أكدت مصادر "نبأ نيوز" أن اشتباكات ضارية تدور منذ فجر اليوم السبت في أكثر من ستة محاور قتالية على الجبهة السعودية، بعد أن لجأت عناصر الارهاب الحوثي إلى توسيع المواجهة، ومحاولة التوغل بخلايا صغيرة في الأراضي السعودية من أكثر من منطقة، وبأكثر من طريقة، لجأت في بعضها الى التنكر وأعمال النصب والاحتيال. وأفادت المصادر: أن أحداث ال(72) ساعة الماضية تسارعت على نحو بدت فيه بعض الأطراف السعودية متفاجئة، حيث وسع الحوثيون عملياتهم لتشمل "جيزان" و"نجران" على حد سواء، وشنوا هجمات متزامنة طالت عدداً من مناطق قطاع بني مالك، وقرية حاكمة الدغارير، وقرية ردحة بني خضر، ومناطق من قطاعي الحرث والعارضة، وتسللوا إلى مسافة بضع كيلومترات من محافظة أحد المسارحة.. وفيما تصدى أفراد القوات المسلحة السعودية لهجمات الحوثيين بشراسة، واشتبكوا معها في معارك ضارية، ما زالت بعضها مستمرة حتى ساعة اعداد هذا الخبر- خاصة في قرية حاكمة الدغارير، وقطاع بني مالك الذي تواجه القوات السعودية صعوبة بالغة في التقدم فيه لشدة وعورة المنطقة، فيما الاشتباكات في مناطق أخرى تكاد تكون أقل حدة.. وهو الأمر الذي استدعى تحريك المزيد من الوحدات العسكرية الداخلية التي شوهدت وهي تتوجه نحو ساحة المواجهات، لتعزيز الوجود العسكري في بعض المناطق التي يتوقع السعوديون أن يستهدفها المتمردون في أي ساعة قادمة. كما تفيد المصادر: أن القوات السعودية التي تقاتل منذ صباح أمس الجمعة لبسط سيطرتها على أحد المرتفعات المحاذية لجبل دخان ما زالت تواجه صعوبات في عملياتها نظراً لتمترس الحوثيين على المرتفعات الشاهقة المطلة على جبل دخان وماجاوره، والتي تقع في الجانب اليمني..
وتشير المصادر إلى أن الحوثيين قاموا خلال اليومين الماضيين بعمليات تسلل واسعة، تنكروا في بعضها بازياء نساء، وفي أخرى بهيئة رعاة، غير أن القوات السعودية نجحت في كشفهم والقاء القبض عليهم، حيث أنها قامت بنشر أطواق أمنية متداخلة للحيلولة دون تسرب أي عناصر حوثية، وسط مخاوف أن تنجح بعض العناصر الحوثية في التسلل الى المناطق الداخلية والقيام بأعمال ارهابية.. وهو ما اضطر المملكة الى اعلان حظر التجوال في العديد من مناطق جيزان ونجران. وفي الوقت الذي قال الحوثيون أمس أنهم أسروا ستة جنود سعوديين في بداية المواجهة، فإن القوات السعودية أعلنت عن أسر ما يزيد عن (155) متمرداً، وقتل العشرات خلال المواجهات التي ما زالت مستمرة وبمشاركة سلاح الجو بكثافة. ونقلت "العربية نت" في تقرير لها اليوم أن القوات السعودية فرضت حظراً للتجوال في نواحٍ معينة تصنف بكونها مسرحاً للمعارك، خصوصاً بعد هبوط الظلام، وسعت للتأكد من شخصيات النازحين بعدما نجح بعض الحوثيين مساء أمس الجمعة في التسلل لبعض القرى مرتدين أزياء نسائية وبعضهم مرافقين للنازحين، وتناقلت أخبار عن أن هناك تجاوباً كبيراً من عدد من الحوثيين لتسليم أنفسهم خصوصاً في المنطقة المحاصرة حول الجبال بعد أن أحكمت قوات المشاة سيطرتها على محيط جبل دخان وقرية ردحة بني خضر التي شهدت مواجهات بين قوات حرس الحدود وعدد من المتسللين انتهت بالقبض على البعض وفرار البعض الآخر. وأشارت إلى أن أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبد قام بجوله تفقدية زار فيها عدة مواقع واطمأن على المصابين في المستشفيات، كما زار محافظة الحرث للوقوف على سير العمل في مراكز الإيواء التي أقامتها إدارة الدفاع المدني بتوجيهات سامية، وذلك لإسكان الأسرة المنكوبة والنازحين من منازلهم من القرى الحدودية. وتم التأكيد خلال الزيارة على صدور أوامر "بإيواء المواطنين في خيام أو شقق مفروشة وذلك على حسب رغبات الأهالي"، مع التأكيد على أولوية ذلك للأسر والعائلات. فيما تواصل "صحة جازان" دعم مراكز الطوارئ في المستشفيات القريبة لمواجهة الضغوط واحتمال الإصابات مع تجهيز بنك للدم، حيث تم بحمد الله شفاء 24 حالة من أصل 58 حالة مع توفير عيادة متنقلة في مراكز الإيواء فيما بلغ عدد الوفيات خمس وفيات حتى الآن. وفي سياق متصل ولأهمية الحدث قررت هيئة الهلال الأحمر السعودي إلغاء مشاركة عدة مناطق من بينها جازان وعسير في حج هذا العام لظروف الحرب على الحدود وللمشاركة في دعم الجهود الصحية والإغاثة. كما وصل ظهر اليوم السبت إلى مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز بجازان الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة بالمملكة، وتلاه مباشرة في الوصول الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع، حيث من المقرر وصولهما إلى مقر القيادات في وقت لاحق. من جهتها أكدت "التربية والتعليم" إخلاء المزيد من المدارس في مختلف المراحل للبنين والبنات، حيث تم إخلاء وإغلاق قرابة (40) مدرسة في قطاعي الحرث والعارضة بعد تزايد المخاطر اثر إعلان الكثير من تلك الجهات منطقة عسكرية وقفلها ومطالبة الأهالي بسرعة النزوح من المناطق الأخطر فيها خصوصاً في ظل انتهاج الحوثيين للتسلل متنكرين في أزياء جاليات أو ارتداء ملابس نسائية، والسير ضمن تجمعات النازحين في محاولة لخداع أفراد الجيش السعودي.
وسارع الكثير من أهالي تلك القرى لسرعة تدبر أماكن سكن جديدة أو اللجوء للمخيمات التي أقامتها جهات سعودية عديدة لاستيعاب الأفواج المتوقعة والمتزايدة من النازحين والذي فضل عدد منهم اللجوء إلى أقارب لهم في قرى في داخل محافظات أخرى مثل صامطة وأحد المسارحة وصبيا وغيرها، أو اللجوء للاستئجار برغم ارتفاع التكلفة أخيرا،ً وهو ما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لمطالبة أصحاب العقار بالتعامل مع الوضع بوطنية أعلى.