ما أشبة اليوم بالبارحة! هارون الرشيد وثق في يوم من الأيام بالبرامكة ومنحهم جاها ومالا وسلطان يفوق قدرتهم ومهاراتهم الإدارية والسياسية فلم يحفظوا هذا الود وهذا العطاء السخي ولم يحفظوا العهد، فغدروا به وحاولوا تجريد هارون الرشيد من سلطته وتحويله إلى دمية تحركها أصابع البرامكة.. فدارت الأيام ودارت الدائرة على رؤوسهم وانقلب الرشيد، بل نقول: وثب الأسد من عرينه وفاق من نومه عندما اكتشف أمر البرامكة وخبثهم وحقدهم الفارسي على الأمة الإسلامية والعربية وكان ما كان لهم! وهاهو السيناريو يتكرر في محافظة صعده مع برامكتها الجدد {الحوثيون} الذين انقلبوا على الثورة وعلى الجمهورية وعلى الديمقراطية التي عملوا تحت ظلها سبع سنوات عاشوا فيها خلفاء وأمراء وسلاطين وأباطرة اخذوا من الدولة الأموال الطائلة وكانوا يظهرون ما لا يبطنون فاتخذوا التقية وسيلة لتحركاتهم المشبوهة.. سبع سنوات عجاف مرت على صعده وعلى اليمن الحبيب وبرامكة صعده يعيثون في الأرض فساداً تحت غطاء الديمقراطية وحرية التعبير والتعددية السياسية التي سمح بها دستور الجمهورية اليمنية الفتية،استغلوا تسامح القيادة السياسية معهم وتكرار العفو العام الذي كانوا يحصلون علية بعد كل حرب يخوضونها ضد القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء في محافظة صعده، وكان أخرها الحرب الخامسة التي دارة بين القوات المسلحة والأمن من جهة والحوثيين {البرامكة} من جهة أخرى ماذا كان بعد إيقافها؟ لم يستكينوا ولم يستظلوا بظلال الوحدة الوطنية والأمن والاستقارا بل عملوا عمل البرامكة أيام الرشيد فتسلحوا بأحدث الأسلحة وبنوا علاقات وطيدة مع مرجعياتهم في قم والنجف وكربلاء واستقدموا العملاء والمرتزقة من جنوبلبنان والعراق وإيران لتدريبهم على فنون القتل والغدر والإجرام ومهارة الإرهاب المنظم تدفقت عليهم الأموال من قبل هذه المرجعيات، فقاموا باعتداءاتهم المتكررة على أبناء القوات المسلحة والأمن وقتلوا المواطنين الأبرياء، ونهبوا المقرات والدوائر الحكومية، وخربوا مزارع وبيوت المواطنين الأبرياء حتى دور العبادة لم تسلم من شرهم، وأخيراً التحامهم مع أعداء الوحدة والإسلام، فكان الحلف الشيطاني الثلاثي بينهم {القاعدة، والحوثيين، والانفصاليين} كون أجندتهم وأهدافهم واحدة، وهي الإضرار بالوطن اليمني وتدمير الوحدة الوطنية وتمزيق أواصر القرباء من خلال خلق كيانات متناحرة تقتلوا بعضها البعض في يمن الحكمة والإيمان يمن 22مايو1990م. فكان لزاماً على الدولة أن تقوم بواجبها الدستوري اتجاه الوطن والمواطن وحماية مكتسباتنا الثورية والوحدوية وأصبح من الضروري اجتثاث الوباء السرطاني الذي أصاب جزء من الوطن اليمني الحبيب، وهذا ما صممت عليه قواتنا المسلحة والأمن و معها كل أبناء اليمن الشرفاء من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها فكل اليمنيين قد لبوا نداء الواجب وهبوا للدفاع عن الوطن وعن وحدته الوطنية وما نشاهده اليوم من تلاحم اخوي كبير تسطره قوافل المساعدات والمتطوعين من شتى بقاع الوطن اليمني الحبيب التي تتدفق تباعاً على محافظة صعده الصامدة، ليدعونا إلى الفخر والاعتزاز بأحفاد سيف ابن ذي يزن وأبو موسى الأشعري والخولاني.. إنهم أنصار الوحدة والثورة والوطن هم هؤلاء أحفاد أنصار رسول الله صلى الله علية واله وسلم. فليشهد العالم آن اليمانيين دعاة محبة ووحدة وإخاء رواد سلام وامن وحضارة، ولكنهم اسودٌ ً كاسرة ٌ وصخورٌ صماء تتكسر عليها سيوف الأعداء إذا تعرضت اليمن للخطر فلن يبقى ابن سنة دون حمل السلاح والدفاع عن حياض الوطن والوحدة والسلام، فاليمن هي مقبرة الغزاة، واليمانيون هم حملة سيوف الحق ونصرة المظلوم أنهم لن ولم يسمحوا بتمزيق الوطن اليمني الحبيب فليعلموا علم اليقين حلفاء الشر الثلاثي {القاعدي والحوثية والانفصالية} في صعده وفي عموم الوطن.. انه اليوم لا مكان لهم على ارض السعيدة وقد حان وقت القطاف بعد أن أينعت رؤوسهم وخوت عقولهم، وأعميت أبصارهم فالقضاء عليهم واجب وطني وديني وأخلاقي بعد اكتشاف أمرهم ومؤامراتهم على الوطن وعلى الوحدة الوطنية المقدسة فبتر العضو الفاسد فيه مصلحة للجسم كاملاً.