نثمن دعوة الأخ رئيس الجمهورية للحوار الوطني المسئول ترحيبا حار وننتقد جزئيا تحديد المشاركين في الحوار. كنت أتمنى أن يتوسع باب الحوار لكل فئات الشعب اليمني لان كل المدعوين للحوار هم أسباب رئيسية للوصول الى الأزمة التي نعانيها بسبب تقصيرهم في أداء واجبهم، فمثلا الأحزاب (المعارضة) لم تؤد دورها النابع من المجتمع. فمن يعارض اليوم لا يعارض من اجل المصلحة الوطنية التي يعاني منها المجتمع اليمني بل لتضرر مصالحهم الشخصية والسياسية ويعرفهم الشعب اليمني مهما زايدوا ويعرف أسباب تحولهم السريع من (س) الى (ص) فالتحول هذا السريع بسبب مصالحهم الشخصية ويجب أن يتحلوا بالشجاعة ويجاهروا بمعارضتهم الحقيقية ولا يتباكوا على الشعب المسكين لأنة قد عرف حقيقتهم والتاريخ يوثق ذلك عبر مراحله. ومنظمات المجتمع المدني لم تؤد دورها المناط كونها قوى ضاغطة لإصلاح الاختلالات أينما وجدت سواء في السلطة أو المعارضة. ولم تقم بأي دور خلال فترات الأزمات التي مر بها الوطن لأنها لو أدت دورها الصادق والحقيقي لما وصلت الأمور الى ما وصلت إليه اليوم. من خلال ما تم سرده لا يعني ذلك أنتقاصا في دعوة الحوار الوطني بل كوني مواطنا يمنيا أعبر عن رأيي خارج دائرة الحوار وقد كفل لي الدستور والقانون النائمين هذا الحق، بل يهمنا أن تكون دعوة جادة ومثمرة وليس بلبلة أعلامية وكون الامر قد أحيل الى مجلس الشورى نتمنى من مجلس الشورى توسيع الحوار وإشراك كل الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة والعاطلة لان الفاعلة لم تثمر فربما العاطلة قد تثمر.
نرجو أن يوسع الحوار ويكون حواراً وطنيا صادقا يشمل جميع أبناء الوطن اليمني وكل مواطن لدية رؤية لحل الازمة الناتجة عليه ان يقدم رؤيته الى مجلس الشورى وتناقش لان ما يحصل اليوم هو يمس بدرجة أساسية الشعب اليمني. وبالنسبة لرؤؤس الأقلام الذين تم اختيارهم للمشاركة في الحوار لو كان فيهم خيرا لما وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم ويجب أن يعرف الجميع أن من يحب الوطن يجب عليه أن يقول كلمة الحق ويبتعد عن النفاق والمزايدة من اجل الحصول على شيء ما.. علينا أن نؤمن مستقبل أولادنا حتى يعيشون بأمان وحرية.. يجب أن يعرف من يحكمنا أننا نعاني من الظلم والبطش وأنتهاك الحقوق والحريات والنهب والسلب من قبل النافذين، ونعاني من نقص في كل الخدمات الحياتية اليومية والقانون لا يطبق بل يطبق معكوسا.. فمن يريد الخير للبلاد والحوار الوطني يعني تطبيق النظام والقانون وصيانة الحقوق والحريات وأنصاف المظلومين والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة ومحاربة ومكافحة الفساد والفاسدين والعابثين بخيرات البلاد بل واستئصالهم وتحقيق التعايش السلمي الاجتماعي بعيدا عن أثارة النعرات المناطقية والعنصرية والطائفية والمذهبية البغيضة، ومن يثير هذه النعرات يجب أن يعلم أنه أول من سيكتوي بنارها وتحقيق السلم والأمان الاجتماعي والعيش الكريم لكل المواطنين والابتعاد عن فردية القرار والوطن للجميع وليس من كان معي فهو وطني ومن كان ضدي فهو عميل..
يجب أن ننتبه لهذه النقطة التي بدأت تغزو المجتمع والتي لها دلالات وانعكاسات خطيرة سنجني ثمارها الخطيرة مستقبلا كما هو حاصل في تسمية المتمردين بالحوثيين، فكل يمني مغترب في السعودية يتم ابتزاز حقوقه وأهانته تحت مسمى الحوثي. وقد أطلعت على بيان منظمة تختص بالدفاع عن حقوق المغتربين تشير فيه أن اليمنيين في السعودية قد تعرضوا لكل الانتهاكات وتم الزج بالعشرات الى السجون بتهمة الحوثية.
ويجب أن نتنبه لأخطائنا السابقة ولا نكررها لان انتزاع الوطنية من شخص ما شيء كبير جدا وليس بالأمر الهين.. أما الثوابت الوطنية والمكاسب الوطنية التي تتمثل في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية فمن يعتقد أننا سنتنازل عنها فهو واهم، واهم فهذة المكاسب حققها الشعب اليمني العظيم لأنها من صنع الشعوب وليس من صنع الأفراد..
نتمنى للحوار الوطني كل التوفيق والنجاح والذي كنا نأمل أن يكون تحت مظلة السلطة التشريعية المنتخبة من كل أبناء الوطن ولكن يجب أن نؤمن بالآية الكريمة التي تقول (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.. صدق الله العظيم. .