اٌختتم اليوم في صنعاء مؤتمر إقليمي رفيع المستوى يعنى بحقوق النساء في العالم العربي، حث فيه المشاركون الحكومات العربية على اتخاذ خطوات وإجراءات ملموسة لضمان مشاركة المرأة الكاملة في مواقع صنع القرار، بما في ذلك الأخذ بعين الاعتبار أنظمة الحصص (الكوتا) في العمليات الانتخابية وفي التعيينات التنفيذية والقضائية. ودعا المشاركون أيضاً، من بين توصيات أخرى، إلى بناء قدرات العاملات والعاملين في القطاعات القضائية والقانونية وتمكين النساء من الانخراط بشكل أكثر فاعلية في عالم المعلومات والمعرفة. وانعقد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "حقوق الإنسان في العالم العربي: من الأقوال إلى الأفعال" في منعطف حرج بالنسبة لتنمية النساء العربيات. وجمع المؤتمر حوالي 350 من كبار المسئولين والقيادات النسائية من كافة أرجاء الإقليم وخارجه، وكذا عدد من ممثلي المؤسسات القانونية والمنظمات غير الحكومية والدولية. وهدف المؤتمر إلى بحث السبل الكفيلة بضمان تمتع المرأة بشكل كامل بحقوقها والمشاركة في كافة مجالات الحياة في العالم العربي. وركّز المشاركون على ثلاثة محاور رئيسة: المشاركة السياسية للنساء، وحصول المرأة على خدمات العدالة والقانون، ومشاركة النساء في التنمية. وقد نظّم الاجتماع وزارة حقوق الإنسان اليمنية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، برعاية كريمة من فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح/ رئيس الجمهورية اليمنية. وتلقى المؤتمر الدعم أيضاً من حكومات كلٍ من هولندا والمملكة المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى وكالة الولاياتالمتحدة للتنمية الدولية ومنظمة التعاون الفني الألمانية (جي تي زد). واستهدف المؤتمر مواصلة العمل في روح إعلان صنعاء لعام 2004 الذي صدر عن مؤتمر صنعاء الحكومي الإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المحكمة الجنائية الدولية الذي انعقد في صنعاء في يناير 2004. وسعى المؤتمر أيضاً إلى زيادة الزخم وبلورة استراتيجيات وخطط عمل وآليات ملموسة للمراقبة والمتابعة لمواجهة التحديات التي تواجه جهود تعزيز حقوق النساء في المنطقة العربية. وأحد أهداف المؤتمر تمثّل، من بين أمور أخرى، في ترجمة الالتزامات القائمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان الخاصة بالنساء إلى حيز الواقع. وبشكل مماثل، فقد سعى المؤتمر إلى تطوير آلية وطنية يمكن من خلالها سد الثغرات بين المعايير القانونية وتنفيذ تلك المعايير. وفي كلمته الافتتاحيه في المؤتمر، أوضح دولة الأخ/ عبد القادر با جمّال/ رئيس الوزراء اليمني أن "التقليل من شأن النساء ودورهن وقدراتهن يعدّ في ذاته عائقاً أمام التنمية". وأضاف أن "اليمن يلتزم بتمكين النساء، حيث تحتل النساء العديد من المناصب القيادية ومواقع صنع القرار على كافة مستويات الحكم". واعتبرت الأخت/ أمة العليم السوسوة/ وزير حقوق الإنسان اليمني من جهتها أن المؤتمر "لبنة هامة باتجاه إثراء الحوار الإقليمي حول التحديات والتطلعات التي تواجه تنمية المرأة". وأضافت السوسوة قائلةً: "إن تمكين المرأة يعدّ شرطاً مسبقاً لتحقيق حقوق الإنسان والعدالة وضمان الأمن الإنساني والاجتماعي والسياسي والثقافي". وشددت على أن نهضة المنطقة تعتمد بشكل كبير على مستوى التقدم الذي تحققه المنطقة في النهوض بحقوق المرأة. ومن جهتها، أكدت السيدة/ ودودة بدران/ مدير منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية أن المنظمة "تسعى جاهدةً لصنع الاختلاف في أربع مجالات رئيسة، وتحديداً: في مراجعة التشريعات، ومكافحة التمييز، وبناء قدرات المرأة العربية، وإنشاء قواعد بيانات شاملة ودليل إرشادي". أما السيد /جوردن غراي/ وكيل مساعد لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، فقد أكد على اهمية أخذ عمل المرأة في مختلف المجالات (والذي غالباً ما يبقى غير مدفوع الأجر) في الحسبان. وأكد أيضاً على التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية ب "دعم القدرات الإنتاجية الإبداعية لدى النساء وتذليل العقبات التي تحول دون مشاركة النساء الكاملة في الحياة السياسية". إضافةً إلى ذلك، فقد أثنى سعادة السفير /مايكل جيفرد/ سفير المملكة المتحدة في اليمن في كلمته التي ألقاها نيابةً عن الاتحاد الأوروبي، على التقدم الذي حققته المرأة العربية حتى الآن. "مع ذلك، فلا بد من عمل المزيد، حيث أنه ليس بوسع الإقليم أن يبقي على نصف سكانه غير منتجين". ومن جهتها، أشارت السيدة /شريفة اليحيي/ وزير التنمية الاجتماعية العمانية إلى أنه "لا مجال للجدل حول الحاجة إلى تمكين النساء للتتمتع بحقوقهن المكفولة في الإسلام ومعظم الدساتير". وأشادت معالي الوزير إلى ملائمة التوقيت لعقد هذا اللقاء في وقتٍ تواصل فيها التحديات تعاظمها. وذكّرت السيدة /فلافيا بانسيري/ المنسق المقيم لأنشطة الأممالمتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في اليمن بإعلان صنعاء لعام 2004، الذي أكد على ضرورة "تعزيز دور المرأة ومشاركتها" و"ضمان المساواة أمام القانون". ودعت بانسيري أيضاً النساء العرب المشاركات إلى تبادل تجاربهن المختلفة، وتوطينها في السياقات المختلفة الخاصة بهن، واكتساب الإلهام من بعضهن البعض في جهدٍ مشترك لصنع الاختلاف في حياتهن وحياة النساء الأخريات".