بالتنسيق بين اتحاد عمال النرويج واتحاد نقابات عمال الأردن عقدت في الأسبوع قبل الماضي في العاصمة الأردنية عمّان ورشة العمل النقابية حول العمل اللائق ، وأود أن ألفت الانتباه إلى أن إتحاد عمال النرويج من الاتحادات الصديقة والداعمة لاتحاد عمال اليمن وله دور كبير في تأسيس ودعم دائرة المرأة بالاتحاد وكان نتاج ذلك الدعم اللا محدود أن دائرة المرأة باتحاد عمال اليمن يشار لها بالبنان محليا وعربيا ودوليا في تنفيذ البرامج التوعوية وورش العمل النقابية والعمالية ليس فقط بين النساء وإنما بالعمل التشاركي في صفوف الجميع رجالا ونساء والسبّاقة أيضا في تدريب مدربات ومشرفات تدريب تلقين التدريب المكثف لعدة برامج وعملن في أكثر من مجال وضمن برامج عديدة تم تنفيذها سواء من منظمة العمل الدولية أو إتحاد النرويج وغيرهما من الاتحادات العمالية والنقابات العربية والدولية، وقد نفّذت اليمنيات أكثر من برنامج في البحرين والكويت وسوريا ،كما عقد إتحاد النرويج ورشتي عمل اقليميتين في العاصمة صنعاء لدوائر المرأة في اتحادات عمال كل من البحرين والكويت وسلطنة عمانواليمن ، وفي سياق تلك البرامج كان على اليمنيات بالطبع تنفيذ هذا البرنامج في الأردن بترشيح من اتحاد عمال النرويج . فتم تجهيز البرنامج وفقا للمحاور المحددة من اتحاد عمال الأردن على مستوى عال ومتطور يتناسب والفئة المستهدفة من التدريب بحكم أن الأردن بلدا تهتم بالتعليم ورأسمالها هو المورد البشري ، كما تم الاستعداد والتحضير أيضا لعدة برامج تنشيطية وعصف ذهني وغيره من البرامج التدريبية . حضرت اليمنيات الى قاعة التدريب مبكرا لإجراء الاستعدادات اللازمة للبدء بأعمال الورشة وما تمت ملاحظته هو الدهشة المرسومة على وجه كل من دخل القاعة ذكورا او إناث ولم نكن نعلم سببها وكنّا أيضا في دهشة وذهول من ذلك . حضرت أخيرا الى القاعة رئيسة دائرة المرأة بالاتحاد الأردني ورحبت بنا وأشارت إلى الحاضرين أنّ هؤلاء هنّ اليمنيات اللاتي سيقمن بتنفيذ الورشة قام الجميع بالترحيب بنا وهم في قمة الاستغراب يقول معظمهم اعذرونا لم نعلم أنكّن من اليمن عند دخولنا القاعة وقد كنّا في غرابة من أمر تلك الورشة عند إبلاغنا بها فكيف ستنفذها يمنيات قادمات من الصحراء ، وكيف تم ترشيح النرويج لنساء من اليمن يدربون في عمّان. تخيلوا كم وقعت علينا تلك العبارات وقوع الصاعقة ونحن في بلد عربي لايعرف عن العرب شيئا فهل نحن آتيات من الصحراء ومن قال أن اليمن صحراء ؟؟؟؟. بادرناهم بالسؤال ألم نلفت انتباهكم بحجابنا وملابسنا المختلفة عنكم؟ ،فردوا لأ !!! فالأمر عادي ، هناك محجبات من الأردن ومصر وسوريا وغيرها من البلاد العربية فلم تكن هيئتكن ببعيدة عن ذلك. فأتبعنا بسؤال آخر: كيف تخيلتم أن يكون مظهر هؤلاء اليمنيات؟، فردوا مثل القادمين من الصحراء بالملابس المعهودة للبدو، فقلنا لهم : لماذا حكمتم علينا بذلك ألم تتعرفوا على أناس من اليمن قبل ذلك؟ ، ردّوا بلا نراهم في المستشفيات فاليمنيون لايأتون إلينا إلآ للعلاج أليست بلدكم لايوجد فيها مستشفيات؟، استأذنّاهم ببدء أعمال الورشة على أن نكون في انتظار رأيهم بالقادمات من الصحراء بعد تنفيذ البرنامج، فبادرونا برد سريع ومفاجئ يكفي فالكتاب ظاهر من عنوانه ولكن لدينا تساؤلات حول اليمن ، قلنا نتركها لفترة الاستراحة . على مدار ثلاثة أيام لم نكن فقط منفذات لبرنامج الورشة حول العمل اللائق والنوع الاجتماعي ومعايير العمل الدولية ، إنّما كنّا في سباق مع الزمن لنستطيع أن نعكس صورة حقيقة عن بلدنا ولنكن عند مستوى ثقة إتحاد النرويج الذي أصبح يراهن على جدارتنا دون النظر الى عقيدتنا وحجابنا او هيئتنا او لوننا وأصبح يعهد الينا بتنفيذ برامجه . وبفضل من الله تعالى تم تنفيذ الرنامج بصورة رائعة لم نكن نتوقعها بعد ان صدمتنا آراء الآخرين المسبقة حول اليمن . واليكم التساؤلات حول اليمن؟؟؟؟؟؟؟ قيل لنا: قالوا أن بلدكم صحراء ، وفيها جمال (يعني إبل). قلنا: هي أجمل بقاع الأرض بها السهل والجبل والشلالات والبحر ، خضراء يانعة ، طبيعتها ساحرة ، بلد حضارات ليس لها مثيل في مدنها والأرياف، أما الإبل فمعظم أبناءنا لايعرفونها الا من الصور . قالوا: تلبسون كالبدو. قلنا: البدو أصل العرب وفي بلدكم مازال الزي البدوي يرتديه الكثير ، وبلدنا متعددة الأزياء ، والزي ليس له علاقة بالتطور والحداثة فلم يعد من يرتدي القميص والشال أميا ومتخلفا ولا من يلبس البدلة والكرافات متعلما ومتحضرا. قالوا: نعم فقد أكد وجودكم بيننا هذه النظرية. قيل لنا : بلدكم ليس بها تعليم والقادرون فقط يأتون للدراسة لدينا . فقلنا لهم : الدولة توفد الكثير سنويا للدراسة في كل البلدان عربية وأجنبية واليمن تعج بالجامعات الحكومية والأهلية ومن كل الجنسيات. قيل لنا : ليس لديكم مستشفيات. قلنا : لدينا مستشفيات حكومية وخاصة على قدر عال من التجهيزات ولدينا كوادر مؤهلة وكفؤة من الأطباء وأطقم التمريض والأدوية المحلية والمستوردة. قيل لنا: عددنا حوالي خمسة ملايين ومثلهم يمنيون يتلقون العلاج هنا لماذا ؟. قلنا: لابأس زيادة للدخل القومي لكم ، وعقدة الآخر لدينا نحن العرب جميعا ، فنحن نأتي اليكم وأنتم تذهبون لغيركم. قالوا لنا :بلدكم بها فساد. قلنا : وهل تخلو بلدكم أو بقية البلدان من الفساد. قيل لنا: أنتم تتقاتلون بلدكم بها حرب. قلنا : هي فئة قليلة منشقّة كان بالامكان القضاء عليها بضربة قاضية ولكن منهجنا الدستور ونظامنا ديمقراطي لايقوم على أساس القوّة إنّما أساسه الحوار والسلم الاجتماعي. قيل لنا: هل سينفصل الجنوب عن الشمال. قلنا : هي وحدة شعب وليست وحدة أرض فبالأرض نفصل ونحدد الجهات جنوب وشمال وشرق وغرب ، وبالشعب لا تفصل بين أب وأم وأبناء وأخوال وأعمام . قالوا لنا : كفانا معرفة عن اليمن أن به نسوة مثلكم فكيف هم رجاله ، فقد كنتّن أروع سفيرات لليمن. ونأتي هنا لمن المسئول عن نقل الصورة السوداء عن اليمن ، لماذا لايكون كل منّا سفيرا لبلده يعكس صورة جميلة عن أرضة ،عن اليمن أصل العراقة والتاريخ والحضارة ، أراهن أن هناك سفراء رسميون يسيئون لبلدنا خاصة في تعاملهم مع اليمنيون بشكل عام طلاب علم أم زوار وهذا يتّضح من سوء المعاملة في بعض سفاراتنا بالخارج ، ولكن علينا أن نكون جميعا سفراء، فلسنا بحاجة لقرارات تعيين وبدلات وحوافز مادية لنقول أننا يمنيّون. ولإتحاد النرويج ولكم جميعا تحيات القادمات من الصحراء: ((رضا قرحش/ فوزية بامرحول/ شيخة ناصر/ جميلة الديلي))