من بلد الضباب، وكل يوم خميس، يبث البرنامج اليمني الوحيد الناطق باللغة العربية في إذاعة أجنبية - إذاعة شيفلد البريطانية- حيث يعتبر حلقة الوصل بين المغترب اليمني وبين وطنه الأم, إذ يسلط الضوء على آخر أخبار اليمن ويناقش أهم المواضيع التي تهم المغترب اليمني كما يبث الأغاني اليمنية والعربية. وفي السطور التالية يسرنا أن نستضيف واحدة من المذيعات اليمنيات المتميزات في إعداد وتقديم هذا البرنامج، إنها الأخت مريم صابونة التي زارت مهد صباها (الحديدة) مؤخراً فكان لنا معها هذا الحوار: .. هلاَّ عرفتنا عن نفسك أكثر؟ .. أنا مريم أحمد صابونة، مذيعة يمنية في البرنامج العربي في إذاعة شيفلد البريطانية، متزوجة ولدي ثلاثة أولاد وبنت.. حاصلة على الجنسية البريطانية، ولدي دبلوم في الإعلام من بريطانيا. .. كيف كانت بداية التحاقك بالعمل الإذاعي؟ .. من محاسن الصدف أني كنت ادرس الإعلام في نفس البناية التي بها مقر إذاعة شيفلد وتعرفت إلى الأستاذ وجدي راوح المدير المسئول عن قسم الإذاعة العربية في إذاعة شيفلد وطلب مني إجراء اختبار صوتي وكنت ضمن ثلاث أخريات وفي اليوم التالي فاجأني بأن الاختيار قد وقع علي وأثنى على صوتي وطبعاً هذا كان قراره بالتشاور مع المسئولين البريطانيين في الإذاعة فعلى الرغم من عدم فهمهم للغة العربية إلا أنهم اعتمدوا على نبرة الصوت وطريقة إلقائي وهكذا انضممت إلى العمل معهم وأنا الآن على مشارف السنة الثانية. .. ما هي طبيعة البرنامج؟ .. هذا البرنامج مباشر مدته ساعة كاملة يبدأ بتسليط الضوء على آخر أخبار اليمن والمنطقة العربية ومن ثم يتم طرح فكرة أو قضية تهم المغترب اليمني وتتم استضافة شخصيات معينة لإثراء الموضوع بحسب الموضوع نفسه وهذه الشخصيات قد تكون مقيمة في بريطانيا أو في اليمن أو في أي مكان آخر, كما يتم استقبال مكالمات المستمعين واستفساراتهم عبر خط هاتف مباشر, وأيضاً يتم بث الأغاني اليمنية والعربية أثناء البرنامج, ويمكنكم الاستماع إلى البرنامج من خلال الموقع التالي: www.sheffieldlive.org .. ما هي الجهات التي تدعمكم؟ .. حقيقة إن الطاقم البريطاني في الاذاعة متعاون معنا كثيراً ويحرص على توفير التقنيات والتجهيزات الضرورية ليتم إخراج البرنامج في أبهى حلة, كما أن السفارة اليمنية في بريطانيا قدمت لنا الدعم الكبير ونحن ممتنون لها كثيراً. كذلك وزارة المغتربين التي لمسنا منها مؤخراً دعماً معنويا فقط تمثل في نشر خبر عن البرنامج اليمني في إذاعة شيفلد في مجلة (الوطن) التي تصدر عن الوزارة وتعنى بشئون المغتربين حيث أثنت فيه على البرنامج وعلى من يقف وراءه. .. كيف تصفين الشعب البريطاني؟ .. برأيي الشخصي وبحكم إقامتي في بريطاني التي امتدت لعشر سنوات اعتقد أن الشعب البريطاني شعب طيب ودود صادق رومانسي مكافح يقدر العمل ويحترم الإنسان الذي يعمل كما انه لا يوجد تفريق بين المواطن العربي والمواطن البريطاني وهذا الشيء يجعلنا نحس بالأمان بعكس العيش في بلد آخر كأمريكا مثلاً فنحن لدينا أقارب هناك ويخبروننا عما يواجهونه من متاعب من حين لآخر. .. ماذا عن ابنتك بلقيس التي تشاركك في تقديم بعض فقرات البرنامج؟ .. ابنتي بلقيس هي بالأساس خريجة قسم صيدلة وتنوي تحضير رسالتي الماجستير والدكتوراه في بريطانيا لأن لديها طموحاً علمياً كبيراً أما عن مشاركتها في تقديم بعض فقرات البرنامج فهي تعتبرها مجرد هواية فقط وهي متخصصة في تقديم فقرة ركن المرأة ولديها ميول غنائية وصوتها جميل جداً ولها عدة تسجيلات لأغنيات مشتركة مع فنان اسمه وجدي العودلي وبالمناسبة كانت قد قدمت في برنامج سوبر ستار وتم قبولها إلا أنها لم تشترك لأن موعد سفرها المحدد أتى في وقت غير مناسب تماماً مما أدى إلى اعتذارها وكان من الممكن أن تكون أول مشتركة يمنية في سوبر ستار. .. برأيك ما أهم صفات المذيع الناجح؟ .. اعتقد أن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المذيع الناجح هي أولا الصوت الواضح والجميل وكذلك الاطلاع المستمر والثقافة واللباقة والثقة العالية بالنفس. .. ما هي أهم القضايا التي تم التطرق إليها في البرنامج؟ .. ناقشنا قضايا كثيرة كقضايا الشباب وقضايا المرأة والمشكلات التي قد تواجه المغترب أو المهاجر إلا أننا نستطيع القول إن أهم قضية تطرقنا إليها وأثارت رجع صدى كانت قضية حماية الوحدة اليمنية من دعاة الانفصال ففي هذه الحلقة تحدثنا عن هذا المنجز العظيم وكيف ضحى شعبنا من أجله، كما نددنا بأية محاولات انفصالية تعود بنا إلى عهود التشطير، وتمت استضافة عدد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية ومنهم أعضاء في مجلس النواب اليمني وعدد من الشعراء الذين تغنوا بالوحدة كذلك تلقينا مكالمات من مواطنين يمنيين مغتربين أبدوا تفاعلهم مع الموضوع وحقيقة كانت هذه الحلقة من أجمل حلقات البرنامج, فقد شعرنا أننا برغم وجودنا في غربة إلا أننا استطعنا أن نبرز صوت اليمن ونقول للآخرين نحن هنا واليمن ستظل في قلوبنا. .. كيف تقيمين زيارتك لكل من إذاعتي صنعاءوالحديدة؟ .. اولاً أود أن اشكر جميع القائمين على أذاعة صنعاء وأذاعة الحديدة على استقبالهم لي وتعاونهم معي وكانت زيارة ناجحة جداً واستفدت منهم كثيراً, وتعرفت على جميع مرافق الإذاعة واستمعت إلى شرح عن أهم البرامج التي تقدم فيها وكذلك كيفية إعداد الدراما اليمنية وتسجيلها وبرامج المسابقات وغيرها من البرامج المتنوعة. .. إلى ماذا تطمحون مستقبلاً ؟ .. كوننا في مجتمع غربي وكوننا البرنامج الوحيد الناطق باللغة العربية والذي يبث من إذاعة بريطانية هذا الشيء يشعرنا بحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا والتي نتمنى من الله تعالى أن يوفقنا فيها, فلا تتصور مدى الفرحة التي نعيشها عندما نرى تفاعل المستمعين مع ما نطرحه من قضايا, كما لكم أن تتخيلوا مدى السعادة التي نستشعرها عندما ينطلق صوت الأذان مجلجلاً ليدوي في فضاء بريطانيا , نحن لدينا رؤى وأفكار وأحلام كبيرة لا تتسع لها الفترة الزمنية المعطاة لنا حتى الآن لهذا نتمنى أن نجد الاهتمام ليتسنى لنا إطالة فترة البث, ونحن نأمل خيراً لا سيما وقد تمت دعوتنا من قبل وزارة المغتربين للمشاركة في المؤتمر الذي سينعقد في الأيام القادمة بصنعاء. .. أخيراً لمن تدينين بالشكر والعرفان؟ .. أولاً وأخيراً الفضل لله سبحانه وتعالى ثم لزوجي العزيز حيدر عبد الرزاق الذي ساندني وشجعني وأعطاني الثقة الكاملة للعمل ثم للأستاذ المبدع وجدي راوح الذي دعمني كثيراً ولولا عزمه وإصراره وجهوده لما استمرت هذه الاذاعة فله كل الشكر وهو كذلك لكم على استضافتكم لنا في صحيفتكم الموقرة.