انخفض عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم بحوالي 28 بالمائة بين عامي 1990 و2008، وفقا لمنظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف). وهو ما يعني انخفاض عدد وفيات الأطفال بحوالي 10,000 وفاة يوميا. وترى اليونيسف أنه بالرغم من الاتجاه المشجع لهذه الأرقام إلا أن التقدم في هذا المجال يحدث ببطء كبير. حيث صرحت غايل بوسون، الناطقة باسم اليونيسف في غرب إفريقيا، أن هذه "الأخبار تعتبر جيدة وسيئة في نفس الوقت. فبالرغم من استمرار الانخفاض في الاتجاه الصحيح إلا أن عدد وفيات الأطفال لا يزال غير مقبول. كما أن وتيرة التحسن في بعض المناطق لا تزال منخفضة جداً". ففي العام الماضي، توفي حوالي 8.8 مليون طفل قبل بلوغهم سن الخامسة، مقارنة بحوالي 12.5 مليون طفل عام 1990م. وتحدث في إفريقيا وآسيا مشتركتين 93 بالمائة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويا، حسب اليونيسف. في حين تحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية والهند ونيجيريا مجتمعة 40 بالمائة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم. ومع ذلك، فإن الانخفاض لا يحدث بالسرعة الكافية لتحقيق هدف الألفية المتمثل في خفض وفيات الأطفال بنسبة الثلثين بحدود عام 2015، حسب البيان الصحفي الصادر عن اليونيسف في 10 سبتمبر. وأوضحت بوسون أن الأرقام تتعلق بالمسوحات الأسرية التي تم إجراؤها في أغلب الأحيان قبل عدة سنوات مضت والتي قد لا تعكس زيادة الجهود لخفض وفيات الأطفال على مدى السنوات الأخيرة، مضيفة أنها "أيضا لا تعكس أثر [ارتفاع أسعار المواد الغذائية] والأزمة الاقتصادية". ووفقا لليونيسف، تتمثل أهم أسباب وفيات الأطفال في العالم في الملاريا وذات الرئة والإسهال. وإذا كانت الوقاية من الملاريا سهلة نوعا ما فإن الوقاية من الإسهال وذات الرئة تبدو أصعب بكثير لأنها تتطلب تغييرا في أنظمة الرعاية الصحية وتحسين مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي وفرض تغييرات سلوكية، حسب بوسون. كما أكدت اليونيسف أن التطعيم المضاد للحصبة ومكملات فيتامين ألف يشكلان إجراءات فعالة من حيث التكلفة أثبتت قدرتها على المحافظة على حياة الأطفال. وأخبرت بوسون شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن بقاء الأطفال على قيد الحياة يتطلب جعل أنظمة الرعاية الصحية الوطنية أنظمة "صديقة للأطفال". وأوضحت أن هذا يعني "تعزيز هذه البرامج الفعالة من حيث التكلفة ودعم خدمات الرعاية الصحية الخاصة بالأمهات والأطفال ومعالجة الأوضاع الغذائية للأطفال وتحسين الوعي الصحي لدى النساء لتمكينهن من التعرف على علامات المرض".