قلبت الأميركية ميشيل ماك (37 عاما) المعايير الطبية رأسا على عقب، إذ ولدت بنصف مخ، إلا أنها تتكلم بشكل طبيعي وتتبع أسلوب معيشة مفعمة بالحياة والنشاط. وذكر تقرير لشبكة «سي إن إن» أنه قبل عشرة أعوام فقط تمكن العلم من اكتشاف الخلل، حيث تمكن رئيس المعهد القومي للصحة الدكتور جوردان غرافمان من تشخيص حالة ماك، التي تحدثت عن صعوبة النشأة بنصف مخ قبيل تشخيص حالتها الطبية الفريدة. وقالت ميشيل ماك: «الأمر كان بغاية الصعوبة.. كان أمرا شاقا للغاية أثناء مرحلة نموي.. فشل الجميع في معرفة حقيقية دماغي»، في حين قال والدا ماك، كارول ووالي، إنهما أدركا فور ولادتها بوجود خطب ما: «ميشيل لم تعان. الشلل الدماغي (cerebral palsy) أو متلازمة داون (down syndrome)، كنا على قناعة بذلك..». وكشف التصوير بالرنين المغنطيسي (MRI) أن قرابة النصف الأيسر من المخ لا وجود له. وقال د. غرامان: «دهشنا للغاية لدى مشاهدة حجم الضرر اللاحق بالمخ، وعملياً لا أثر للجانب الأيسر منه.. سطح المخ و95 في المائة من الطبقة الخارجية لا أثر لهما، فالأجزاء المسؤولة عن الحركة والسلوك والإدراك كانت مفقودة». ولم يجد الاختصاصي تفسيراً لحياة ماك بشكل طبيعي، سوى إعادة المخ تجهيز نفسه وتولي النصف الأيمن المتبقي وظائف الشق الأيسر المفقود والقيام بمهامه الأساسية. يشار إلى ان النصف الكروي الأيسر (Left Hemisphere) من المخ يتولى إدارة الجانب الأيمن من الجسم، وهو الجزء المسؤول عن القدرة على القراءة والكتابة. وأوضح غرافمان: «ميشيل لها قدرة لغوية متوسطة، تمتلك القدرات الأساسية، يمكنها تركيب جملة، وفهم الإرشادات وإيجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث، إلا أنها تواجه مشكلة فيما يتعلق بالمعالجة البصرية المكانية». وتابع شرحه: «ربما أثناء تعلم الكلام خلال مرحلة النمو عندما تولى النصف الكروي الأيمن مهام الأيسر أو تطوير قدرات لغوية كلفها ذلك بعض المهارات التي هي عادة من وظائف النصف الأيمن».