شن حمود الصوفي محافظ محافظة تعز هجوما لاذعا ضد وزير الإعلام حسن اللوزي, متهما إياه بأنه يعاني من ضنك في عقله إذا كان يعتبر حمى الضنك بتعز تدخل من باب المزايدات. وأضاف الصوفي- في سياق رده على سؤال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأربعاء بمقر المحافظة بعد الاجتياح المتعاظم لحمى الضنك بالمحافظة: أن تصريح وزير الإعلام حول حمى الضنك كان صدمة بالنسبة له لأنه أوحى للناس بعدم وجود هذا الوباء بالمدينة في حين كنت موجودا- والكلام للمحافظ- في جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع وأوضحنا للمجلس خطورة وتداعيات وأسباب ومعالجات حمى الضنك, واصفا المناقشة حول الموضوع من قبل الحكومة بالجدية، حيث تم على ضوء هذا الاجتماع اعتماد أجهزة فحص خاصة بالوباء بقيمة 500 ألف دور وستصل قريبا إلى المحافظة.
وقال الصوفي: كنت أتمنى من وزير الإعلام ان يطرح أن هناك مبالغة وليست مزايدة, وأنا أول من يعترض على هذا الأسلوب.
وتطرق الصوفي إلى جوانب مختلفة في مكاشفة هي الأولى من نوعها مع الصحافة التي قال انه ليس لديه خصومة معها وانه فقط ضد ما وصفه بالثرثرة التي تحملها أحيانا, وتابع: أن الحاجة إلى برنامج التوعية حول مرض حمى الضنك هو الوسيلة الفعالة للتصدي لهذا الوباء الذي قال انه لا يقتصر على تعز فقط أو اليمن بل هو وباء عالمي عجز معه الطب حتى الآن عن إيجاد لقاح شاف له حتى اليوم.
واعتبر أن الاعتماد على الدولة فقط غير نافع مع هذا الوباء, منوها في سياق رده أن للمرض علاقة خاصة بتعز منذ أواسط التسعينات, مرجعا ذلك إلى شحة المياه في المدينة ولجوء الأهالي إلى تخزينها لمدة تصل إلى شهر الأمر الذي يخلق بيئة مناسبة للبعوض للتوالد والتكاثر ومهاجمة البشر. وبشر الصوفي سكان المدينة من هجوم كاسح لهذا البعوض الذي يميل إلى السكون في هذه الأيام والظهور في شهر مارس القادم حينما تتوفر له بيئة ممطرة تكون درجة الحرارة فيها تتراوح ما بين 25 إلى 30م, داعيا المواطنين إلى إتباع وسائل الوقاية والتوعية كحل وحيد للوقاية من هذا الوباء.
واعترف محافظ تعز بعدم جاهزية المحافظة لمواجهة الأوبئة والأمراض والكوارث قائلا: حقيقة لا تزال الإمكانيات محدودة في تعز لمواجهة الأوبئة والكوارث والأمراض ولهذا السبب هناك خطوات للتعامل بجدية مع الواضع وذلك من خلال تحويل مستشفى الثورة العام الى هيئة وقد انعكس ذلك بالتوسعة الجارية للأقسام الجديدة وكذلك هناك ترميم للمستشفي الجمهوري وبناء مركز القلب فيه إضافة الى المستشفي التعليمي التابع لجامعة تعز الذي أصبح قيد التنفيذ بعد حصول التمويل الخارجي له.
واستنكر محافظ تعز نغمة المناطقية التي تثيرها بعض الصحف والتي تضر بوحدة الوطن, معتبرا أن الوطن واحد والمعاناة واحدة في الشمال والجنوب, وقال: استغرب ممن يقول أن هناك استهداف لتعز, متسائلا: هل تعز أفضل حالا من بقية المحافظات أم أن المعاناة واحدة؟
وأضاف: من ينهب أراض في عدن أو في تعز والحديدة هم أفراد لديهم نوايا عدوانية تمثل إرادة فردية ينبغي أن يخضعوا للمساءلة القانونية , ونفى الصوفي ان يكون قد فشل في عمل شيء لمحافظته بعد مرور سنة على انتخابه كمحافظ لها, مستشهدا بعدد من المشاريع التي اعتبرها إستراتيجية وستنقل المدينة إلى مستوى مغاير منها قضية تحلية المياه للمدينة التي اعتبرها هي الحل العملي المستديم للمدينة وسكانها الذين يعانون من وباء حمى الضنك بسبب شحة المياه .
وكشف عن وجود خطة لعمل حل لقضية المياه خلال فترة ثلاث سنوات اذا ما بدأ العمل من اليوم بجدية وتوفرت الاعتمادات اللازمة, كما تحدث الصوفي عن انجازات في محافظته سيشهدها عهده منها الأستاذ الرياضي ومبنى المطار الذي يبلغ تكلفته 36 مليون دولار ومن المقرر ان يتم بناء البرج مع مطلع يونيو القادم علاوة على ميناء المخاء والمدينة السكنية, مؤكدا ان الحكومة التي أقرت ميزانية مخيفة هذا العام بسبب تراجع أسعار النفط اعتمدت مع ذلك لمحافظة تعز موازنة استثنايئة مقارنة ببقية المحافظات وذلك تقديرا لدورها الوطني والنضالي تجاه الوطن, مشيرا الى ان الموازنة الاستثمارية للمحافظة بلغت نحو سبعة مليارات ريال.
وأشار الصوفي إلى ان السلطة المحلية ليس لديها تعليمات بتجميل الوضع بالمحافظة وأنها تعلن بشفافية كاملة للصحافة حقيقة الوضع حول الوباء الذي يجتاح المحافظة, معتبرا أن إخفاء كارثة من هذا الحجم والنوع خيانة عظمى لاى مسئول.
وكشف الصوفي ان العدد الإجمالي الرسمي حتى اليوم هو 914 حالة, لافتا إلى ان هذا العدد ليس نهائيا وان هناك مئات العيادات الطبية والمستوصفات والمستشفيات تستقبل المرضى علاوة على مناطق الريف وليس لديها رصد حقيقي لهذا الوباء مما يعني أن العدد مرشح للتزايد , وشدد محافظ تعز في ختام المؤتمر الصحفي الذي حضره ممثلو الصحف الرسمية والأهلية والمستقلة المطبوعة والالكترونية على أهمية دور التوعدية فيما يخص وباء حمى الضنك , مطالبا الصحفيين تحري الدقة والمعلومة والموضوعية. حضر المؤتمر الصحفي وكيلي المحافظة عبد الله أمير وعارف مجور.