات لكرواتيا الثانية، و15 من 8 مباريات لأوكرانيا التي سقطت في فخ التعادل أمام مضيفتها بيلاروسيا سلباً اليوم أيضاً، إلا أنها تملك أفضلية مباراة على كرواتيا في حال نجحت في كسب نقاطها الثلاث ستظفر ببطاقة الملحق. وتبقى لكرواتيا مباراة واحدة أمام كازاخستان في 14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في حين تبقى لأوكرانيا مباراتان أمام ضيفتها إنكلترا ومضيفتها اندورا في 10 و14 من الشهر ذاته. وكانت إنكلترا صاحبة الأفضلية منذ البداية واثمر ضغطها هدفاً مبكراً عندما حصلت على ركلة جزاء إثر عرقلة ارون لينون داخل المنطقة من قبل المدافع يوزيب سيمونيتش فانبرى لها لامبارد بنجاح على يمين الحارس فيدران رونيي (7). وأنقذ رونيي مرماه من هدف ثان عندما أبعد تسديدة قوية لغاريث باري من 25 متراً قبل أن يشتتها الدفاع (12)، وكادت كرواتيا تدرك التعادل عندما تلقى ماريو مانجوكيتش كرة عرضية أمام المرمى فسددها بقوة فوق الخشبات الثلاث للحارس روبرت غرين (16). وارتدت الهجمة إنكليزية ووصلت الكرة إلى لينون في الجهة اليمنى فرفعها داخل المنطقة وتابعها جيرارد غير المراقب برأسه وأسكنها على يسار الحارس رونيي (18). وكاد لامبارد يعزز تقدم أصحاب الأرض بهدف ثالث من ركلة حرة مباشرة من 25 مترا تصدى لها الحارس رونيي بصعوبة قبل ان يحولها الدفاع إلى ركنية لم تثمر (28). وأهدر لينون فرصة إضافة الهدف الثالث بعدما كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس رونيي إلا أن الأخير تصدى لمحاولته قبل أن يبعدها الدفاع (37)، وحذا حذوه اميل هيسكي عندما تلقى كرة من لينون نفسه وكسر مصيدة التسلل قبل أن ينفرد بالحارس رونيي عند حافة المنطقة إلا أن تسديدته أبعدها الأخير بقدمه اليسرى خارج الملعب (42). وتابع هيسكي هوايته في إهدار الفرص عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من لامبارد فتوغل داخل المنطقة وتباطأ في التسديد، قبل أن يتدخل الحارس رونيي وينقذ الموقف (45). وحاولت كرواتيا تدارك الموقف مع بداية الشوط الثاني، بيد أن إنكلترا وجهت لها ضربة قاضية عندما أضاف لامبارد هدفه الشخصي الثاني والثالث لمنتخب بلاده بعد هجمة منسقة قادها لينون الذي تعرض للعرقلة، فوصلت الكرة إلى جيرارد الذي مررها إلى زميله في ليفربول المدافع غلين جونسون في الجهة اليمنى فتوغل قبل أن يمررها عرضية تابعها لاعب وسط تشيلسي لامبارد برأسه على يمين رونيي (59). وحذا جيرارد حذو لامبارد وسجل هدفه الشخصي الثاني والرابع لمنتخب بلاده بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر كرة عرضية من واين روني على يسار رونيي (67)، قبل أن تنجح كرواتيا في تسجيل هدف الشرف عبر مهاجم آرسنال ادواردو سيلفا عندما استغل كرة مرتدة من الحارس غرين (72). وأعاد مهاجم مانشستر يونايتد روني الفارق إلى سابق عهده عندما اختتم المهرجان بهدف خامس (77).
"الديوك" تنجو من المقصلة الصربية من جانبه، انتزع المنتخب الفرنسي لكرة القدم بعشرة لاعبين تعادلاً ثميناً من مضيفته صربيا 1-1 وحرمها من التأهل المبكر إلى النهائيات في بلغراد ضمن تصفيات المجموعة السابعة. وتلقت فرنسا ضربة قوية في بداية المباراة بطرد حارس مرماها هوغو لوريس لتسببه في ركلة جزاء سجل منها أصحاب الأرض هدف التقدم بواسطة نيناد ميليياس(13) ، إلا أنها نجحت في إدراك التعادل بواسطة قائدها مهاجم برشلونة الإسباني تييري هنري (31). وأبقت فرنسا على آمالها في التأهل المباشر إلى النهائيات لأنها أبقت على فارق النقاط الأربع بينها وبين صربيا المتصدرة قبل جولتين من نهاية التصفيات، إلا أن ذلك يتوقف على فوزها في المباراتين الأخيرتين على ضيفتيها جزر فارو والنمسا في 10 و14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتعثر صربيا في مباراتيها الأخيرتين أمام ضيفتها رومانيا ومضيفتها ليتوانيا في 10 و14 اكتوبر/تشرين الأول. في المقابل، تحتاج صربيا إلى الفوز على رومانيا في الجولة المقبلة لضمان تأهلها إلى النهائيات بغض النظر عن نتيجتي المباراتين الأخيرتين لفرنسا. ويعتبر التعادل مخيباً بالنسبة لصربيا التي كانت تمني النفس بحجز بطاقتها إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها منذ استقلالها عن مونتينيغرو عام 2006، كما أنها كانت تسعى إلى الثأر من فرنسا التي تغلبت عليها 2-1 ذهابا في باريس.
روسيا تواصل مطاردة ألمانيا أما في المجموعة الرابعة التي تشهد منافسة محمومة، فواصل المنتخبان الألماني والروسي منافستهما المستعرة على بطاقة المجموعة، بفوز الأولى على ضيفتها اذربيجان 4-صفر، والثانية على مضيفتها ويلز 3-1 في كارديف. وعززت ألمانيا موقعها في صدارة المجموعة برصيد 22 نقطة، بفارق نقطة واحدة أمام روسيا، وستكون المواجهة القوية بينهما في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل حاسمة لتحديد بطل المجموعة والمتأهل المباشر إلى المونديال. في المباراة الأولى، لم تجد ألمانيا أي صعوبة للتغلب على اذربيجان المتواضعة وفرضت سيطرتها منذ البداية وحصلت على ركلة جزاء انبرى لها قائدها لاعب وسط تشيلسي الإنكليزي ميكايل بالاك بنجاح (14)، مسجلاً هدفه الدولي ال47 فتساوى مع يورغن كلينسمان ورودي فولر في المركز الثالث لأفضل المسجلين في تاريخ هدافي المنتخب، علماً بأن أفضل هداف في تاريخ الألمان هو غيرد مولر برصيد 68 هدفاً. وانتظر المنتخب الألماني الشوط الثاني ليكتسح شباك ضيوفه، فسجل مهاجم بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه ثنائية (55) و(65)، رافعاً رصيده الدولي إلى 46 هدفاً، وأضاف مهاجم كولن لوكاس بودولسكي الهدف الرابع (70).