شهدت جبهات المواجهة في محوري صعده وسفيان يوم أمس الثلاثاء محاولات حوثية مستميتة لاستعادة عدد من المواقع المطهرة، أو السيطرة على أخرى، بغية إنعاش الروح المعنوية للمتمردين، غير أن ملاحماً قتالية شرسة، سطرها أبناء القوات المسلحة والأمن، حولت السواتر القتالية لجميع المواقع التي هاجمها المتمردون إلى مقابر جماعية لفلولهم، فيما ولى الناجون أدبارهم دون أن يطولوا شبراً واحداً من المواقع التي هاجموها. وأكدت مصادر عسكرية: أن قيادة التمرد حاولت أمس الثلاثاء إعاقة زحف القوات المسلحة، فدفعت بمجاميع كبيرة من عناصرها الارهابية لشن هجمات على مواقع "دخشف" و"العقلة" في "آل عمار"، وباتجاه طريق "صعدة عين"، و"محضة"، و"قطابر"، ومواقع أخرى في "جبل عنبان"، وبالقرب من "تبة البركة"؛ إلاّ أن أبطال القوات المسلحة تصدوا ببسالة لهذه الهجمات، فأسقطوا ما يزيد عن (44) قتيلاً، وعشرات المصابين، ملحقة بفلول التمرد هزائماً نكراء في جميع المواقع التي تمت مهاجمتها بلا استثناء. وقالت المصادر: أن أكثر من (20) إرهابياً- بينهم الإرهابي "أحمد صالح دغسان"- سقطوا بين قتيل وجريح عند موقعي "دخشف" و"العقلة" بمنطقة آل عمار بعد محاولة انتحارية لاستعادة هذين الموقعين، جوبهت من قبل وحدات الجيش الرابضة هناك بقتال شرس ردّهم على أعقابهم خاسئين. كما تصدت وحدات من الجيش والأمن لمغامرة انتحارية أخرى حاولت خلالها العناصر الارهابية استعادة بعض المناطق والمواقع على طريق "صعدة عين" و"محضة"، والتي تم تطهيرها في وقت سابق من رجس التمرد، فكان أن تساقط العديد من تلك العناصر بين قتيل وجريح بنيران القوات الرابضة في تلك الجهات.. وهو المصير ذاته الذي انتهت إليه مجموعة إرهابية أخرى هاجمت مواقعاً للجيش في "جبل عنبان". وفي محور سفيان، فإن معاركاً ضارية دارت بين وحدات الجيش ومجاميع إرهابية هاجمت مواقعاً بالقرب من "تبة البركة"، غير أنها فوجئت بقتال شرس من قبل أبناء القوات المسلحة، الذين أسقطوا أكثر من نصف القوة المهاجمة بين قتيل وجريح، واضطروا المتبقين للفرار. ورغم تعدد هجمات المتمردين، إلاّ أن وحدات الجيش والأمن واصلت تقدمها، وشن الهجمات على معاقل وأوكار الارهاب الحوثي، فقد قامت بمهاجمة وتدمير وكراً للحوثيين قرب منطقة "المقاش"، وقتلت وأصابت العديد من العناصر الارهابية التي كانت تتحصن فيه.. كما شنت صولة أخرى على أوكار التمرد في منطقتي "سبهلة" و"الصفراء"، ودمرت (3) شاحنات كانت تستخدمها العناصر الارهابية. أما في مدينة صعده، فقد طاردت قوات أمنية ثلة من العناصر الارهابية التخريبية، وقتلت (4) منهم، وهم: (عبد العزيز حجر، ومحمد علي محياء، وحسين الداعي، وجميل محسن التماني). وفي مديرية "قطابر"، لقي نحو (10) من العناصر الارهابية مصرعهم في اشتباك مع القوات الشعبية خلال محاولة مجموعة حوثية كبيرة اقتحام المنطقة. ومن بين العناصر التي لقيت مصرعها: (عبد الرحمن يحيى محمد الحاكم، وحسين إسماعيل عبد الكريم، واحمد إسماعيل محمد الضحياني)، فيما سقط عدد كبير من المصابين، وولت بقية القوة المهاجمة أدبارها تجر أذيال الخيبة والهزيمة.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المحاولات "الانتحارية" التي قام بها الحوثيون أمس الثلاثاء كانت متوقعة، وقد تم الاستعداد لها جيداً، حيث أن قيادة التمرد تبحث عن أي مكسب ميداني ترفع من خلاله معنويات عناصرها الارهابية بعد سلسلة الهزائم التي منيوا بها خلال الأيام القليلة الماضية، والتي بدأت تنعكس على تكوينات التمرد من الداخل مسببة حالات عصيان وتمرد على الأوامر، وتزايد أعداد المتورطين الذين يقومون بتسليم أنفسهم طوعياً لوحدات الأمن والجيبش. وأكدت المصادر: أن الحوثيين بدأوا منذ فترة العد التنازلي لتمردهم، وإن نهايتهم أصبحت وشيكة، ولا تتعدى أن تكون مسألة وقت ليس أكثر، منوهة إلى أن القوات المسلحة ظلت حريصة على أرواح أفرادها، وتتفادى الزج بهم في أي مواجهة قد ينجم عنها خسائراً بشرية كبيرة، مهما كانت أهمية الهدف، طالما يمكن بلوغه بخسائر ضئيلة جداً إذا ما تم التأني لبعض الوقت، مبينة أن الحوثيين على النقيض من ذلك تماماً، وأنهم على استعداد للتضحية بأرواح المئات من أجل دعاية إعلامية لا أكثر..