في مشاهد يومية أقرب للواقع عن كونها عملاً درامياً تليفزيونياً ويمارسها غالبيتنا ، إستقبل أحد موظفي المصالح الخدمية عدداً من المواطنين لتقديم طلباتهم ، ولشدة تزاحمهم دون ترتيب طلب منهم وبصورة متعالية الالتزام بالدور وتشكيل طابور يسهل ذلك حتى يتعلم الجميع ( حسب قوله ) النظام ولو مرة واحدة في حياتهم ، وأثناء تشكيل الطابور فوجىء الموظف بوصول أخيه وأحد أصدقائه واللذان تصادف دورهما في مؤخرة الصف ، فناداهما على الفور دون اكتراث لمن حوله : لماذا الوقوف آخر الطابور ، أعطوني المعامله ،،،،، وفي لحظات أنُجِزَتْ . وتابع بعد ذلك استلام الطلبات من البقيه حسب ( الدور ) قائلاً لمن كانت أوراقه مستوفية : راجعنا بعد أسبوع ! وفي مشهد آخر ، تقدم مجموعة من طالبي الوظائف لشغل درجات وظيفية أقل بكثير في عددها من المتقدمين لها ، وبسبب التزاحم ظل أحدهم يجلجل بأعلى صوته معبراً عن سخطه من قلة الدرجات الوظيفية واستياءه من الرشوة والمحسوبية التي على أساسها يتم اختيار الفائزين بها ، وخلال ذلك تقدم له أحد سماسرة الدرجات الوظيفية ، وبهدوء عرض عليه ضمان الحصول على درجة منها دون غيره من المتقدمين مقابل مبلغ وقدره (...) ، فأجابه دون تردد : أبشر ولايهمك ، وبزياده كمان لوحبيت !! وفي مشهد ثالث ، كان الأستاذ يلقي درسه في المقرر عن السلبيات التي يعاني منها مجتمعنا اليمني ، ومنها بطبيعة الحال مشكلة تناول القات ، مستعرضاً أضراره على الصحة والبيئة والزراعة ونقص المياه وتدني المستوى الاقتصادي للفرد والتفكك الأسري وخلافه ، وأثناء استرساله في الحديث رن هاتفه المحمول ، وبعد معرفته من المتصل ، إذا به يجيب بصوت عالي : حياك الله ، متى عدت من السفر ،،،، عليّ الطلاق ( قاتك ) على حسابي اليوم ،،،، نلتقي الساعه 3 عشان ( نخزن ) عندي في البيت !!! وفي مشهد رابع ، وفي طريق ذهابه الى سوق القات ، استوقفه أحد بائعي الفاكهة الذين عادة ما يعرضون بضاعتهم عند مداخل أسواق القات ، عارضاً عليه شراء مايوده من فاكهة ، فسأله عن قيمة كيلو التفاح ، فأجابه البائع : ب 500 ريال . فرد عليه ( مستنكراً ) ورافضاً شراؤه : حرام عليك . ذبحتونا بالغلاء ! وعند وصوله إلى بائع القات ، وبعد شد وجذب حول سعرنوع وكمية القات الذي اختاره ( استجدى ) ( المقوت ) قائلا : والله العظيم مامعي إلا 2000 ريال ، خذها وأعوضك بكره !!!! وفي مشهد خامس ، وفي مجلس القات ، كان أحدنا يستنكر مايسمى ( الوساطة ) كظاهرة وآفة يعاني منها مجتمعنا اليمني وكذلك العربي والإسلامي ، كونها حرمت مجتمعاتنا من الاستفاده من كوادرها المتميزة ممن أجهضت حقوقهم في الاختيار والتنصيب في المكان المناسب ووفقا للمعايير القانونيه ، ولم يستثني نفسه من ذلك الحرمان كونه ( حسب رأيه ) الأحق من غيره في الوصول إلى ما هو أعلى مما عليه الآن ، ويشاركه في الرأي الكثير من رفاقه الحضور ماعدا أحدهم ، لم يلقي بالاً لموضوع النقاش وظل متجهما ، الأمر الذي أثار فضول المتحدثين فسألوه عن سبب صمته وتجهمه وعن ما يشغله عن مشاركته الحديث معهم ، فرد عليهم بقوله : أن لديه من المعاملات الشخصية ما لم يستطع إنجازها منذ فترة كونها ( غير مطابقة ) للشروط القانونية ، وعلى الفور رد عليه من كان معارضاً للوساطة مستنكراً : ليه ماكلمتني من قبل ، تعالي بكره وأنا أخلصها لك في نفس اليوم !!!!! إشاره: كانت تلك مشاهد ( تخيلية ) لما هو عليه حالنا الذي يعاني من انفصام في ال(...) ؟!! [email protected]