بغياب تسعة من القادة العرب، تنطلق اليوم الثلاثاء في العاصمة السودانية الخرطوم فعاليات القمة العربية الثامنة عشرة بأجندة مزدحمة بقرارات ينتظر أن يقرها القادة العرب الذين غاب منهم العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري حسني مبارك والعراقي جلال طالباني، كما يغيب عن القمة، التي تقرر اختزال فعالياتها في يوم واحد بدلا من يومين، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والعاهل المغربي محمد السادس والرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وسلطان عمان قابوس بن سعيد، وفق مصادر في الوفود العربية المتواجدة في الخرطوم . من جانبه اتهم مصطفى عثمان إسماعيل، المستشار السياسي للرئيس السوداني، الولاياتالمتحدة بمواصلة الضغوط على الدول العربية في محاولة إفشال القمة العربية، وقال: المحاولات الأميركية للضغط علي القادة العرب مستمرة، لإضعاف القمة أو إفشالها، لكنها لن تنجح في تقديري"، على حد تعبير المسئول السوداني . وحسب مصادر دبلوماسية عربية فمن المقرر أن تعقد عقب الجلسة الافتتاحية العلنية، جلسة تشاوريه مغلقة حيث تشهد اعتماد مشروع جدول الأعمال والمناقشة العامة للقرارات، وينتظر إقرار تجديد ولاية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال اليوم الأول من اجتماع القادة في ظل دعم مصر القوي لمرشحها وغياب منافسين. ومن المقرر أن تشغل قضية دارفور مساحة كبيرة في مناقشات الجلسة المغلقة للقادة العرب خاصة حول قرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا الى تسريع اتخاذ القرارات اللازمة من اجل نقل مهمة حفظ السلام في هذا الإقليم الى قوات تابعة للأمم المتحدة، حسب مصادر الوفود المشاركة . ورفع وزراء الخارجية العرب الى القمة بعد مناقشات مستفيضة مشروع قرار حول دارفور لا يتضمن موقفا واضحا من مسالة نشر قوات دولية ويتجنب تماما الإشارة الى قرار مجلس الأمن، ويتوقع دبلوماسيون عرب أن يسعى قادة عرب الى إقناع السودان بقبول قرار مجلس الأمن إذ يؤكدون انه "لا خيار آخر أمامه ولا مجال للوقوف في وجه الشرعية الدولية" . وينص مشروع القرار،على أن نشر "أي قوات أخرى" غير القوات الأفريقية في دارفور "يتطلب الموافقة المسبقة للحكومة السودانية"، وهو بذلك لا يغلق الباب أمام احتمال إرسال قوات دولية الى الإقليم الذي يشهد منذ ثلاث سنوات حربا أهلية أسقطت مايصل الى 300 ألف قتيل وأدت الى نزوح 4،2 مليون آخرين من ديارهم. ووفقاً لمصادر جامعة الدول العربية فإن لبنان سيكون الدولة الوحيدة التي تمثل برئيسين في القمة إذ يحضر الرئيس إميل لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ومضت ذات المصادر قائلة إن لحود سيلقي كلمة خلال الجلسة المغلقة للقمة لعرض وجهة نظره من تطورات الأوضاع الداخلية في لبنان، وأضافت ذات المصادر أن السنيورة قرر المشاركة بسبب "النقص في تمثيل لبنان إذا ما اقتصر الأمر على مشاركة رئيس الجمهورية" اميل لحود . وفي الشأن العراقي فمن المزمع أن يقر القادة العرب مشروع قرار يؤكد الدور العربي في العراق بعد أن أبدى بعض الوزراء خاصة وزيري خارجية السعودية والإمارات قلقا واضحا من النفوذ الإيراني الواسع في هذا البلد، وفود . ويدعو مشروع القرار الى "سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تمهد الطريق لخروج القوات الأجنبية من أراضيه"، ويتوقع صدور قرار كذلك بالتمديد للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لمدة خمس سنوات أخرى في منصبه . ومن المقرر أن يقر القادة مشروع قرار حول القضية الفلسطينية يرفض خطة ترسيم الحدود الإسرائيلية من جانب واحد التي تبناها رئيس وزراء إسرائيل بالوكالة ايهود اولمرت المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى اليوم الثلاثاء .