اكدت السيدة نورية الجرموزي- رئيسة ملتقي الشباب المبدع بمحافظة تعز أن منظمتها تواجه الإرهاب والتطرف بلغة الموسيقى وإشاعة ثقافة الجمال والحب في اليمن, داعية الى ما أسمته الاختلاط الايجابي في الجامعات اليمنية, منتقدة أولئك الذين يشيعون "الثقافة الظلامية"، مرجعة أسباب ظهور التشدد إلى التعددية الحزبية التي أتاحت للمتشددين فرصة الظهور، وأوجبت على احترام الرأي الآخر. واتهمت جهات رسمية وغير رسمية بممارسة الفساد وعرقلة جهود الملتقى الذي يسعى الى خلق فرص عمل لشباب الريف غير المتعلم ورفد السوق المحلية والخليجية بالكادر المؤهل، كما اتهمت الأحزاب والمنظمات بالمتاجرة باسم المرأة، في حين ان حالها لم يتغير الى الاحسن.. وأشارت إلى أحزاب تستغل المرأة في مواسم الانتخابات فقط.. ومنظمات يتم إنشاؤها لأغراض حزبية، أو غايات كالتي قامت لأجلها 23 منظمة بصعدة. جاء ذلك في حوار شيق للغاية أجرته "نبأ نيوز"، مع السيدة نورية الجرموزي، التي كانت ردودها في منتهى الصراحة والجرأة... فإلى نص الحوار: • ملتقي الشباب المبدع – ماهي أهم أهدافه ؟ -- أهم أهدافه تنمية قدرات الشباب وإيصالهم إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي اقتصاديا وثقافيا وحقوقيا، بمعنى آخر لدينا رؤية تهدف إلى تحسين الشاب لوضعه باستخدام إمكانياته وفق برامج توعوية وأحيانا المادية ونستهدف الشباب على مستوى الجمهورية من سن 15 سنة وحتى 35 سنة. • هل تواجهون صعوبات؟ -- نعم هناك مسئولين ينتمون لجهات رسمية وغير رسمية يقومون بعرقلة مسيرة المنظمة التي تهدف الي رفع مهارات وقدرات شباب الريف غير المتعلم وخلق فرص عمل لهم في كافة القطاعات الحكومية والخاصة. • ماهي هذه الجهات التي تعرقل نشاطكم؟ -- هي جهات غارقة في الفساد، يمارس مسئوليها الفساد والابتزاز المادي مع الملتقي مما يؤدي الى تقويض نشاطه وبرامجه مثل برنامج دبلوم اللغة الانجليزية التي وقف بعض أساتذة جامعة تعز ضد تنفيذ البرنامج لمصالح شخصية بحته. • هل افهم من كلامك ان جامعة تعز تقف ضد نشاطكم؟ -- هناك الكثير من المؤسسات التي تتعاون معنا بشكل نظري في حين هي عكس ذلك في الواقع علاوة على بعض المؤسسات مثل وزارة الأشغال التي دربت 15 شابا من شباب الريف على المعدات الثقيلة والخراطة في المرحلة الاولى، ولكنها اليوم تراجعت عن دورها في المرحلة الثانية وطلبت 200 الف ريال رسوم تسجيل عن كل طالب, من فين لطالب الريف بهذا المبلغ الكبير!! • وماذا عن الجانب الحكومي؟ -- الجانب الحكومي يمارس ضدنا الابتزاز والفساد وفق مفهوم (كل واحد يشتي حقة) وبالتالي فالملتقي يصطدم بعراقيل لا حصر لها علاوة على ان الجهات الحكومية وغير الحكومية تقوم بتسهيل مهمة المنظمات التي تحصل على دعم خارجي , لأنها تدفع لهذه الجهات نظير ذلك مبالغ مالية كبيرة في حين يتم عرقلة المنظمات التي لا تحصل على دعم خارجي لعجزها عن دفع (حق ابن هادي) الذي عادة ما يكون من العيار الثقيل, فمثلا عرقلة السلطة المحلية استكمال صرف مبلغ 320 الف ريال للملتقي وهو نصف ميزانية تشغيلية لبرنامج تم تنفيذه عام 2007م كان قد وجها بها المحافظ السابق احمد الحجري نظير قيام الملتقي بتنفيذ برنامج المرحلة الثانية والثالثة من تصميم وتنسيق الحدائق وكلف المشروع 720 الف ريال, وكان المحافظ الحجري وابوراس والصوفي قد وجهوا بسرعة صرف مستحقات الملتقي وحتى اليوم ما تزال في طور التوجيهات التي لم ينفذ منها شيء بالرغم من مرور ثلاث سنوات على تنفيذ البرنامج. • هل لديكم رسالة محددة؟ -- لدينا رسالة تتكون من ثلاثة جوانب منها الجانب الثقافي والجانب البحثي والأدب والشعر والموسيقي والفنون وهناك الجانب الحقوقي فنحاول نرتقي بالشباب في الجوانب الإعلامية والحقوق. • كمنظمة مدنية تعتبر رديف للدولة في قضايا التنمية، ماذا فعلتم للشباب بخصوص قضية البطالة؟ -- الحمد لله نحن نعتقد أننا على المستوى العملي نفذنا برنامج هو الأول من نوعه على مستوى الجمهورية واستهدف شباب الريف وعندما عملنا استبيان في بعض مناطق تعز واب وجدنا ان هناك من الشباب ليس لهم هدف في الحياة وليس لهم مصدر دخل محدد وليس لهم من هم الا القات في الحياة، وكان من ضمن الأماني لديهم هي السفر للسعودية أو التدريب على قيادة المعدات الثقيلة. ومن هنا جاءت فكرة تدريب شباب الريف على قيادة المعدات الثقيلة ونفذنا البرنامج وكانت الدفعة الأولى 26 شاب وهم الآن في سوق العمل ما عدا اثنين منهم لأسباب شخصية وأسرية والدفعة الثانية نفذنا دورة تدريبية لعدد 22 شاب من مناطق الريف أيضا وكان ذلك بالتعاون مع مصنع اسمنت البرح وباجل المشكورين إلى جانب وزارة الأشغال ومركز الطرق والجسور بالمحافظة تعز وعضنا عليهم فكرة تدريب الشباب على هذه المعدات المهجورة في أحواش الهيئة بدلا من وجودها بلا فائدة وقد كلفت الدولة ملايين الريالات والحمد لله تعاونوا معنا, كما نفذنا برنامج تنسيق الحدائق عام 2006م وهو من البرامج التي تستهدف القضاء على البطالة في أوساط الشباب أيضا وهو برنامج الأول من نوعه في الجمهورية وتم بعد البرنامج توظيف اثنين من المتخرجين في مكتب تحسين محافظة تعز. • ما هي طموحاتكم المستقبلية؟ -- لدينا طموح لان ندعم الشباب في مشاريع صغيرة مشتركة بحيث ندعمهم معنويا وماديا الى حد معين لأننا نرفض موضوع القروض في الملتقي ويهمنا فقط الشراكة معهم وكل شاب بقدر استطاعته ونحن نساعده حتى يحقق الشاب لنفسه مشروعه الخاص الصغير والشرط الوحيد لدينا هو ان يكون الشاب او الشابة قادرا على تحمل المسئولية. • للملتقى أهداف أخرى وطنية مثل التوعية بمخاطر وأضرار الإرهاب.. كيف تعملون في هذا الجانب؟ -- هذا العمل هو من أساسيات عمل الملتقى حيث نعمل على مواجهة كل من يحرم الفنون والشعر والموسيقى والرسم، بمعنى نحن ضد كل من يحرم أدوات الجمال من هؤلاء الظلاميين الذين انتشروا بيننا انتشار الرياح في الهشيم. • وما هي أنشطتكم في هذا المجال؟ -- نحاول ان نشارك بأنشطة موسيقية وفنية كالرسم والخط وذلك قدر الاستطاعة. • ما هو طموحكم في هذا الاتجاه؟ -- نحاول أن يكون للملتقى فرقة موسيقية خاصة وفي خطتنا القادمة تدريب الفن الموسيقى. • لماذا لم تنفذوا هذا البرنامج حتى الآن؟ -- الإمكانيات فقط هي السبب إضافة إلى عدم وجود جهات لديها الاستعداد لتقديم مثل هذا الدعم، فقد تواصلنا مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة وكلها وعود حتى الآن. • هل لديكم نية لإنشاء مركز أو معهد لتعليم الموسيقى؟ -- نعم لدينا نية لإنشاء فرقتين موسيقيتين واحدة للفتيات وأخرى للشباب وفرق أخرى للمسرح والتمثيل ونعتقد أن هذه من وسائل القضاء على البطالة وإبعاد الشباب عن بؤر التطرف والتشدد ومجالس القات والديزبام والشللية. • هل يتوفر عناصر شابة مبدعة في هذا المجال؟ -- نعم لدينا شباب يملكون مواهب غير عادية في الموسيقى والغناء. • من الجنسين؟ -- حاليا من الأولاد ولكن لدينا يملكن مواهب من الفتيات لديهن الجرأة والحماس والرغبة في الغناء والموسيقى ولكن على استحياء شديد، ونحن نؤكد هنا أن المقصود بالغناء ليس ما يثير الغرائز ويحول الناس إلى سلع أدمية ولكن الأغاني الطربية والإنشادية التي ترتقي بعواطف الإنسان ووجدانه. • أين تجدون هؤلاء المبدعين والمبدعات؟ -- صراحة نجد صعوبة في الكشف عن الفتيات ولكن هناك فتيات في المدارس لديهن مشاركات متميزة في الغناء والموسيقى والمشكلة هي في المجتمع التقليدي جدا. • هل تعرضتم لمضايقات من قبل جماعات متشددة؟ -- حتى الآن لا.. لأننا نوضح للناس وجهة نظرنا، وهناك تعاون من الإصلاح وبعض السلفيين النيرين فيما يخص الإنشاد وليس الغناء. • هل النقاب يحول دون وجود فتيات للغناء بدون نقاب؟ -- المشكلة في نقاب المجتمع وليس في الشكل. • هل لديكم رسالة تصب في هذا الإطار؟ -- نعم ولكن تدريجيا لأننا لا نملك عصا سليمان. • هل هناك خطوات عملية في هذا الجانب؟ -- نعم نحن في عام 2007م حاولنا نبدأ مع الفتيات في جامعة تعز بتدريبهن على فن القيادة. • لديكم أفكار منفتحة الى حد ما حول موضوع النقاب فيما معظم المتطوعات في الملتقى منقبات؟ -- أنا شخصيا منقبة كما تعرف وقبل تأسيس الملتقي عام 2004م ارتديت النقاب لسبب شخصي بحت وهو أشعة الشمس، واعتقد ان هذا الموضوع شخصي يعود للفتاة نفسها والمشكلة كما قلت نقاب المجتمع, في عام 2004م راهنت إحدى زميلاتي على نجاحي في قيادة الملتقي وأنا منقبة ولكن الحمد لله أنا أقود الملتقي وأنا منقبة أحيانا. • وهل تعتقدين أن النقاب أعاق مشاركة المرآة في الحياة؟ -- أؤكد نحن لا ندعو للنقاب وفي نفس الوقت لا ندعو إلى تقليد الغرب لكي نتكسب ماديا كما يفعل البعض.. كما لا ندعو للحجاب ونعتبر ذلك أمر خاص بالفتاة نفسها.. لقد حصل لي موقف في فندق سوفتيل بتعز على هامش فعالية عندما اصطفينا للغداء ولاني لا أستطيع تناول الطعام بالنقاب قمت بخلعه فتفاجات أن كل المصطفين في الطابور حولوا أنظارهم نحوي بشكل ملفت للنظر، ولكن من ناحية شخصية اعتقد انه لا يعيق أداء المرآة في الحياة. • البعض يرى ان النقاب تحول بصورته الحالية تلك الى قضية سياسية؟ -- النقاب بصورته تلك ظاهرة خطيرة جدا ومرفوضة وتؤثر في موضوع الغش الفكري والجدل الديني وتعتقد ان النقاب ليس فريضة وليس له اساس من الدين في شيء فهو ملبس وزي وتحول اليوم الى قضية سياسية واصبحت بسببه المراة وسيلة للكسب السياسي والمادي احيانا.. اليوم يوجد محل تجاري بصنعاء يبيع النقاب بسعر عشرة الاف ريال بحجة انه ماركة ممتازة، وهذه القيمة تكفي لمعيشة مواطن لمدة شهر.. • كيف تنظرين لموقف الأحزاب من قضية المرآة؟ -- الأحزاب هي يمنية ونظرتها للمرآة واحدة وتختلف بدرجات متفاوتة بسيطة. • وكيف تنظرين لموقف الإصلاح من المرآة؟ -- الإصلاح يحاول أن يكون له موقف متطور تجاه نظرته للمرآة، هناك قيادات فيه تحترم المرأة وهناك منهم من يخرج المرآة فقط أيام لانتخابات عندما يحتاجها للتصويت للحزب، ولدي مقال تحت عنوان "طوابير من الطرايبل إلى أين,".. للأسف يتم جمع النساء الإصلاحيات في سيارات نقل متسخة في الريف مثل البهائم وهي مطربلة وسط الشمس ومكتوب على راحة يدها بالحناء اسم فلان ابن فلان وتذهب للمركز الانتخابي وتقول لرئيسة اللجنة (اشتي هذا المكتوب على يدي)!! • هل للنقاب اليوم أنواع برأيك؟ -- نعم هناك نقاب مؤتمري وهذا يكون بالجلباب الأنيق، وجلباب إصلاحي ويكون بالجلباب الثقيل، وجلباب سلفي ويشبه الخيمة ولا يسمح للعيون بالظهور.. • ماهو المطلوب إذا؟ -- المطلوب تربية صحيحة تحترم عقل المرآة ولا بد من تغيير ثقافة الناس أولا.. • من المسئول عن ثقافة السواد من صعدة وحتى المهرة؟ -- التعددية السياسية هي السبب لأنها أفرزت أحزاب متشددة لها نظرة خاصة تجاه المرآة وصورت مشاكل البلد كما لو كانت كلها تتركز في المراة وشكلها وصوتها, ونرفض في الملتقي أن تكون المرآة هي محور المشكلة وندخلها في الحلال والحرام والجزئيان والقشور هناك مسائل أهم في البلد. • وماذا عن مشاركة المرآة في الحياة السياسية؟ -- مشاركتها حتى الآن للأسف ما يزال ديكورا فقط في جميع الأحزاب السياسية دون استثناء لكنها في الحياة المدنية حققت المرآة دورا اكبرا في المشاركة.. • وما هو المطلوب لزيادة مشاركتها أكثر؟ -- المطلوب أن تمنح حق الحياة أولا ً النساء في الريف يفتقرن لأبسط حق الحياة. • اعتقد أن الأمر لا يختلف كثيرا عنه في المدينة؟ -- نعم ولذلك نقول ان القضية تكمن في التربية والتنشئة اولا، ولذلك نحن في الملتقي نعمل على إعداد النشء الصغير إعداد صحيحا حتى يكون الجيل القادم في وضع أفضل , الإذاعة المدرسية التي ننفذها نشترط فيها مشاركة الطالبة والطالب فيها كي نزيل الرهبة بين الرجل والمرآة في المستقبل ولكي يحترم الرجل المرآة في المستقبل, رغم تعرضنا لانتقاد شديد من قبل بعض الظلاميين والظلاميات في المدارس ومع ذلك نفذتا أنشطتنا وقلنا لهم يجب أن ينظر الطالب لزميلته كأخت فقط وهناك مدارس أهلية تابعة للإصلاح اقتنعت بفكرتنا ونفذت الإذاعة المدرسية, كما أننا في جامعة تعز نقوم بتنفيذ برامج في هذا الاتجاه, واضرب مثلا على انتشار الأفكار الظلامية: جاءت طالبة من الجامعة تقول لي يا أستاذة لا تمشي من هنا؟ قلت لها ليش؟ قالت: هذا طريق العيال أما طريق البنات من هناك. وبدأنا ننشط في الجامعة على أساس احترام الطالب لزميلته. • هل هي دعوة للاختلاط المفتوح؟ -- لا.. هي دعوة للاختلاط الأخوي والاحترام المتبادل والشراكة في العمل الايجابي من اجل بناء البلد, اليوم تأتي طالبة وتقول لي: أنا ركبت الدباب وطلع جواري طالب. قلت لها خلاص نعمل كرة أرضية ونقسمها نصفين ونضع الرجال في نصف والنساء في النصف الأخر... مش معقول هذا.. المرآة أخت وأم وبنت الجميع لا بد أن نحترمها كانسانة قبل كل شيء وهي أيضا يجب عليها أن تحرم شقيقها الرجل كانسان لأنه هناك شباب في سن الدراسة الجامعية وكأنهم في حالة عداء وحرب فالمرآة براكبين في محافظة تعز وفي اليمن عموما, هناك حالة عداء بين الرجل والمرآة , هي دعوة لعدم تعميم نية السوء. • أين تكمن المشكلة من وجهة نظرك؟ -- في المتشددين السلفيين طبعا الذين نشروا الفتاوى المضللة للناس.. وهذا افرازات التعددية لا بد أن تقبل كل الآراء غصبا عنا ونوضح وجهة نظرنا ونتقبل أفكار الآخرين. • افهم أنكم كمنظمات رفعتم راية الاستسلام؟ -- أبدا لم نرفع الراية.. سنناضل ولكن مع الجميع, كل الناس مسئولين وكل واحد من جهته يوعي الناس (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), ولا بد من النضال حتى ننزع النقاب عن عقول الناس. • البعض يرى أن دور منظمات المجتمع المدني في اليمن ما يزال هزيلا.. كيف تردين؟ -- البعض منها ولا ادعي أننا منهم وهناك منظمات جادة وفاعلة ولكن من الصعب أن نغير واقع مجتمع له ثقافة تمتد لآلاف السنين فهذه المنظمات بدأت عام 97م وزاد الطين بلة أن هناك منظمات ظهرت عكس توجهات هذه المنظمات المدنية التي تسعى لتطوير وتحديث المجتمع ومشاركة الدولة في هذا الأمر. • البعض يتهم هذه المنظمات والجمعيات بأنها تهدف فقط الى تحقيق مصالح شخصية؟ -- نعم هناك منظمات تسعى للتربح والتكسب على حساب العمل الخيري والأيتام ويتم ذلك باسم الدين للأسف كما أن هناك منظمات لا تعمل باسم الدين وتهدف أيضا للتربح والتكسب الشخصي على حساب أهداف أخرى ظاهرة. • وهناك من يتهمها بتنفيذ أجندة ومخططات خارجية؟ -- هناك منظمات إرهابية تنفذ مخططات خارجية على حساب الداخل. • وهذا يقودنا الى سؤال: هل ما يحدث الآن من أعمال خارجة عن القانون في جنوب الوطن قد يكون ممول من منظمات خارجية أو داخلية لها ارتباطات بالخارج؟ -- أنا لا استبعد ذلك, وقد أكون اعرف مسميات ولكن لا أريد أضع نفسي في هذا الموقف وهناك مختصين يقيمون مثل هذا الأمر، والحاصل ان هناك عدد من الأحزاب تنشيء جمعيات ومنظمات بعضها حقيقي مفعل دورها في الواقع وبعضها الأخر وهمي على مستوى الورق بغرض بناء الحزب فقط وتخرج من إطار القانون، وهذا ما تم اكتشافه في محافظة صعدة حيث تم اكتشاف 23 جمعية وهمية تخدم أغراض معروفة، وليس عيبا ان ننشيء منظمات تابعة للأحزاب ولكن يجب أن نفرق بين دور المنظمة ودور الحزب فالحزب يسعى للسلطة ودور المنظمة خدمي فقط وموجودة من اجل خدمة الجميع، ولكن عندما تصبح المنظمة او الجمعية تخدم أهداف حزب فهذا أمر مرفوض ولا يمت للعمل المدني بصلة. • مدينة تعز خالية من المتنفسات.. لماذا لا يندرج هذا الجانب في إطار اهتمامكم؟ -- أكيد لدينا توجه من عام 2006م في موضوع نشر المساحات الخضراء وعلى منظمات المجتمع المدني أن يعمل في هذا الاتجاه في المدينة والريف وهناك تفاعل من السلطة المحلية السابقة واعتقد أن المحافظ الحالي سيكمل هذا الدور وبدورنا قدما رؤيتنا في هذا الموضوع بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعي فاليمن كانت تسمى اليمن الخضراء بالفواكه والخضروات وليس بالقات. • وهل لديكم رؤية خاصة تجاه قضية القات؟ -- من وجهة نظري أن القات اخطر من الفساد وهو أمام جديد مستبد بدلا من الحكم البائد.
• افهم من كلامك أن القات مسئول عن تخلف البلد بالدرجة الأولى؟ -- بلا نقاش • ماهي أنشطتكم في هذا المجال؟ -- حتى الآن لم ننفذ نشاط معين ولكن نحن نمنع في اجتماعاتنا تعاطي القات.. لدينا نية لفتح محلات لبيع حجاب ملون في مواجهة اللون الأسود، وهذا جزء من إشاعة ثقافة اللون والجمال وهذا أيضا حث عليه الدين. • لماتذا تعز تعد أكثر المحافظات فقرا على مستوى الجمهورية؟ -- اعتقد أن المشكلة تكمن في أن كل أبناء تعز يريدون أن يصبحوا مديرين هناك قلة منهم من يحاول أن يصنع ذاته بنفسه خاصة من الشباب وعندما عملنا استبيان تحت عنوان ماذا يريد الشباب وجدنا أن كل شاب (يشتي يقع مدير) ولم نجد واحد منهم يقول لدي مشروع أريد انفذه وأطوره. • واين تكمن مشاكل محافظة تعز من وجهة نظرك؟ -- مشاكل المحافظة هي في إيجابياتها بمعنى ان مجتمع تعز (فضولي) ويتدخل فيما يعرفه ولا يعرفه، فالمحافظة أخرجت كوادر غير عادية والمجتمع الفضولي هي عادة ايجابية ولكن لو تستغل من جهات غير وطنية تصبح الايجابي سلبي فقط. • الفساد.. من أين نبدأ مكافحته؟ -- من الإنسان نفسه ولو كل واحد سجل موقف ايجابي ضد الفساد ورفض يقدم رشوة او لغ عن مرتشي وفاسد كل شيء سيتغير أكيد. • هل ما يزال هناك خوف على الوحدة بعد مرور 20 عاما على قيامها؟ -- أبدا.. الوحدة أمر مفروغ منه وإذا سمح الله حصل شيء لهذه البلد سيصيب كل فرد فيها من أصغرهم الى كبيرهم ونسال من الله سبحانه وتعالي ان يجنب بلدنا الفتن, واحذر كل الناس من الوقوع هذا المزلق الخطير ولابد للعقلاء وأهل الحكمة أن يتدخلوا اليوم أصبح الوضع خطير وهناك مأجورين ينفذون مخططات خارجية ويستغلون البلهاء وقود لهذه الفوضى.. • برأيك... الأمور إلى أين تتجه؟ -- بأذن الله بحكمة أهل اليمن سيتم تجاوز كل أزمة بفضل كل واحد من أبناء اليمن وهؤلاء هم قلة قليلة مأجورة ولا يدركون ما يريدون، وهناك منهم من دفع حياته ولم يعرف لماذا..! • افهم من كلامك أن معاناة الناس في اليمن واحدة؟ -- نعم هي معاناة واحدة في كل اليمن ويجب أن يدافع الناس عن حقوقهم في إطار الوحدة وليس ضدها, ولو ترك الأمر لكل محافظة لديها معاناة ستتمزق البلد كلها الى دويلات, غدا سنسمع محافظة كذا وكذا تريد أن تنفصل بل إن الانفصال سيطال قبائل. • وكيف تردين على من يقول ان هؤلاء لديهم قضية ويجب الاعتراف بها؟ -- هناك قضية وطنية على مستوى البلد كله, هناك قضية فساد, غلاء, ولكن معالجتها في إطار القانون والوحدة الوطنية.. • كلمة اخيرة -- اشكركم.. وأتمنى أن يعمل الجميع من اجل مصلحة هذا الوطن. نبذة من السيرة الذاتية ل نورية الجرموزي: - من مواليد بني حشيش محافظة صنعاء - متزوجة وأم لثلاثة أبناء بنتين وولد. - تربوية نائب مدير التعليم الأهلي. - ناشطة حقوقية وسياسية. - تكتب الشعر الاجتماعي. - قضايا المرآة الريفية. - كاتبة صحفية غير متفرغة. - مدير ملتقى الشباب المبدع منذ شهر فبراير 2004م. - عضوة لجنة دائمة بالمؤتمر الشعبي العام.